الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

دراسة لبنانية تكشف تأثير التدخين على مرضى كورونا... زيادة في المضاعفات ونسب الوفيات!

المصدر: النهار
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
شكلّت جائحة كورونا تحديات علمية ما زالت تتطلب بحوثاً وجهوداً على الرغم من ظهورها منذ سنة ونصف السنة تقريباً. فرضيات كثيرة بدأت تتوالى تباعاً، بعضها سقط مع الوقت وبعضها أثبت مدى صحته وتأثيره. ومن بين هذه النظريات عاد التدخين إلى الواجهة بعد صدور أكثر من دراسة تكشف مدى تأثيره على مرضى كورونا وحتى نسب الوفاة.

تضاربت الدراسات حول التدخين وفعاليته في الوقاية من كورونا أو زيادة المرض، وآخرها كانت دراسة لبنانية عن مرضى PlosOne الكورونا في مستشفى الحريري الجامعي التي تمّ نشرها في مجلة علمية.

بالنسب والأرقام نجحت الدراسة التي قادتها الدكتورة في العلوم الطبيّة الحيويّة والعلوم الوراثية الجزئيّة، آثار خليل مع رئيس قسم العناية الفائقة في مستشفى الحريري الجامعي الدكتور محمود حسون في إظهار مدى تأثير التدخين على مرضى كورونا بين الرجال والنساء.

تشرح الدكتورة خليل في حديث لـ"النهار" أنّ هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تتناول حصرياً التدخين والكورونا، وكانت بالتعاون بين مستشفى رفيق الحريري الجامعي وجامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأميركية. منذ ظهور فيروس كورونا، بدأت تتوالى الفرضيات والنظريات ومنها ما يتعلق بالتدخين، حيث صدرت بعض الدراسات التي أشارت إلى دوره في الحماية من الفيروس ومضاعفاته. على عكس هذه النتائج الأولية، وتوافق مع معظم الأبحاث الجديدة، استطاعت الدراسة أن تظهر مدى التأثير السلبي للتدخين على مرضى كورونا المدخنين ومقاربتها مع غير المدخنين".

وفي التفاصيل، شملت الدراسة 743 مريضاً احتاجوا الدخول إلى مستشفى رفيق الحريري بين آذار 2020 حتى أواخر تشرين الأول 2020، وكان واضحاً أن نسبة الرجال الذين احتاجوا إلى الرعاية الطبية وللمستشفى بلغت 63% من مجمل عدد المرضى في الدراسة.
ووفق الدراسة، تؤكد خليل أنّ "نسبة وفاة مرضى كوفيد بلغت 11% من أصل 743 مريضاً. وتعتبر هذه النسبة منخفضة مقارنة بدول أخرى للمرضى الذين يدخلون إلى المستشفى نتيجة مضاعفات مع فيروس كورونا. لكن في المقابل، أظهرت الدراسة أن نسبة المدخنين وصلت إلى 42.3% وهي نسبة أعلى من مجمل المدخنين في لبنان التي تبلغ 38%".

إذاً، يعدّ التدخين من العوامل المؤثرة التي تزيد احتمال دخول المستشفى عند مرضى كورونا، ووفق خليل "احتاج 28% من المرضى المدخنين إلى العناية الفائقة، فيما احتاج 16% من غير المدخنين إلى العناية المركزة. كما أن مدة بقاء المرضى المدخنين في المستشفى كانت أطول من غير المدخنين.

أما بالنسبة إلى الوفاة، فقد لاقى حوالي 16% من المدخنين حتفهم مقارنة بـ8% من غير المدخنين. وبالتالي، فإن المدخنين معرضون إلى احتمال الوفاة أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بالأشخاص غير المدخنين".

الجديد في الدراسة كان في فصل المرضى بين رجال وإناث، وقد تبيّن أن الرجال هم أكثر عرضة 3 مرات للوفاة بسبب كورونا مقارنة بالرجال غير المدخنين، لكن هذا التأثير لم يتم رصده عند النساء.

وتم تفسير هذه النتائج من خلال دراسات سابقة تظهر أن الآثار السلبية للتدخين تتبلور في شكل أقوى في الرئتين عند الرجال بينما تظهر أكثر في القلب عند النساء. ونتيجة هذه الأرقام والنتائج، ومع الأخذ بالاعتبار أن نسبة المدخنين عالمياً هي أعلى عند الرجال، بررت الدراسة سبب ارتفاع نسبة الوفيات عند الرجال أكثر من النساء بفيروس كورونا.
مما لا شك فيه أن هذه الدراسة أظهرت ما كان شبه مؤكد أن للتدخين مضاعفاته وآثاره السلبية على صحة الإنسان، ويؤدي دوراً سلبياً في زيادة المضاعفات سواء في كورونا أو مع أمراض أخرى.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم