"ماذا لو كنت مكانها؟

جنى الحريري


تُركت امرأة كينية تبلغ من العمر 30 عامًا في الشوارع من دون مأوى أو رعاية طبية أو شخص يساعدها. جاءت إلى لبنان منذ ثمانية أشهر بحثًا عن حياة كريمة، لكنها واجهت الألم والإساءة والتمييز.

لسوء الحظ، تعد هذه الحالة شائعة إذ نشهد نساء مثلها يوميًا وأظل أتساءل: ماذا لو كنت مكانها؟ ماذا لو بقيت بلا منزل؟ ماذا لو لم أمتلك المال أو شخصًا يساعدني؟

بسبب الأزمة المصرفية، لا نستطيع التصرّف بمدخراتنا، وإذا أردنا إخراج الأموال من المصرف، فعلينا سحب المبلغ بالكامل بالليرة اللبنانية، التي فقدت أكثر من 90 في المئة من قيمتها السوقية بسبب الأزمة الاقتصادية. كما أثّر الانهيار الاقتصادي على قدرة الناس على الحصول على الرعاية الطبية اللائقة، لأن العلاج الطبي في لبنان مخصخص للغاية ومكلف. نتيجة لذلك، لا يستطيع معظم اللبنانيين الحصول على رعاية صحية مقبولة. حتى لو أردنا الذهاب إلى المستشفيات العامة، فإن نظام الصحي هش، وساهم تفشي كوفيد-19 في إضعافه، لذا فهو غير قادر على تلبية احتياجات الناس.

خلال العامين الماضيين، لم نتمكن نحن، أي سكان لبنان، من الوصول إلى مدخراتنا أو الرعاية الصحية اللائقة، وأضحى الكثير منا تحت خط الفقر. نحن نعيش كابوسًا، لكن العمال الأجانب في لبنان يعشون نفس الكابوس منذ سنوات في ظل نظام الكفالة.