السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أحمد موسى... من التوحّد إلى النجاح

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
أحمد
أحمد
A+ A-

 

 

بعد أن تأخر أحمد في النطق وبسبب أعراض أخرى ظهرت عليه، أجريت له الفحوص اللازمة، وتبين أنه بالتوحّد، ما شكّل صدمة للعائلة كلّها. بدأ عندها مشوار كلّه تحديات إلى أن استطاع تخطي حالته ليعيش حياة طبيعية في حضن عائلة محبة لم توفر جهداً في دعمه. قصة نجاح ترويها والدته أماني بعد أن أصبح مستقلاً يعتمد على نفسه. وقد كتب قصّته في رواية سوف تُنشر في الشهر المقبل.

 

في عمر السنتين والسبعة أشهر، لم يكن أحمد بعد قادراً على النطق. تأخره في النطق إلى جانب كونه يعاني فرط الحركة وكونه غير اجتماعي، لفت نظر والدته رغم ما كان يقال لها بأنه لا يعاني مشكلة. هذا، إلى أن تم تشخيص حالة التوحد لديه، ما شكل صدمة للعائلة. "أولى الخطوات كانت وصف الطبيب الذي استشارته دواء له حتى يهدأ، وتمت متابعته خلال عامين في مركز التقويم السلوكي الحركي ومع اختصاصيين في علم النفس وفي تقويم النطق.

كانت مساعٍ كلّها فردية ومحاولات لتحقيق التحسن في حالته، لكن بعد 9 جلسات لم يتحقق تقدم واضح".

عندما أصبح في الرابعة من عمره كان من المفترض أن يدخل أحمد إلى المدرسة كأي طفل في سنّه. كان حينها ينطق ببضع كلمات متقطعة فقط ولم يكن من الممكن، بحسب أمه، أن يدخل إلى مدرسة عادية، ولو أنه قُبل فيها. لذلك، قررت أن تدخله إلى مركز الشمال للتوحد حيث تمت متابعته طوال شهرين وإجراء تقويم له مع اختصاصيين في مختلف المجالات المعنية. وقد تبين أنه يعاني حالة طيف التوحد، واتُخذ قرار بالدمج في المدرسة الخاصة بالمركز وها هو يستعد لشهادة البروفيه في العام المقبل على إثر التقدم الملحوظ الذي حققه. ويعتبر اليوم من أكثر الأطفال هدوءاً. حتى إنه يتمتع بالاستقلالية ولم يعد بحاجة إلى الأستاذ الذي كان يرافقه في السنوات السابقة في المدرسة.

تصف جمالي ابنها بكونه شديد الحساسية ويبحث عن انتباه المحيطين واهتمامهم، وهذا ما تحرص عليه العائلة التي تحيطه بشكل أمثل. وعلى الرغم من أن حالته لم تكن متقدمة، تدرك جيداً أنه لم تتم متابعته جيداً من البداية، كان من الممكن أن تسوء حالته إلى حد كبير. ومن الواضح أنه استطاع أن يحقق تقدماً لافتاً بفضل المتابعة والإحاطة الصحيحة، وقد تمكن من النطق في عامه الرابع، وإن كانت التحديات كبيرة في السنوات الأولى بشكل خاص.

بين المواجهة والدعم

"لا بد من التشديد على ضرورة مواجهة المشكلة، فعلى الأهل ألا يخجلوا ويجب أن يقوموا بكافة الخطوات اللازمة في مواجهة هذه المشكلة لتحقيق التقدم اللازم. فالطفل يحتاج إلى كل الدعم والإحاطة، خصوصاً في المراحل الأولى ولا يمكن للأهل وحدهم أن يحققوا ذلك من دون مرافقة من قبل الاختصاصيين في مختلف المجالات المطلوبة في هذه الحالة".

ولأن الأهل يحتاجون حكماً إلى المساعدة ليتعاملوا مع الحالة بالشكل الصحيح، تؤكد جمالي أنها وزوجها كانا يشاركان باستمرار في اجتماعات لتعلم كيفية التعامل مع ابنهما ولمشاركة تجربتهما والتحدث في الصعوبات. هذا إضافة إلى أنها حرصت على الإطلاع على كافة المعطيات المتعلقة بهذه الحالة لأن ذلك ضروري أيضاً لفهمها بشكل أفضل والتعامل معها بالشكل الصحيح.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم