الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لهذه الأسباب قد ترتفع إصابات كورونا في الشتاء!

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-

 

يبدو أنّ الإصابات بكورونا قد بدأت ترتفع في البلاد الباردة، ما يبدو مقلقاً بالنسبة إلى الخبراء لاعتباره ينذر باحتمال حصول ارتفاع حادّ من جديد في فصل الشتاء، ما يعيدنا إلى تلك المرحلة التي بلغ فيها عدد الحالات الذروة. هذا فيما سادت أجواء التفاؤل في الفترة الأخيرة بسبب السيطرة على الوباء وتكثيف حملات التلقيح وفق ما نشر في Healthline.

يبدو واضحاً أنّه في الأسابيع الأخيرة شهدنا انخفاضاً واضحاً في معدّلات الإصابة بكورونا ومعدّلات الدخول إلى المستشفى والوفيات أيضاً، مع زيادة أعداد الناس الذين تلقّوا اللقاح في مواجهة الفيروس.

في المقابل يبدو أنّ معدلات الإصابة بدأت ترتفع من جديد في بعض الدول الباردة، ومنها دول أميركا الشمالية. وممّا لا شكّ فيه أنّ انخفاض درجات الحرارة يعتبر مصدراً للقلق. فكما جرت العادة، يميل الناس إلى تمضية المزيد من الأوقات في الداخل، وكثيرون منهم لم يعودوا يستخدمون الكمامات ليحموا أنفسهم من الفيروس. وبالتالي يعتبر ذلك محيطاً مناسباً لانتشار الفيروس.

في المرحلة الحالية، لا يبدو الخبراء متأكدين من أنّنا قد نشهد ما شهدناه في العام الماضي على صعيد انتشار الوباء، خصوصاً أنّ نسبة عالية من الناس قد تلقّوا اللقاح واكتسبوا المناعة.

كما يشير البعض إلى أنّ ارتفاع معدّل الإصابات بكورونا في دول أميركا الشمالية يمكن أن يعود إلى تأخير موعد وصول متحوّر دلتا إليها، وانتشاره فيها بالمقارنة مع موعد وصوله السابق إلى دول أميركا الجنوبية. يضاف إلى ذلك أنّ الطقس يلعب دوراً مهمّاً في ذلك، في كلّ من الدول، فطالما أنّ الطقس يبدو جيّداً سيستمرّ الناس بالخروج وتمضية أوقات أطول في الخارج.

لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ موسم الشتاء بشكل عام، وفي مختلف الدول، يمكن أن ينعكس سلباً على الأجواء الإيجابية والمعدّلات التي سجّلت في الأشهر الأخيرة، وإن لم يكن متوقّعاً أن تصل الأمور إلى ما كانت عليه في موسم الشتاء الماضي، نظراً لزيادة أعداد الذين تلقّوا اللقاح.

كما أنّه من المتوقّع أن ترتفع معدّلات الدخول إلى المستشفى والوفيات، لكن ليس بالمستوى الذي سجّل في العام الماضي بسبب فاعلية اللقاحات وارتفاع معدّلات من تلقّوها.

ما العوامل التي يمكن أن ترفع معدّلات الإصابة بكورونا في الشتاء أكثر من المتوقّع؟

على الرغم من التوقّعات بألّا ترتفع معدلات الإصابة بكورونا بالمستويات التي شهدناها في العام الماضي، ثمّة عوامل يمكن أن ترفعها أكثر بعد، منها ظهور سلالة جديدة من الفيروس تنتشر بمعدّلات مرتفعة، هذا فيما يستمرّ انتشار متحوّر دلتا.

يضاف إلى ذلك أنّ موسم الانفلونزا قد يكون من العوامل التي قد تزيد الأمور تعقيداً، لأنّه من المتوقّع أن ترتفع أعداد الإصابات بالانفلونزا هذا العام، ما يمكن ان يزيد من الضغوط على القطاع الطبي.

ويبقى الحلّ الافضل للكلّ في تلقيح عدد أكبر من الناس في مواجهة الوباء. كما أنّ تلقيح الأطفال من مختلف الفئات العمرية، يمكن أن يساعد في ذلك إلى حدّ كبير.

من جهة أخرى، يمكن أن تساعد الجرعة الثالثة من اللقاح في الحدّ من انتشار الفيروس وتعزيز المناعة لمن بدأت معدّلاتها تتراجع لديهم.

ما المتوقّع في إصابات كورونا في الشتاء في لبنان؟

على صعيد لبنان، يشير الطبيب الاختصاصيّ بالأمراض الجرثوميّة في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا، أنّ الخطر موجود حكماً في الشتاء بسبب تواجد الناس في الداخل بمعدّلات كبرى. ففيما كان الناس يجتمعون في المساحات الخارجية، ينتقلون في هذا الموسم حكماً إلى الداخل بسبب برودة الطقس.

كما أن الامراض الناتجة عن فيروسات تصيب الجهاز التنفسي تنتقل بنسبة عالية في الأماكن المغلقة، وهذا ينطبق طبعاً على فيروس كورونا كونه منها، أيّ أنّه من المتوقّع ان يرتفع معدل الإصابات بما انّ الوباء لا يزال موجوداً.

 أمّا بالنسبة إلى برودة الطقس، فكما بدا واضحاً من المرحلة السابقة، أنّها لا تؤثّر مباشرةً على فيروس كورونا. فالفيروس لا يتأثّر بالبرد أو الحرّ، وبشكل خاص لا ينتشر بمعدل أكبر في البرد، بل هو ينتشر بغض النظر عن عوامل الطقس.

في المقابل ما يمكن أن يشكّل عاملاً إيجابيّاً قد يخفّف من انتشار الفيروس في الشتاء، وعلى الرغم من تواجد الناس في الأماكن المغلقة بمعدلات كبرى، المناعة المجتمعيّة المكتسبة التي ارتفعت معدلاتها. وبالتالي قد يخفّف هذا من معدّل الإصابات في الموسم المقبل، بالمقارنة مع موسم الشتاء الماضي. أمّا بالنسبة إلى ارتفاع معدّلات الإصابة بكورونا حاليّاً في بعض الولايات الأميركيّة فيعود إلى أنّها من تلك التي بلغت فيها معدّلات التلقيح أدنى المستويات. فهذا هو السبب الأساسي وراء انتشار الفيروس فيها بحسب أبي حنا.

لذلك يبقى العامل المساعد لمواجهة الخطر يتمثل بتأمين المناعة المجتمعيّة باللقاح. فعلى الرغم من أنّ التلقيح قد قارب الـ60 في المئة في العالم، إلّا انّ هذه النسبة ليست موزّعة بالتساوي وبعدل بين مختلف الدول. ففي الدول الفقيرة مثلاً تتدنّى مستويات التلقيح إلى ما دون الـ10 في المئة أحياناً فيما قاربت الـ80 في المئة في دول أخرى، وطالما أنّ الوضع على هذه الحالة من المتوقع أن يستمرّ انتشار الفيروس. فالسلاح الأمثل في مواجهته هو التلقيح على نطاق واسع لتأمين المناعة المجتمعيّة في مختلف الدول بالتساوي، منعاً من ظهور سلالات متحوّرة جديدة يمكن أن تحقّق انتشاراً واسعاً من جديد كما حصل مع متحوّر دلتا أو أكثر بعد.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم