الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إنجاز لبناني علمي لوضّاح ملاعب: هذه قصة الرقاقة التي تجبر الخلايا على النمو

ليلي جرجس
ليلي جرجس
إنجاز لبناني علمي لوضّاح ملاعب: هذه قصة الرقاقة التي تجبر الخلايا على النمو
إنجاز لبناني علمي لوضّاح ملاعب: هذه قصة الرقاقة التي تجبر الخلايا على النمو
A+ A-
برغم كل الظروف الصعبة التي نمرّ بها، بريق أمل ظهر في الأفق. المنافسة على أشدها واليوم نحصد النتيجة النهائية. برز اسم المهندس اللبناني وضّاح ملاعب في برنامج "نجوم العلوم"، بعد إبهاره للجنة التحكيم في مشروعه الذي يمزج بين الطب والهندسة الميكانيكية.
 
 يحلم ملاعب في رفع اسم لبنان من خلال إنجاز علمي سيُغيّر مسار الطب واكتشاف الأدوية في العالم، في رأيه.
 
رقاقة أو شريحة بلاستيكية تعمل كأساس يجبر الخلايا بأن تنمو لتشكّل أنسجة ثلاثية البعد تحاكي الأنسجة المكوّنة في جسم الإنسان.  
 
عن فكرة مزج الهندسة الميكانية بالطب البيولوجي، وانطلاق فكرة مشروعه، يشرح ملاعب في حديث لـ"النهار العربي" قائلاً، "سلكتُ في طريق الهندسة الميكانية وحصلت على إجازة الماجستير فيها من الجامعة الأميركية في بيروت، ولكن في السنة الأخيرة تعرّفت على مادة Tissue engineering أي هندسة الأنسجة التي كانت سبباً في تغيير مسار مشاريعي وأحلامي المستقبلية.
 
ونتيجة هذه المادة، قررت تغيير مشروع تخرجي ليتناول البحث الهندسة النسيجية، لقد انبهرت بها وقررتُ الغوص في عالمها الغامض والمتوسع. وبعد تخرجي في الهندسة الميكانية أكملت دراستي في الهندسة النسيجية، وحصلت على شهادة فيها". 
 
ومن عالم الجامعة والدراسة إلى عالم التجارب والبحوث، انتقل ملاعب إلى عالم حسيّ حيث عمل في أحد البحوث التي تتناول سرطان الثدي. وهناك التمس الحاجة في تحويل النظري إلى تطبيقي وسد الثغرات الناقصة. 
 
يقول، "استغرقت حوالى 6 أشهر في دراسة بيولوجيا سرطان الخلايا وكيفية تأقلمها بعضها مع بعض، وعندما بدأت العمل في المختبر وجدتُ أن ما نختبره لا يُمثّل الواقع البيولوجي للجسم وطبيعته. لذلك ولدت لديّ فكرة تكوين بيئة في المختبرات لاختبار كل ما نتوصل إليه.
 
أدت الهندسة دوراً كبيراً في تحقيق ما أطمح إليه، و"هكذا انطلقتُ في البحث عن كتب الهندسة ووجدت أن هناك 10 شركات ناشئة مختصة في مجال الهندسة النسيجية. وبعد تصفّح مشروع كل شركة وجدت أن جميعها تعاني المشكلة نفسها، هي عجزها عن هندسة نسيج معيّن تعود لمشكلات صناعية".
 
ويضيف "بما أنني مهندس ميكانيكي نجحت في التوصل إلى إيجاد الثغرة ونجحت في تكوين هذه الأنسجة الأنبوبية الموجودة في جسمنا كأنابيب الرئة، والثدي، والكلى، والكبد وغيرها من أنابيب الأعضاء الموجودة في الجسم والتي قد تصيبها الأمراض، خصوصاً السرطانية منها". 
 
إذاً، قرر ملاعب التركيز على هذه النقطة، خصوصاً أنه لا يوجد أي شركة نجحت بأن تصمم هذه الأنسجة الشبيهة بجسم الإنسان. و"نجحت من خلال طريقة هندسية معينة في صنع هذه الشريحة البلاستيكية التي تخوّلني تكوين نسيج كامل مشابه لجسم الإنسان داخل المختبر. وستسمح لنا باختبار الأدوية وتأثيرها قبل اختبارها على جسم الإنسان".  
 
ويقول ملاعب، "لم أفكّر سوى بتطوير هذا المشروع والعمل أكثر في هذا المجال، هدفي كان الوصول إلى ما أطمح اليه حتى النهاية. 
 
وهكذا دخل وضاح في مسابقة نجوم العلوم، خصوصاً "أنني أعرف أصدقاء كثراً شاركوا في هذه التجربة. وكنت على يقين بأن لديّ أملاً في تحقيق حلمي، وأن فرصة وصولي كبيرة. تقدمتُ الى المسابقة وتم اختيارنا بين مئات المشاركين بعد دراسة كل مشروع مقدم بكل تفاصيله. اجتزت المرحلة الاختيارية وانطلقنا في البرنامج في ظل كل التحديات ومنها تفشي فيروس كورونا".
 
أثار مشروع تنمية مخبرية للخلايا الحيوية الذي قدّمه ملاعب إعجاب أعضاء لجنة التحكيم، ونتيجة ذلك حصل على أعلى العلامات من اللجنة طوال فترة البرنامج. وبعد أشهر من العمل والمثابرة وصل 4 مشتركين إلى المرحلة النهائية. 
 
وفق ملاعب "نجحتُ في لفت نظر لجنة التحكيم منذ الحلقة الأولى وحتى اليوم. لقد تميّزتُ عن الآخرين لأنني أريد أن أحوّل هذا المشروع إلى حقيقة. أحب أن أنهي ما بدأته دائماً في حياتي والنضال به لآخر نفس. استبقت الوقت والأخبار وكورونا، وعملتُ جاهداً داخل المختبرات وأنهيت كل اختباراتي قبل إقفال هذه المراكز نتيجة كورونا. لقد فعلتُ كل ما بوسعي والآن جاء دور اللبنانيين لدعمي وإيصال مشروعي إلى العالم. وللفوز بهذه المسابقة، يُحتسب 50% علامة من لجنة التحكيم و50% من تصويت الجمهور. أنتظر من الشعب اللبناني الوقوف إلى جانبي، خصوصاً أن التصويت سيُغيّر المعادلة، وأحتاج إلى دعمهم فأنا في منافسة مع مرشحين من مصر وقطر والكويت". 
 
ويختم قائلاً: "بغضّ النظر عن فوزي في المسابقة أو لا، أنا فخور بما حققته، ولن أتوقف عن تحقيق حلمي ومصرّ على أن يعرف العالم آخر ما توصلتُ إليه لأنه يخدم الطب ويساعد في اكتشاف الأدوية وتأثيرها على جسم الإنسان. طموحي كبير وأملي أكبر ولن أستسلم مهما كانت النتيجة".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم