الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الفيروس يواصل انتقاله عبر المتحورات... واللقاحات أفضل وسيلة للتحصين من العدوى؟

المصدر: النهار
A+ A-
 
تلقي البيانات الحديثة بظلال من الشك على مستوى فعالية اللقاحات في الوقاية من عدوى المتحورة "دلتا" وانتقالها. ما هي عواقب ذلك على جهود التصدي للجائحة؟ ولماذا ما زالت اللقاحات أفضل وسيلة للتحصين ضد العدوى؟
حماية "غير كاملة" من العدوى: ما زالت اللقاحات فعالة جداً ضد العوارض الحادة التي يسببها كوفيد، لكنها لا توفر سوى حماية جزئية فقط من الإصابة بالمتحورة دلتا المنتشرة حاليًا في العالم، وفق ما تظهر الأرقام البريطانية والإسرائيلية. 
فقد خلصت دراسة بريطانية واسعة أجريت في الفترة من 24 حزيران إلى 12 تموز 2021 ونُشرت الأربعاء الماضي إلى أن اللقاح يتمتع "بفعالية غير كاملة ضد العدوى". فاللقاح فعال بنسبة 49% ضد العدوى لدى من تراوح أعمارهم بين 18 و64 عاماً، وهو معدل يرتفع إلى 59% للعدوى المصحوبة بعوارض.
وقال المشرف على الدراسة بول إليوت إن من يتلقون اللقاح أقل عرضة بثلاث مرات للإصابة بالمرض، موضحا أن "هناك دائمًا خطر للإصابة بالعدوى ولا يوجد لقاح فعال بنسبة 100%". 
قبل ستة أسابيع من ذلك، خلصت دراسة بريطانية أخرى إلى أن لقاح فايزر- بايونتك كان فعالًا بنسبة 88% ضد كوفيد المصحوب بالعوارض الناجمة عن المتحورة دلتا، فيما بلغت فعالية لقاح أسترازينيكا 60%. 
في إسرائيل التي وصلت إليها المتحورة في وقت لاحق، تُظهر البيانات الرسمية المنشورة في 22 تموز الماضي فعالية بنسبة 39% فقط للقاح فايزر- بايونتك ضد العدوى، و40,5% ضد كوفيد المصحوب بعوارض. 
ولكن ينبه العديد من علماء الأوبئة إلى أنه يجدر التعامل بحذر مع نسبة 39% لأنها تتعلق بفترة سجلت فيها إسرائيل حالات قليلة نسبيًا في المجمل (بين 20 حزيران و17 تموز 2021). 
إذا تم تأكيدها، فإن معدلات الفعالية المتدنية هذه يمكن أن تكون علامة على انخفاض المناعة لدى أولئك الذين تم تطعيمهم قبل أشهر، أو على زيادة قدرة المتحورة دلتا مقارنة بالنسخ الفيروسية السابقة على الإفلات من دفاعات الجسم وذلك خصوصًا بسبب قدرتها على التكاثر على نحو أسرع.
هل ينقل من أخذوا طعومهم العدوى بالقدر نفسه؟ 
فوجئ الوسط العلمي بنتائج دراسة أجريت في ولاية ماساتشوستس ونُشرت الأسبوع الماضي بكمية الفيروس التي قيست لدى الأشخاص الملقحين المصابين مقارنة بكمية الفيروس لدى غير الملقحين.  وقالت مديرة المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، روتشيل والينسكي، إن "بعض الأشخاص المصابين بالمتحورة دلتا بعد التطعيم يمكن أن يكونوا معديين وأن ينقلوا الفيروس إلى أشخاص آخرين"، واصفة هذه المعطيات بأنها "مقلقة". 
هنا أيضًا، يدعو الخبراء إلى توخي الحذر. 
وقال عالم المناعة كلود أنييس رينو، وهو مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي: "حتى الآن، أظهرت الدراسات الأخرى أن الأشخاص الملقحين المصابين بالعدوى لديهم شحنة فيروسية أقل، ومن ثم من المحتمل أن ينقلوا العدوى أقل بكثير من الأشخاص غير المحصنين".
وأكدت عالمة الفيروسات أنجيلا راسموسن من جامعة جورج تاون على "تويتر" أن "من المهم أن نلاحظ أن اختبارات الفحص تقيس الحمض النووي الريبي للفيروس (كمية المادة الوراثية للفيروس) وليس الفيروس المعدي".
ومن ثم فإنه برأيها "من الصعب القول على أساس هذه البيانات وحدها" إن الأشخاص الذين تم تطعيمهم ينقلون العدوى بالقدر نفسه، حتى وإن كان الأمر يتطلب أن "نتصرف كما لو أنهم كذلك".
إضافة إلى ذلك، قالت اختصاصية الأمراض المعدية الفرنسية أوديل لوناي، نقلاً عن دراسة سنغافورية عن مرضى أدخلوا المستشفى، إن "الأشخاص المطعمين المصابين... يفرزون الفيروس لفترة أقصر، وسيكونون قادرين على نقل العدوى لفترة أقصر".
ما عواقب كل هذا على إدارة الوباء؟  
تؤكد هذه البيانات أن اللقاح لا يوفر "مناعة حصينة" وأن فيروس كورونا يمكن أن يستمر في الانتشار لدى من تلقوا لقاحاتهم. 
لكن لا ينبغي أن ينسينا ذلك الأساسيات وهي أن عدد الأشخاص الذين ستنتقل إليهم العدوى من كل إصابة جديدة هو أقل بكثير إذا كان المصاب بين أشخاص ملقحين وسيكون من الأصعب له نقل العدوى. 
ولخصت أنجيلا راسموسن أن التلقيح "يخلق حاجزاً أمام انتقال الفيروس على مستوى السكان". وأضافت أن "المشكلة هي أنه لا توجد حواجز كافية" لمنع الفيروس "من العثور على مضيف جديد" ووقف انتشاره، وهذا يستدعي الإبقاء على "الحواجز الإضافية". 
وتابعت أوديل لوناي، "هذا هو السبب في أننا نطلب اليوم من الناس الاستمرار في وضع كمامة الوجه في الأماكن المغلقة والتجمعات وبالقرب من الأشخاص المعرضين للخطر".
هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه السلطات الصحية الأميركية التي أوصت مجددًا المطعمين بوضع كمامات في الداخل في المناطق عالية الخطورة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم