الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أكياس دم وبطاريات للقلب مفقودة... والخطر في زيادة تكلفة الفحص إلى 6 أضعاف!

المصدر: النهار
نقص حادّ في الكواشف المخبرية وتكلفة الفحوص مهددة بالارتفاع (تصوير مارك فياض).
نقص حادّ في الكواشف المخبرية وتكلفة الفحوص مهددة بالارتفاع (تصوير مارك فياض).
A+ A-
يبدو أنه مكتوب على اللبناني أن يدفع ثمن الخلافات والتباينات بين مصرف لبنان من جهة والمستوردين والتجار من جهة أخرى. عالقٌ هو في الوسط بانتظار حلول جذريّة يصعب تحقيقها؛ سعر الصّرف في السوق السوداء يكوي، والمدعوم مفقود كالعادة أو يُسلّم "بالقطّارة".

تتكرّر الأزمة، ومعها يتضاعف وجع المواطن؛ فحتّى أكياس الدّم بات يستحيل إيجادها في بلد كان يتباهى بخدماته الاستشفائيّة والطبيّة وجودة الرعاية الصحيّة. منذ أيّام، بحث سعيد يائساً لإيجاد أكياس دم حتى يتمكّن من إجراء فحص سحب الدم لمراقبة الكريات البيضاء والحمراء نتيجة معاناته من خلل فيها. قصد أكثر من مختبر إلا أن الجواب كان واحداً: "لا يوجد أكياس دم". لكن حالته لا تسمح بتأجيل الفحص، وما كان عليه إلا محاولة شراء علبة من الخارج، حيث باءت محاولته بالفشل، بالرّغم من أنه كان سيدفع 300 ألف ليرة لتأمينها.

وبعد جهود حثيثة، تمكّن أخيراً من إيجاد كيس دم وإجراء الفحص. ما واجهه سعيد ليس سوى مثال عمّا قد يواجه اللبنانيّ إذا توجّب عليه إجراء بعض الفحوص المخبريّة أو حتى بعض العمليّات، خصوصاً العظم والقلب.
 

لا تُخفي نقيبة المختبرات الخاصّة الدكتورة ميرنا جرمانوس هذه الأزمة، بل توضح لـ"النهار" أنّ المستلزمات الطبيّة والكواشف المخبريّة ومستلزمات سحب الدم وتوزيعه مدعومة بنسبة 85% على سعر 1500 ليرة، في حين يتوجّب على المستوردين والتجّار دفع قيمة الـ 15% المتبقّية على سعر صرف الدولار في السوق السوداء. وكلّ ما هو مدعوم تتعثّر فواتيره في مصرف لبنان، في حين يتخوّف التجّار من استيراد موادّ جديدة في وقتٍ لم يتمّ تحصيل الفواتير القديمة، عدا عن أن وزير الصّحة لا يسمح بدخول أيّ شيء غير مدعوم".

وإزاء هذا الواقع، تُلزم المختبرات بالتسعيرة، التي وضعها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وهي L 150-245. ولكن نسبة الـ 15% أصبحت تفوق تكلفة الـ 85% المدعومة، وبالتالي شهدنا رفعاً لتكلفة الفحوصات بطريقة منطقيّة إلى 650، في حين أن بعض المستشفيات رفعت تكلفة L إلى 2000 في ظلّ غياب الرقابة.

وتستشهد جرمانوس بأن تكلفة كيس الدم تبلغ حوالَي 12$ مضروبة بـ20 ألفاً (سعر صرف السوق)، فتصبح التكلفة 240 ألفاً من دون أن نتحدّث عن تكلفة الفحوص والإبر وبنك الدم والفحوص التي نجريها على الدم للتأكّد من صحّة التبرّع، ما يعني أنها ستُصبح باهظة الثمن. لذلك، نواجه كمختبرات نقصاً كبيراً وشحّاً فاضحاً في الكواشف المخبريّة التي يعود سببها إلى الأزمة بين المستوردين ومصرف لبنان، ما دفعنا إلى تشكيل شبكة تضامن بين المختبرات لتأمين ضمان إجراء هذه الفحوص للمواطن والتنسيق في ما بيننا لتغطية هذا النقص".
 
 

ما تعاني منه المختبرات من نقص في الكواشف يزداد حجماً بالنسبة إلى المستشفيات، إذ يؤكّد نقيب المستشفيات الخاصّة الدكتور سليمان هارون لـ"النهار" أنّنا "ندور في حلقة مفرغة، والأصعب أن هذا النقص في المستلزمات الطبية يطال العظام والقلب، إذ نعاني من نقص حادّ في بعض المستلزمات الأساسيّة كبطاريّات القلب، والأدوات المستخدمة لعمليّات العظم. حتى أن بعض المستشفيات اضطرت إلى تأجيل عمليّات للعظم لأن القياسات مفقودة وغير موجودة. كذلك الأمر بالنسبة إلى قوقعة الأذن، التي تزرع عند الطفل الذي يولد مع مشكلة في السّمع، فهي تواجه نقصاً حاداً، أو حتى قياسات بعض الخيطان التي تستخدم في غرف العمليات".

هذا الأمر ينسحب أيضاً على الكواشف المخبرية، ما يجعل إجراء بعض الفحوص لبعض المرضى متعذّراً، ومنهم مرضى غسيل الكلى أو الذين يعانون من جرحة قلبيّة. وعليه، ستزداد تكلفة الفحوص 6 أضعاف عمّا هي عليه اليوم، والفحص الذي كانت تكلفته 100 ألف ستُصبح تكلفته حوالَي 600-700 ألف.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم