الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

خطوة جديدة في علاج كورونا قد تساعد في إنقاذ المريض

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
الجلطات تعتبر من أخطر المضاعفات التي قد يتعرض لها مريض كورونا
الجلطات تعتبر من أخطر المضاعفات التي قد يتعرض لها مريض كورونا
A+ A-

 

طوال الفترة الماضية حاول الخبراء كشف الزيد من المعطيات حول فيروس كورونا لمواجهته بشكل أفضل. اليوم، على الرغم من أن الأمور أصبحت أكثر وضوحاً ما زالت هناك الكثير من المعطيات التي لم تتضح بعد. بحسب رئيس قسم أمراض القلب في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية - مستشفى رزق والمدير الطبي الدكتور جورج غانم تبين شيئاً فشيئاً أن فيروس كورونا مخادع ولم تظهر بعد سبل تطوره. ففي كل مرة يتطور بطريقة معينة وتظهر معطيات جديدة، خصوصاً بوجود السلالات المتحورة. هذا باستثناء حقائق أصبحت واضحة وكان الممكن الاستناد إليها في سبيل تطوير سبل علاجية جديدة لمرضى كورونا.

ما بات واضحاً اليوم أن فيروس كورونا يبدأ من الجهاز التنفسي ثم يتطور إلى التهاب قوي في الرئتين، بحسب ما يوضحه غانم، مشيراً إلى أن المشكلة في انه لا يُعرف حتى الآن من قد يكون عرضة للمضاعفات. ففي المراحل الأولى من انتشار الوباء ساد اعتقاد بان ثمة فئات هي الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات كورونا فيما نادراً ما تصيب الباقين. لكن سرعان ما تبيّن أن ثمة أشخاصاً من فئات أخرى قد يتعرضون لهذه المضاعفات لأن عوامل أخرى تؤدي دوراً وعلى رأسها العامل الجيني.

من جهة أخرى، يشير غانم إلى أن الحقيقة المثبتة في طريقة تطور الفيروس أنه يسبب التهاباً في الرئة وأن الخطورة الكبرى في أن الالتهاب يصيب الشرايين أيضاً. علماً أن الشريان يعتبر عضواً حيوياً ذا دور اساسي في الجسم ويفرز هرمونات ويضبط الأوكسيجين. أما عندما يصيب الالتهاب جدار الشريان ويسبب خللاً فيه فتحصل الجلطات في شرايين كبيرة وصغيرة. هذا ويشير غانم إلى أن النتيجة تظهر عندها وكأنها ذبحة قلبية لكنها في الواقع تكون جلطة.

ومما تبين أن ما يسبب الالتهاب في جدار الشريان من خلل يؤدي إلى ردة فعل وانسداد في الشرايين الصغرى بشكل خاص. انطلاقاً من ذلك اتخذ الفريق الطبي في مستشفى رزق التركيز على هذا الجانب ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى كورونا بهدف الحد من المخاطر والمضاعفات الحادة وارتفاع معدلات الخطر. فوفق ما يوضحه غانم، استُند إلى ما كان من الممكن اكتسابه من خبرة مع أمراض القلب وتأثيرات الالتهابات على جدار الشريان، وذلك حفاظاً على وظائف الأوعية الدموية تجنباً للاشتراكات كالتجلط في القلب والكلى.

ما الذي تغيّر في علاج كورونا؟

 

توصف ضمن البروتوكولات العلاجية لكورونا الكورتيزون إضافة إلى الأدوية المسيّلة للدم. أما الخطوة التي بادر الأطباء في مستشفى رزق بها فهي الاعتماد على الأدوية المعالجة لجدار الشريان ضمن البروتوكول العلاجي المعتمد بهدف الحد من المخاطر المرتبطة بتضرر جدار الشريان نتيجة الالتهاب. ويؤكد غانم أن هذه الأدوية كانت توصف لمعالجة مشاكل في القلب. أما بالنسبة إلى مرضى كورونا فتوصف لهم هذه الأدوية من بداية دخولهم إلى المستشفى حيث تتم مراقبتهم ويمكن أن توصف حتى عند الحاجة بعد الخروج من المستشفى. لكن لا يُعرف حتى الآن من هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من المشاكل، فيبدو أن مختلف الفئات العمرية قد تكون عرضة لها حيث يصاب بها شباب ومسنون ورجال ونساء، ولا يمكن اعتبار فئة أكثر عرضة من الفئات الباقية بحسب غانم، فيما يتوقع أن تسمح الدراسة التي تجرى حالياً بأن توصف هذه الأدوية لمرضى كورونا.

 

هل من آثار جانبية لهذه الأدوية؟

مما لا شك فيه أن لهذه الأدوية كما بالنسبة لأي أدوية أخرى آثاراً جانبية، ومن تلك التي يشير إليها غانم خفض ضغط الدم. لكن من خلال المراقبة يمكن ضبط الحالة وتخطي الآثار الجانبية التي لا تعتبر خطيرة إذا ما تم تناول الأدوية بإشراف طبي. مع الإشارة إلى أن الدراسة تجرى اليوم مع هذا النوع من العلاج مع 80 مريضاً في المستشفى على أن تنشر النتائج، وفق غانم، ما أن يتم الانتهاء منها بحسب ما تظهره المعطيات مع هذا النوع من العلاجات لمرضى كورونا.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم