الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

فيينا تنجو من الجفاف... عاصمة ترويها الينابيع

المصدر: "النهار"
نظام نقل المياه من الينابيع (أ ف ب).
نظام نقل المياه من الينابيع (أ ف ب).
A+ A-
تستمد فيينا مياهها الوفيرة من قلب جبال الألب، في منطقة محمية ذات طبيعة خلابة تنهمر فيها شلالات وسط هواء نقيّ وغابات كثيفة خضراء.

وفي وقت تكتسح موجة جفاف أوروبا مخلفة أضراراً جسيمة، تتميّز المدينة البالغ عدد سكانها حوالى مليوني نسمة عن باقي القارة، إذ تمتلك ثروة مائية حقيقية تمكّنها من التطلع إلى المستقبل بدون خوف من النقص أو التقنين.

ولاستكشاف هذا الكنز، لا بدّ من التوغل في قلب جنوب شرق البلد الواقع في أوروبا الوسطى، وصولاً إلى الجبال المنتصبة على مسافة حوالى 150 كلم.

هناك، في وسط ولايتي النمسا السفلى وشتايرمارك، استحوذت العاصمة قبل حوالى قرن ونصف القرن على منطقة تمتد على مساحة 675 كيلومتراً مربعاً خالية من أي نشاط زراعي أو سياحي أو صناعي، جعلت منها محمية.

ومع اشتداد الاحترار المناخي، باتت هذه المنطقة ثروة ثمينة، تحتوي على 70 نبعاً تفيض بمياه صافية غزيرة بعيداً عن أي تربة ملوّثة، وسط طبيعة خلابة لا يعكّرها البشر إذ إنها محظورة على الزوار.

وأوضح الحارس يوهانس زوشليج أن "حوالى 10000 لتر تخرج من الأرض في الثانية، نقتطع منها 560 لفيينا"، مبدياً "فخراً كبيراً" بالسهر على أكبر هذه الينابيع من حيث معدّل تدفّق المياه، النبع "كلافر" الواقع على علو 655 متراً.

وتُنقل المياه بواسطة نظام بارع من 130 قناة أقيم في عهد الإمبراطورية النمساوية المجرية لمكافحة وباء الكوليرا.

وتؤكد أستريد رومبولت المتحدثة باسم شركة المياه البلدية "فينر فاسر"، أن "كل ذلك يتم بدون مضخّة واحدة ولا أي انبعاثات من ثاني أوكسيد الكربون".

ويستهلك كلّ من سكان العاصمة النمساوية 130 لتراً من المياه الجارية في اليوم، وهو رقم ضمن المتوسط الأوروبي، لقاء أقل من 30 سنتاً بالمقارنة مع 45 سنتاً في باريس على سبيل المثال.

وحين تصب الشمس أشعّتها الحارقة على جادات وسط المدينة الخالية من الأشجار، ينعم السكان كما السياح بـ1300 سبيل لمياه الشرب و175 مروحة رذاذ متاحة لهم مجاناً.
وفي إمكان الأولاد اللهو في مساحات ألعاب مائية تحتوي على بحيرات اصطناعية وحدائق شاسعة مكسوة بالعشب.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم