اشترِك في نشرتنا الإخبارية
يحقق اللقاح الروسي سبوتنيك المزيد من الانتشار حول العالم، خصوصاً بعد أن أثبت معدل فاعلية عالية تصل إلى 92 في المئة. وبموازاة حملة التلقيح التي تقام حالياً، بدأ يعتمد في لبنان، بعدما أذنت الجهات الصحية اللبنانية باستخدامه بعد تأمينه من قبل الشركات الخاصة، إلى جانب باقي اللقاحات المعتمدة، فايزر وأسترازينيكا واللقاح الصيني.
في هذا الوقت، يجري الحديث عن لقاح سبوتنيك لايت الذي هو عبارة عن جرعة واحدة من لقاح سبوتنيك V الذي كان أول اللقاحات التي سجلت في مواجهة كورونا. ويأتي هذا اللقاح للإسراع في حملات التلقيح ومساعدة الدول على الحد من الضغوط على النظام الصحي، والحد من الوفيات ومن انتشار الوباء بسرعة كبرى.
وفي ظل الحديث عن لقاح سبوتنيك لايت واحتمال توافره في لبنان بشكل أو بآخر لأهداف تجارية، يحذر رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري من اعتماد لقاح سبوتنيك لايت للمواطنين في المرحلة الحالية، لأسباب علمية بحتة.
ما الأسباب التي تحول دون استخدام سبوتنيك لايت؟
عندما أرسلت الشركة الروسية الملف الخاص بلقاح سبوتنيك V، قامت اللجنة العلمية ومكتب الصيدلة في وزارة الصحة بدراسته، بحسب البزري، وجرت الموافقة على استقدام اللقاح إما عن طريق القطاع العام أو القطاع الخاص، وقد بدأت مؤخراً الشركات الخاصة بتأمينه. إلا أن هذه الموافقة جاءت حينها على لقاح سبوتنيك تحديداً. أما لقاح سبوتنيك لايت الذي هو عبارة عن جرعة واحدة، فلا يزال قيد التجارب ولم يُسجّل بعد. هو في المرحلة الثالثة من التجارب، بانتظار الموافقة عليه وتسجيله ودراسة الملف الخاص به، لتأذن الجهات الصحية بإدخاله إلى لبنان.
وصحيح أن لقاح سبوتنيك لايت يمكن أن يثبت فاعلية عالية ويمكن أن يكون ممتازاً وآمناً، على حد قوله، لكن لا يمكن تأكيد ذلك قبل أن تنتهي التجارب حوله، لأن سلامة المواطن تبقى الأولوية، وهو مكلّف بها ولا يمكن التهاون بذلك أبداً. ووفق ما أوضح الدكتور بزري، أنه في مثل هذه الحالات، إذا كان الهدف من إدخال لقاح هو قيد التجربة إلى بلد معين، يحصل ذلك وفق معايير معينة وبمراقبة من هيئة الأخلاقيات الطبية، فيعطى مجاناً في إطار التجارب التي تجرى ولا يباع أبداً، فالهدف منه لا يكون المتاجرة. فإذا دخل إلى لبنان يكون قيد التجارب حصراً.
علماً أن التجارب على سبوتنيك لايت تجرى حالياً في غانا والإمارات العربية المتحدة وروسيا. في كل الحالات يطمئن البزري مؤكداً أن المسألة لا تتعدى إطار الحذر، انطلاقاً من أسسس علمية حرصاً على سلامة المواطنين بانتظار أن تؤكد التجارب ودراسة الملف إمكانية استخدامه في البلاد، محذراً ممن قد يخالف هذه التوصيات والإجراءات.
بين سبوتنيك V وسبوتنيك لايت
تمييزاً بين لقاح سبوتنيك V الذي سجّل أولاً كلقاح لكورونا والذي أذنت الجهات الصحية المختصة في لبنان باستخدامه، وبين سبوتنيك لايت الذي تجري التجارب عليه في هذه المرحلة، يوضح الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا أن لقاح سبوتنيك يُجرى أساساً على جرعتين، لكنه اللقاح الوحيد الذي تختلف الجرعة الثانية فيه عن الجرعة الأولى. فقد اعتُمدت فيه تقنية adenovirus التي اعتُمدت أيضاً في لقاحي أسترازينيكا وJohnson&Johnson. وفي هذه الحالة اعتمد الفيروس البشري غير النشط، فلا يتكاثر، وتضاف الـSpike Protein الخاصة بكورونا.
في لقاح سبوتنيك كانت الجرعة الثانية مختلفة بهدف تحسين الاستجابة المناعية للقاح، بحيث إذا تكونت مناعة مع الجرعة الأولى تكون الثانية مختلفة، وهي طريقة ذكية اعتُمدت في تصنيعه. أما بالنسبة إلى سبوتنيك لايت فهو عبارة عن جرعة واحدة من اللقاح تؤمن المناعة الكافية، بحسب ما تبين، لكن المسألة لا تزال قيد التجربة بانتظار صدور النتائج النهائية حول هذا الموضوع.
ويشير أبي حنا إلى أنه حتى الآن أُثبت أن الحصول على جرعتين أكثر فاعلية من جرعة واحدة. حتى إنه يُعاد النظر بـ Johnson &Johnson اللقاح الوحيد حتى الآن الذي يعطى بجرعة واحدة، بحيث يمكن إضافة جرعة ثانية لمزيد من الفاعلية ولتأمين مناعة فضلى، وفق ما أظهرت التجارب. فمما لا شك فيه أن المناعة المكتسبة من جرعتين أعلى من تلك التي يمكن اكتسابها من جرعة واحدة.
