الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

معاناة غير مسبوقة للبشر من الاحترار المناخي... 3.6 مليارات في قلب المأساة

المصدر: "النهار"
التغير المناخي يعصف بالكوكب (أ ف ب).
التغير المناخي يعصف بالكوكب (أ ف ب).
A+ A-
حذرت الأمم المتحدة أمس الاثنين من أن نصف سكان العالم يجدون أنفسهم في موقع ضعف شديد" حيال التداعيات القاسية والمتزايدة للتغيّر المناخي، فيما قد يقلص عدم التحرك "الإجرامي" للمسؤولين، الفرص الضئيلة لقيام "مستقبل قابل للعيش" على الأرض.

ويرسم التقرير الجديد لخبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ صورة قاتمة لا لبس فيها تظهر أن تداعيات الاحترار المناخي الناجم عن النشاط البشري باتت واقعا يُشعر به من الآن.

فمع موجات الجفاف والقيظ والفيضانات والحرائق وانعدام الأمن الغذائي ونقص المياه والأمراض وارتفاع مستوى المياه، يجد 3,3 إلى 3,6 مليارات شخص، أي نحو نصف سكان العالم انفسهم في وضع "ضعف شديد" على ما جاء في "الملخص الموجه لواضعي السياسات" لتقرير يقع في آلاف الصفحات تفاوضت بشأنه الدول الـ195 الأعضاء في جلسات مغلقة عبر الإنترنت استمرت أسبوعين واضطرت إلى تمديدها 24 ساعة إضافية.
 
وهذه ليست سوى البداية. ففي حال لم يتحرك العالم سريعاً جدا لخفض انبعاثات غازات الدفيئة سيواجه وابلاً من التداعيات التي لا هروب منها "ولا يمكن العودة عنها احيانا" في العقود المقبلة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "اطلعت على الكثير من التقارير العلمية في حياتي لكن لا شيء يقارن" بالتقرير الحالي واصفا إياها بأنه "مجلد يفند المعاناة البشرية ويشكل اتهاماً حيال فشل القادة في مكافحة التغييرات البيئية".

ووطأة هذه المعاناة أكبر على الشعوب المعرضة اكثر من غيرها مثل السكان الأصليين أو الفئات الفقيرة على ما شدد التقرير. لكن الدول الغنية ليست بمنأى عن هذه التداعيات كما تظهر الفيضانات التي اجتاحت المانيا أو الحرائق العنيفة التي انتشرت في الولايات المتحدة العام الماضي.

وتمنى هانس-أوتو بورتنر وهو الرئيس المشارك للمجموعة التي أعدت التقرير في الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ، ألا يحجب غزو روسيا لأوكرانيا أهمية التقرير، مؤكداً لوكالة فرانس برس أن شبح الاحترار المناخي "يلازمنا وتجاهله ليس خيارا".

ومع ارتفاع حرارة الأرض 1,1 درجة مئوية مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية، التزم العالم في اتفاق باريس العام 2015 حصر الاحترار دون الدرجتين وبحدود1,5 درجة إن أمكن.
 
 
وفي الجزء الأول من تقييمها الذي نشر في آب الماضي، اعتبرت الهيئة أن الحرارة سترتفع 1,5 درجة قرابة السنة 2030 أي قبل عقد مما كان متوقعا سابقاً. إلا ان تقريرها ترك الباب مفتوحاً متحدثا عن إمكان النزول إلى دون 1,5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.

إلا ان الجزء الثاني من التقرير أمس الاثنين يشدد على ان هذا التجاوز الموقت لـ1,5 درجة مئوية سيتسبب بأضرار جديدة "لا رجوع عنها" تطال الأنظمة البيئية الضعيفة مثل القطبين والجبال والسواحل مع سلسلة من التداعيات على المجتمعات المقيمة فيها. وينشر الجزء الثالث من التقرير في نيسان المقبل ويتناول الحلول لخفض انبعاثات غازات الدفيئة.

وأكد التقرير أن التداعيات الكارثية ستتفاقم مع كل زيادة وإن ضئيلة في حرارة الأرض، مع تكاثر الحرائق وذوبان التربة الصقيعية.

وتوقع التقرير انقراض 3 إلى 14% من الأنواع على الأرض حتى مع ارتفاع الحرارة 1,5 درجة مئوية فقط وانه بحلول 2050 سيكون نحو مليار شخص يقيمون في مناطق ساحلية معرضة للخطر تقع في مدن ساحلية كبيرة أو جزر صغيرة.

ولفت التقرير إلى أن جهود التكيف التي شهدت تقدما، "لا تزال بغالبيتها مجزأة وعلى نطاق ضيق" أو الهوة بين الحاجات وما ينجز قد تزداد من دون تغيير الاستراتيجية المتبعة.

إلا أن التكييف أحيانا لم يعد ممكناً. فبعض الأنظمة البيئية دفعت "إلى ما يفوق قدرتها على التكيف" وستنضم إليها أخرى في حال تواصل الاحترار على ما حذرت الهيئة، مشددة على أن التكيف وخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون يجب أن يسيرا بالتوازي.

وفي "حال الاكتفاء بالالتزامات الحالية يتوقع أن تزداد الانبعاثات بنسبة 14 % تقريبا خلال العقد الحالي. وسيشكل ذلك كارثة. وسيتم القضاء على أي فرصة لانجاز الهدف المتمثل بحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية" على ما حذر غوتيريش موجهاً اصابع الاتهام إلى الدول التي تصدر انبعاثات كبيرة "التي تضرم النار في المنزل الوحيد الذين نملكه".

واكد غويتريش ان هذا "الاستسلام إجرامي".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم