الحصيلة الأعلى لكورونا في لبنان: 81 وفاة في يوم واحد تراجع نسبة الفحوص الإيجابية وتباينات حول تمديد الإقفال

استشرس فيروس كورونا في لبنان وحلّق عدّاده عالياً في اليوم العشرين للإقفال العام، مسجلاً رقماً قياسياً مرعباً في الوفيات أمس بلغ 81 حالة وفاة، وهي الحصيلة الأعلى منذ تسجيل أول وفاة في لبنان جراء الوباء في 10 أذار 2020. ويشير ارتفاع أعداد الوفيات الى سوء إدارة مواجهة الجائحة منذ أن تفشى الوباء في البلد في شباط 2020، بحسب خبراء في الصحة، إلى عشوائية القرارات وتخبطها بين إغلاق البلد وإعادة فتحه، حيث بلغت موجة التفشي ذروتها بعد الاعياد حين قررت لجنة كورونا الوزارية فتح البلد على مصراعيه ما أدى الى نتائج كارثية في الوفيات والإصابات خلال شهر كانون الثاني الماضي. ويراهن المعنيون على الإقفال العام كحل وحيد إلى حين بدء التطعيم بعد وصول لقاحات كورونا في منتصف الشهر الجاري، ولهذا قد يجري تمديد الإقفال أسبوعاً إضافياً مع استثناءات جديدة على رغم التباينات في وجهات النظر لتحقيق نتائج تتمثل بخفض أعداد الإصابات وتخفيف الضغط على القطاع الصحي والمستشفيات التي لا تزال أسرتها ممتلئة بالمصابين.
 
وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس، تسجيل 81 وفاة جديدة، رفعت العدد الإجمالي لوفيات كورونا في لبنان إلى 3226 وفاة. وسُجلت ايضاً في التقرير 2770 إصابة جديدة بفيروس كورونا، انقسمت بين 2757 محلية و13 وافدة، ليرتفع العدد التراكمي لإصابات كورونا في لبنان منذ 21 شباط الماضي إلى 305842 إصابة. فيما بلغت حالات الشفاء المخبري التام 186052 حالة. وأفيد عن تسجيل 5 إصابات بين العاملين في القطاع الصحي رفعت العدد في القطاع إلى 2418 حالة إيجابية. وأوضح التقرير أن عدد فحوص كورونا PCR التي أجريت أول من أمس، بلغ 19004 فحوص بينها 17512 فحصاً للمقيمين و1492 للوافدين عبر المطار. وبالمقارنة بين 2757 إصابة محلية بين المقيمين مقابل 17512 فحصاً يتبين أن نسبة الفحوص المحلية الإيجابية تراجعت إلى 17%. أما حالات الاستشفاء لأسرة كوفيد-19 في المستشفيات، فبلغت وفق التقرير 2358، بينها 942 حالة في العناية المركزة و345 حالة مع تنفس اصطناعي. ويلاحظ أن عدد حالات الاستشفاء تراجعت حوالى 60 حالة، ويعزى ذلك غلى ارتاع أعداد الوفيات. فيما عدد الحالات الخطرة لا يزال مرتفعاً. 
 
في غضون ذلك، تواصلت التحضيرات حول البدء بالتطعيم فور وصول اللقحات، بهدف تحقيق أعلى نسبة تحصين في أقصر فترة زمنية. فقد ترأس وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن الاجتماع الأول للجنة العلمية الفنية التي شكلها للبحث في السماح بإعطاء إذن طارئ لاستعمال لقاحات  COVID-19، التي تتمتع بجودة وفعالية عالية وتستوفي شروط مزاولة مهنة الصيدلة في لبنان. وتم درس ستة طلبات مقدمة لاستقدام لقاحات روسية وصينية وهندية والملفات العلمية العائدة لها، على أن يعقد اجتماع ثان الجمعة المقبل بعد أن ترفع التقارير الخاصة بكل لقاح ليبنى على الشيء مقتضاه. وأكد حسن أن "استراتيجية وزارة الصحة العامة تقضي بتسهيل وتسريع تسجيل اللقاحات المستوفية للشروط لتشجيع القطاع الخاص على الإستيراد وتنسيق المبادرات الفردية والمؤسساتية في هذا الإطار، لتحقيق أعلى نسبة تحصين في أقصر فترة زمنية ممكنة".
 
كما ترأس حسن اجتماعا مشتركا في وزارة الصحة لمتابعة ملف وباء كورونا، حضره الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر وأطباء واختصاصيون أعضاء في لجنة كورونا الوزارية، مع رؤساء عدد من الدوائر والمصالح في وزارة الصحة العامة المعنيين بخطة مواجهة الوباء . وناقش المجتمعون تصوراً أوليا لخطة المرحلة المقبلة، كما بحثوا في وضع آلية تطبيقية للرعاية المنزلية لمرضى كورونا، وتقديم ما أمكن من أدوية ومستلزمات وأجهزة أوكسيجين منزلية من خلال عدد من الجمعيات المعنية وبمؤازرة من نقابتي الاطباء والممرضين وبتنسيق مع وزارتي الصحة والداخلية والبلديات. 
 
إلى ذلك، أعلنت إدارة "مستشفى بشري الحكومي" في بيان عن 30 حالة جديدة بفيروس كورونا، في قرى وبلدات القضاء نتيجة الفحوص التي أجريت في 29-30 كانون الثاني الماضي و1 شباط الجاري.  وتوزعت الحالات على: بشري 15، حدث الجبة 4، الديمان 1، حدشيت 6، مغر الاحول 1، بقاعكفرا 1 ، حصرون 2.