الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

للمرة الأولى نسبة الوفيات تخطت 1% في لبنان... مؤشرات مقلقة والتحدي الأكبر في امتحان فتح البلد!

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
لماذا هذا ارتفاع في عدد الوفيات ف لبنان؟ (نبيل اسماعيل).
لماذا هذا ارتفاع في عدد الوفيات ف لبنان؟ (نبيل اسماعيل).
A+ A-
انخفاض عدد الإصابات اليومية يُقابله ارتفاع في عدد الوفيات الذي بلغ النسبة الأكبر اليوم(89 حالة وفاة)، هذا الواقع يقلق الخبراء والأطباء، فالوضع الوبائي في لبنان ما زال مقلقاً ويكشف مدى انتشار الفيروس محلياً، وبالتالي فإن المؤشرات الإيجابية للحالات لا تُشجع على إنهاء الإقفال العام، كما تشير المعطيات الأولية حتى الساعة. التخبط في اتخاذ القرار الأنسب واضح، انقسام بين من يرى ضرورة في التمديد نتيجة نسبة الفحوصات الإيجابية التي ما زالت مرتفعة، ومعارض نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي تدفع الناس إلى عدم الالتزام بقرار الإغلاق كما لمسناها في الأيام الأخيرة.
وفق our world in data المتخصصة بالإحصاءات أُُدرج لبنان من بين البلدان التي تُسجل أعلى نسبة وفيات إثر فيروس كورونا خلال السبعة أيام الماضية. ولأول مرة منذ بداية الجائحة تخطت نسبة الوفيات في لبنان 1%، وهذه النسبة مقلقة وغير مطمئنة وتحتاج إلى متابعة حثيثة محلياً.
وفي ظل الاتجاه إلى فتح البلد تدريجياً وباستثناءات محدودة، هل يمكن السيطرة على الواقع الوبائي وتجنب ارتفاع في نسبة الوفيات والفحوصات الإيجابية؟ وماذا يعني ارتفاع نسبة الوفيات أكثر؟
 
 لماذا هذا الارتفاع في عدد الوفيات؟
 
يؤكد رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري لـ"النهار" أن "عدد الوفيات يعكس ارتفاع عدد الحالات التي سُجلت في لبنان بعد التفلت الذي حصل خلال الأعياد. هذه الحالات التي بلغت 6 و 7 آلاف حالة يومية نحصد نتائجها اليوم وانعكاساتها على عدد الوفيات.
 
وهذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها نسبة الوفيات 1% بالنسبة لمعدل الإصابات، بينما كانت تتراوح في الماضي بين 0.6 و0.7%، وهذا الارتفاع منطقي وطبيعي وهو مؤشر من مؤشرات التفشي الوبائي في لبنان. ولذلك نُعول على انخفاض الحالات الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض الوفيات بعد أسبوع أو 10 أيام من الانخفاض المستمر في الإصابات اليومية.
مشيراً إلى أن "هناك مؤشرات وبائية تشير إلى أننا في حالة تفشي وبائي مجتمعي، ومنها أن نسبة الفحوصات الإيجابية تتخطى الـ20% وتعتبر نسبة مرتفعة جداً. وهذا يجعل النسبة في لبنان من بين أعلى النسب عالمياً.
ولكن كيف يمكن إعادة السيطرة على هذا التفشي الوبائي؟

برأي البرزي أن "الانضباط والالتزام ضروريان للحدّ من تفشي الفيروس، إنما الاستمرار بالإقفال العام لا يتلاءم مع الدورة الإقتصادية وحاجة الناس للعمل لتأمين معيشتها، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن فتح البلد دفعة واحدة. نعرف جيداً ان الإقفال مفيد للقطاع الصحي إلا أنه سيّئ من الناحية الإقتصادية والإجتماعية. وعليه، يمكن فتح البلد وفق استثناءات والإبقاء على إقفال بعضها ومنها قطاع السهر لتجنب تكرار السيناريو الكارثي الذي حصل خلال موسم الأعياد".
 
 
عراجي: متخوف من فتح البلد

تخوُّف البرزي من المؤشرات المقلقة التي يُسجلها لبنان يتوافق مع مخاوف وقلق رئيس اللجنة الصحية النيابية الدكتور عاصم عراجي، الذي يشرح لـ"النهار" أن "عدد الوفيات الذي سُجل بالأمس هو نتيجة تراكمات لإصابات قديمة كانت في غرف العناية الفائقة منذ أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وحتى بعضهم يتخطى الشهر. وبالتالي ارتفاع عدد الوفيات اليوم هو انعكاس لتفشي الفيروس منذ ثلاثة أسابيع. كما أن ارتفاع نسبة الوفيات إلى فوق 1% هو مؤشر مقلق ويدعو إلى الحذر خصوصاً في ظل التوجه إلى فتح البلد وعدم تمديد الإقفال.
علماً أنني كطبيب عندما أنظر إلى المؤشرات الإيجابية التي ما زالت مرتفعة، أميل حكماً إلى تمديد الإغلاق مع بعض الاستثناءات البسيطة مقابل تقديم الدولة مساعدات للأسر المحتاجة. لذلك أنا حذر جداً من قرار فتح البلد، وأرى أن تمديد الإقفال مدة اسبوع إضافي حتى يمر عيد العشاق تفادياً لأي "تخبيصات" وسهرات كما جرى في موسم الأعياد".
وعن قراءته لعدد الوفيات حتى في صفوف الشباب في الآونة الأخيرة، لا يُخفي عراجي هواجسه من أن "تكون السلالة الجديدة أكثر قابلية على الانتشار وأكثر فتكاً (نسبة الوفيات فيها أكثر بنسبة 30%). صحيح أن عدد الوفيات في فئة الشباب لم تكن بنفس الوتيرة التي نشهدها اليوم، وهذا مؤشر غير مطمئن، وعلى الشباب أن يعوا أن الفيروس لا يُميز بين كبير وصغير وقد تكون السلالات المتحورة من أحد العوامل التي تؤدي إلى زيادة حدة الإصابة، بالإضافة إلى العامل الجيني الذي يلعب دوراً هاماً في الوفيات أيضاً خصوصاً عند هذه الفئة. ما زلنا في صدد إكتشاف الكثير من هذا الفيروس، وما زلنا نجهل بعض نواحيه حتى اليوم".
 

 
لقاحان على الطريق إلى لبنان... ومفاوضات على الثالث

أما عن اللقاحات، يؤكد البرزي أن "لجنة الوزارة المتعلقة باللقاح أجرت تقييماً للقاحات بطريقة علمية، وبالتالي نقوم بدراسة اللقاح وحصوله على الموافقة للإستخادم الطارئ والإطلاع على نتائجه العلمية للموافقة على استقدامه. ومن المتوقع أن يصل لقاح أسترازينكا في أواخر شهر شباط أو في أوائل شهر آذار، في حين سيصل لقاح فايزر أولاً في منتصف الشهر الحالي.
كذلك أجرت اللجنة بالأمس تقييماً للقاح سبوتنك – في (Sputnik V) الذي أعطى نتائج جيدة بعد الإطلاع على نتائج الدراسة التي نُشرت في مجلة the Lancet العلمية والتي تعتبر مشجعة جداً. وعليه، نبحث جدياً في استقدام هذا اللقاح إلى لبنان سواء عبر القطاع العام أو الخاص. وأجري اليوم اتصال ومحادثة بين السفارة ومسؤول المبيعات في الشركة ووزارة الصحة حول هذا الموضوع".
في المقابل، يشدد عراجي على أن "حرب تخزين اللقاحات بين الدول الغنية بدأت وسيكون لها تداعيات على الدول الفقيرة أو الدول ذات الاقتصاد الضعيف... ولكن في المقابل على الدول الغنية أن تعرف أن الاستثئار باللقاحات وإرسال كميات قليلة إلى الدول الفقيرة او العالم الثالث لن يخدم معركة الدول في القضاء على الفيروس. ونعرف جيداً أنه لمواجهته، علينا تطعيم أكبر عدد ممكن من البشرية، ولن يتعافى الإقتصاد العالمي إلا إذا تحقق التطعيم لكل الناس في مختلف دول العالم."
أما في لبنان، ستسعى وزارة الصحة كما الشركات الخاصة إلى تأمين أكبر عدد ممكن من اللقاحات، وبالتكافل والتضامن الإجتماعي قد نحقق المناعة المكتسبة من اللقاح، لأن الدولة منفردة لن تستطيع شراء كميات أكبر (خصوصاً أن جزءاً من الكمية التي ستصل هو بقرض من البنك الدولي) والتعويل سيكون على الهبات والشركات الخاصة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم