الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

تجلّط بعد كل عملية... رحلة عذاب وأمل معلّق لابنة الـ22 عاماً!

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
رحلة عذاب طويلة لم تنته بعد.
رحلة عذاب طويلة لم تنته بعد.
A+ A-

عندما تعرضت رانيا لحادث سير في نهاية عام 2020، لم تتوقع أن يشكل بداية لمعاناة طويلة لا تعرف حتى اللحظة كيف تضع حداً لها. فبعد الحادث المشؤوم تعرضت لضرر كبير في ذراعها، ومنذ ذاك الوقت خضعت لعمليات جراحية متتالية لم تؤدِّ إلى تحسّن وضعها، لا بل على العكس، ها هي اليوم شابة في مقتبل العمر بذراع فقدت وظائفها والإحساس بها، وهي تتخرج في هذا العام في مجال العلاج الفيزيائي ومن الأوائل في دفعتها.

فكيف لها أن تتوقع أن حادث السير الذي تعرضت له، يمكن أن يؤثر إلى هذا الحد على حياتها وعلى مستقبلها المهني أيضاً الذي كانت تعلّق عليه آمالاً كثيرة، وكذلك عائلتها التي كانت تأمل أن يأتي اليوم وتساهم فيه رانيا في خروجهم من الضائقة التي يعشيون فيها؟

معاناة لم تنتهِ بعد

بوجع وغصة تروي رانيا أن الحادث الذي تعرضت له حصل على طريق بعلبك، وكان مستشفى دار الأمل الجامعي الأقرب إليها، كما بدا أنه يتناسب مع قدرات العائلة المحدودة في مثل هذه الظروف. منذ ذلك اليوم بدأت معاناة لم تتوقف إلى اليوم، فخضعت لجراحة أولى استغرقت 10 ساعات لذراعها التي كانت قد دهست وقطعت فيها الأوعية والأعصاب. فكان هدف الطبيب في هذه الجراحة إعادة وصل الشرايين والعظام.

لكن حصل ما لم يكن بالحسبان، وتعرضت رانيا مباشرة بعدها إلى تجلّط، فأجريت لها عملية ثانية طارئة في اليوم نفسه. أخذ الطبيب عندها شرياناً من الساق وزرعه في ذراعها. لكن مرة أخرى تعرضت إلى تجلّط جديد وهي قابعة في العناية الفائقة.

"كان عليّ عندها أن اتخذ قراراً بالانتقال إلى مستشفى آخر أو المكوث في المستشفى ذاته لإجراء عملية جديدة لإنقاذ ذراعي، نظراً لقدراتي المادية المحدودة، وقررت البقاء لكن هذه المرة بإشراف أستاذي في الجامعة"، تقول رانيا.

بعد العمليتين اللتين أجريتا في اليوم نفسه، كانت العملية الثالثة طارئة لإنقاذ ذراع رانيا من البتر بسبب ورم كبير كان يضغط على العضلات وعلى الشريان الأصغر، ما يجعلها عرضة لالتهاب حاد يُلزم بالبتر في حال عدم التدخل خلال مدة لا تتخطى 72 ساعة.

 لم تكن الجراحة الثالثة أفضل من سابقاتها، فبقيت مضاعفات الورم الذي تعانيه. بعد كل هذا العذاب والساعات الطويلة التي كانت تمضيها في كل مرة في الجراحة، كانت النتيجة سلبية وتزيد من يأسها أكثر.

تبين بعد الجراحة الثالثة التي أجريت بطريقة سطحية أن الورم لم يخف، لكن على الأقل تم إنقاذ ذراعها من البتر وإن كانت معاناتها لم تنته. حينها كان همها الأكبر إنقاذ يدها التي تعتمد عليها حياتها المهنية، فيما لم تهتم لشكل ذراعها التي تشوهت بالكامل.

بعد شهر ونصف الشهر في المستشفى وتعرضها لمشاكل عديدة، خرجت رانيا بسبب انتشار فيروس كورونا وخشية التقاط العدوى، وكان جرحها لا يزال مفتوحاً. طوال عام عاشت معاناة من نوع آخر وهي تتنقل من طبيب إلى آخر وتجري فحوصاً وصوراً وتتحمل تكاليف إضافية، وقد فقدت القدرة على استخدام أصابعها وذراعها، على الرغم من خضوعها لجلسات علاج فيزيائي بمساعدة ودعم من رفاقها في الجامعة.

أمل ولكن...

وصلت أخيراً رانيا إلى مستشفى الجامعة الأميركية حيث قرر طبيب التجميل الاختصاصي في جراحة اليد أن يجري لها جراحتين لتحرير المعصم ومفاصل الأصابع حتى تستعيد القدرة على الحركة ووظائفها والإحساس بها. في الجراحة الأولى من المفترض أن يعمل الطبيب على تحرير المفاصل بنسبة 70 في المئة، أما في الثانية التي يُفترض أن تجرى بعد 6 أشهر، فسيتم نقل عضلة ناشطة من مكان آخر في الجسم لتستعيد القدرة على الحركة.

ومع أن كل تأخير في إجراء الجراحة يهدد رانيا بحصول ضمور أكبر في عضلات الذراع، إلا أن لا قدرة لها ولعائلتها على تحمل كلفة العملية التي بلغت 4000 دولار بالنسبة إلى الجراحة الأولى ومن المتوقع أن تكون تكلفة الجراحة الثانية أكبر.

تأمل رانيا أن تتمكن من استعادة القدرة على تحريك ذراعها التي شلّت تماماً لتعود إلى حياتها الطبيعية كأية شابة في مثل سنها، وتعمل في المجال الذي تخصصت فيه وبرعت به.

لمن يرغب بالمساعدة الرجاء الاتصال على هذا الرقم: 03/662791
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم