الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"كل ما أريده هو أن أرى أطفالي سعداء وعلى قيد الحياة"

المصدر: "النهار"
تعبيرية (ترايسي مخلوف).
تعبيرية (ترايسي مخلوف).
A+ A-
مارسيل عزبا
 
 
أخذت ابني أنور البالغ من العمر تسع سنوات إلى المستشفى قبل أربعة أشهر. كان مستوى السكر في دمه مرتفعًا واكتشفنا حينها أنه مصاب بداء السكري من النوع الأول. في البداية كنا قادرين على تأمين طبيب خاص له، ولكن مع تدهور الوضع، لم نتمكن من تحمل النفقات وتكاليف الأدوية. لذا نأخذه إلى مركز منظمة أطباء بلا حدود في شاتيلا شهريًا.

كنا عائلة من الطبقة المتوسطة: كنت أعمل أنا وزوجي وكان وضعنا جيدًا. ولكن بعد تفشي كوفيد-19 وبدء إجراءات الإقفال، سُرِّحت من العمل بسبب إغلاق مكان عملي. وبدأ زوجي العمل كسائق تاكسي ليتمكن من تأمين الطعام.

ومنذ رفع الدعم عن الأدوية، اضطررنا للاختيار بين شراء الطعام أو الأدوية التي نحتاجها. وما زلت أرتدي نظارات مكسورة لأنني أفضل إنفاق ما أمتلك من المال على أطفالي بدلًا من إصلاحها.

بعد أن يخلد أطفالي إلى النوم، أجلس بمفردي وأبكي لأنني أشاهدهم يعانون بلا حول ولا قوة. كأم من المفترض أن أقدم الأفضل لأولادي، لكني لا أستطيع حتى تأمين الطعام الذي يساعد في حالة أنور لأنها باهظة الثمن.

تمضي السنين ونحن نحاول تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة. كل ما أريده هو أن أرى أطفالي سعداء وعلى قيد الحياة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم