إطلاق شبكة المستشفيات التابعة لجامعة القديس يوسف وأوتيل ديو

أطلقت اليوم شبكة المستشفيات الجديدة التي تجمع مستشفيي السان شارل والمونسنيور القرطباوي بمستشفى أوتيل ديو، من خلال توقيع اتفاقية تفاهم في اطار "تعزيز العلاقات بين الرهبانية اليسوعية ورهبانية القلبين الأقدسين"، وذلك في مؤتمر صحافي عقد في أوديتوريوم فرنسوا باسيل في جامعة القديس يوسف- حرم الابتكار والرياضة، في حضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض.
 
وعرض الوزير الأبيض الوضع الاستشفائي، قائلاً: "لا يخفى على الجميع الوضع الصعب جداً الذي يمر به المريض اللبناني خصوصاً في واقع استشفائي صعب أكثر، وقد أظهرت دراسات كثيرة أجريناها في وزارة الصحة أن المريض يتحمل تقريباً 80 بالمئة من عبء الفاتورة الاستشفائية من جيبه، وهذا يطرح اسئلة كبيرة على وضع المستشفيات والواقع الاستشفائي للمرضى في لبنان.  في الوقت نفسه، أعلم  نقيب المستشفيات الجميع عن صعوبة ما تواجهه المستشفيات العامة في لبنان سواء أكانت خاصة أم حكومية، في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة وغيرها، وهذا يجعلها أقل قدرة على مساعدة المريض في وقت تحتاج إلى مساعدة نفسها. وهذا يتطلب من الجميع التعاون لإيجاد حل لهذا الموضوع".

وأكد أن "الهدف من كل هذه الأمور هو تخفيف التكاليف وزيادة مدخول المستشفيات حتى تتمكن من الصمود. ولكن الواقع يقول إن الزيادة بالتكاليف التي نشهدها تركت الكثير من المؤسسات الاستشفائية قريبة جداً من الإقفال، وهنا السؤال، كيف يمكننا معالجة هذه المشكلة. وهذا الأمر يظهر أهمية المشروع.".
 
إن الكثير من المؤسسات تكاد لا تقوم بأعبائها، فكيف يمكنها أن تقوم بأعباء مؤسسات أخرى، لذلك كانت هذه الخطوة في أن نرى مؤسسة جامعية كبرى تأخذ على عاتقها ومسؤوليتها مؤسستين أخريين، هذه حقيقة، وتعتبر تضحية كبيرة وجهداً كبيراً يبذل حتى يتمكن قطاعنا الاستشفائي من الصمود والاستمرارية.
 
 
 
وختم: "لذلك نقول دائماً، ومن خلال تجربة "الكورونا" في مستشفى رفيق الحريري، فقد تبين أن الموضوع ليس موضوع موارد مالية بل هو موضوع إرادة وتصميم، وإذا وجدت هذه الإرادة يمكن توفير الموارد المالية لدعم هذه الخطوة، خصوصاً وأن للبنان الكثير من الأبناء والأخوة والأصدقاء الذين سيقفون بالتأكيد إلى جانبه في هذه الفترة الصعبة".
 
في حين رأى المدير العام لمستشفى أوتيل ديو نسيب نصر أن "مذكرة التفاهم لها من دون شك أهمية وطنية في وضع يزداد صعوبة كل يوم. وسيتم إنشاء مشروع طبي للمستشفيين بالتعاون الوثيق مع طاقم أوتيل ديو".
وأشار إلى أنه "عملنا في الشهرين الأخيرين على وضع أطر للإدارة الجديدة من خلال تعيين مجلس إدارة جديد للمستشفيين، وتم وضع خريطة طريق لإنهاض المؤسستين في القريب العاجل".
 
انقاذ القطاع
من جهتها، شددت الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين الأم برناديت رحيم على أننا "نعيش الروحانية ذاتها ًكما نؤمن بالقيم ذاتها، ننتمي إلى الكنيسة ذاتها وسويا نقوم بخدمة الجميع من دون أي تمييز في الدين والجنسية والفئة الاجتماعية. إن انطلاق شبكة التعاون بين مستشفيات الرهبانية والجامعة اليسوعية يعد خطوة مهمة ومتقدمة ستسمح لنا بالاهتمام بشكل أفضل بالمرضى والإحاطة بقوة أكبر بمعاونينا وشركائنا العلمانيين".
 
أما رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت ورئيس مجلس إدارة أوتيل ديو البروفسور سليم دكاش اليسوعي فتحدث عن الأسباب والمساعي والجهود التي قادت إلى هذا الاتفاق، وقال: "نحن نريد المشاركة في أعمال إنقاذ هذا القطاع على أسس جديدة، ليظل لبنان مستشفى الشرق الأوسط".
 
وقفة تضامن
ووجه نداء إلى الجميع "للوقوف إلى جانب هذا المشروع من الداخل ومن الخارج لأنه بحاجة ماسة إلى الدعم من ضمن روح التضامن في ضوء احتياجات التشغيل والتجديد المهمة جداً لمؤسساتنا الاستشفائية، ومد يد المساعدة". وأشار إلى أننا بدأنا في ترجمة نيتنا إلى أفعال، وهي تعزيز أوجه التآزر بين المؤسسات الثلاث، بشكل منتظم، وكذلك عمليات التعاون، والمبادلات والعمل المشترك، والدعوات للمناقصات والمشاريع الطبية والاقتصادية المشتركة".
 
 
ودعا دكاش إلى مشاركة مستشفى أوتيل ديو في وقفته التضامنية في ذكرى تفجير 4 آب، وقال: "نحن على مسافة يومين من الذكرى الثانية لمأساة مرفأ بيروت، أود باسم مؤسساتنا توجيه التعزية إلى أقرباء الذين فقدوا عزيزا لهم ومواساة الجرحى والمصابين الذين ما زالوا يعانون الآلام والأوجاع، وكذلك تحية لفرقنا الطبية والتمريضية التي أسهمت في إنقاذ المئات من الموت المحتم في تلك الليلة المشؤومة، وكذلك إنها فرصة سانحة لدعوتكم إلى المشاركة معنا في وقفة الصلاة والصمود والمقاومة التي سينظمها مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في الرابع من هذا الشهر عند الساعة السادسة مساء أمام قسم الطوارئ في المستشفى".
 
في حين أكد السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزيف سبيتيري أن المستشفيات الكاثوليكية كانت وستبقى مفتوحة أمام كل الناس". مذكرا بـ"الأهمية التي يمنحها قداسة البابا للشفافية في الإدارة". ودعا مؤسسات الدولة إلى "أخذ هذه الخطوة كنموذج يحتذى به في بقية المؤسسات" خصوصاً أن الكرسي الرسولي يقف إلى جانب هذه المبادرة ويدعمها".