الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عوامل ومسببات جوهرية... طبياً: هل كان يمكن للطفل ريان أن ينجو؟

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
الطفل ريان.
الطفل ريان.
A+ A-
ما زالت تتوالى التفسيرات والتحليلات التي رافقت الحدث المغربي الذي تحوّل إلى حدث عالمي وصدمة إنسانية بعد وفاة ابن الخمس سنوات. غلّبت العاطفة العقل، لم يكن أحد قادراً على الفصل بين الأمل الذي تمسك به العالم بأسره والحقيقة المرّة التي نرفض الاعتراف بها برغم من وضوحها.

ومع ذلك، رفض العقل كما المنطق أن يصدقا أن الطفل ريان، البطل الذي حاول الصمود في هذه الظروف القاسية والصعبة، توفي وتصعب له النجاة. كانت العاطفة تغلب على كل شيء، حتى مشاهد الحفر والمستجدات كانت تنقل قلب كل شخص إلى موقع البئر لتحفر بعاطفتها وإنسانيتها لإنقاذ ريان.

وتوالت روايات مختلفة ومتناقضة حول وفاته، فبعض المصادر أشارت إلى أن الوفاة حصلت يوم الجمعة تقريباً أي قبل يوم من عملية انتشاله، لكن، كان هناك تكتم على الخبر وبقي محصوراً لدى بعض الأشخاص، في حين تداول آخرون خبر وفاة الطفل قبل ساعات من عملية الإنقاذ الأخيرة.

لكن بالعودة إلى المعطيات الحسية، قضى ريان حوالى 100 ساعة داخل حفرة ضيقة في البئر، عانى من خلالها من نزيف في رأسه بسبب ارتطامه بالصخور أثناء سقوطه. كما أظهرت المعاينات الطبية التي أجراها الفريق الطبي الذي دخل إلى النفق لاستخراج الطفل ريان، أنه كان يعاني من كسور في الرقبة والعمود الفقري.

وبحسب صحف محلية لفظ ريان أنفاسه الأخيرة وحيداً قبل وقت قليل من وصول فرق الإنقاذ إليه. في حين كشفت جريدة "الوطن" أن الطفل توفي، الجمعة، ولكن كان هناك تكتم على الخبر وبقي في إطار البئر فقط ومن هم حوله.




وبمعزل عن كل الروايات المتناقلة، دعونا نحلل طبياً هل كان بإمكان الطفل ريان الصمود والنجاة في مثل هذه الظروف؟ وكيف يشرح الطب العوامل والأسباب الطبية المسؤولة عن وفاة ابن الخمس سنوات؟

يشرح الإختصاصي في أمراض قلب الأطفال والتشوهات الخلقية في مركز بيروت للقلب الدكتور ناصر عودة في حديثه لـ"النهار العربي" أنه "عندما يتعرض الطفل إلى حادث قوي أو خطير يرتفع خطر توقف القلب لأسباب طبية عديدة ولكن عادة لدى الطفل مقاومة أكبر من الكبار، خصوصاً أننا في موقع حيث تنخفض نسبة الأوكسجين تدريجياً. وبما أن الطفل حجم أصغر يكون استهلاكه للأوكسجين أقله ما يعطيه وقتاً اضافياً أكثر للصمود أو البقاء على قيد الحياة".

وعن الأسباب الطبية المسؤولة والتي تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر لتوقف القلب، يفنّدها عودة على الشكل الآتي:
- نقص الأوكسجين: يؤثر نقص الأوكسجين (بغض النظر عن نسبة وصول الأوكسجين إلى الطفل) بشكل سلبي في القلب ويحدث لديه اضطراب في الجسم. وقد يؤدي نقص الأوكسجين بشكل كبير إلى توقف القلب او الاختناق، ويكون سبب الوفاة رئوي- قلبي.

- السقوط بحد ذاته قد يتسبب بكسور ونزيف: وقد يتعرض الطفل نتيجة سقوطه إلى كسور في الصدر تؤدي إلى الضغط على القلب. وبالتالي الى الإصابة القلبية المباشرة وغير المباشرة نتيجة إصابة الصدر قد تكون من الأسباب الرئيسية للوفاة.

- انخفاض حرارة الجسم:
يؤدي انخفاض حرارة الجسم إلى بطء في القلب ومن ثم في مرحلة قادمة إلى توقف القلب.

- نقص التغذية والسوائل: تُسبب اضطرابات في الدم (البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم) بالإضافة إلى انخفاض سكر الدم، كل هذه العوامل تؤدي إلى توقف القلب.

ويضيف عودة قائلاً أنه "لا يمكن نفي أن الذعر والصدمة الذين تعرض لهما الطفل قد يؤثران في دقات القلب وعدم انتظامها. ولكن برأيي أن انخفاض حرارة الجسم ونقص التغذية وهبوط السكر في الدم بالإضافة إلى النزيف نتيجة الكسور كانت من الأسباب المسؤولة عن الوفاة".

وعن المدة التي تسمح للطفل ريان بالصمود، يشير عودة إلى أنه "يصعب أن يبقى صامداً وعلى قيد الحياة لمدة خمسة أيام في هذه الظروف التي تحدثنا عنها. الأمل ضيئل طبياً، خصوصاً إذا كان قد تعرض لضربة قوية التي قد تسبب بوفاته مباشرة، أما في حال الحديث عن الأسباب الأخرى مثل انخفاض حرارة الجسم ونقص السوائل والتغذية، يمكن للطفل أن يصمد لمدة 72 أو 96 ساعة كحد أقصى. فكيف اذا اجتمعت عوامل عدة ومسببات التي تجعل من أمل بقائه على قيد الحياة مستحيلة".
 
نقلاً عن النهار العربي
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم