الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بالرغم من الانهيار و"كوما" الدولة... ميداليات ذهبيّة يحصدها لبنان من معرض المخترعين في المغرب

المصدر: النهار
فرح نصور
الفائزات بالميداليات الذهبية
الفائزات بالميداليات الذهبية
A+ A-
مجموعة ميداليات ذهبية فاز بها مخترعون ومخترعات من طلاب لبنان، فصنعوا من ذلك حدثاً بل إنجازاً علميّاً - طبيّاً وتربويّاً يُضاف إلى سجل الافتخار اللبناني. فقد حصد لبنان، هذه المرّة، 6 ميداليّات ذهبيّة و6 شهادات Master of Innovation، وشهادة امتياز Excellence in Innovation and Leadership، في معرض نظّمته جمعيّة المخترعين المغربيّينOFEED الدولية. 

وتحقّق هذا الفوز من خلال جهود بذلتها الجمعيّة اللبنانيّة للمبتكرين بالتعاون مع جامعة العائلة المقدّسة - البترون USF، تحت إشراف أستاذ مادّة الروبوتيك Robotics في الجامعة وفريق من الاختصاصيّين الآخرين.
 
في حديثها لـ "النهار"، تقول عميدة كلية التربية في جامعة العائلة المقدسة - البترون USF، الأخت إيمانويل الحاج، إنّ "أهمّ ما في هذا الإنجاز هو وجود أولاد رقميّين الآن. ونحن نُدرك ضرورة إدراج التكنولوجيا في التربية. وفي هذا الإطار، بتنا نتحدّث لغة الطلاب الـdigital natives"، مضيفةً أنّه "يجب الاستفادة من التطوّر التقنيّ في التربية. ومادة التكنولوجيا التربويّة نعلّمها منذ 3 سنوات في جامعتنا إيماناً منّا بهذا المستقبل، ودعماً للتربية المتخصّصة والرقميّة لضمان مستقبل مهنيّ لطلابنا".
 
وترى الحاج أنّ "ما ساهم بشكل كبير بإنجاح المشاريع التي فازت بها طالباتنا هو محور جائحة كورونا، فهذه المشاريع هدفت إلى التوعية بكورونا بشكل تقنيّ وتعليميّ للتلاميذ، عبر التقنيّة والذكاء العاطفي".
 
وتروي أنّه "كان لدينا دافع تشجيع طلابنا المخترعين وسط نزيف لبنان، وحالفنا الحظّ وسجّلنا إنجازاً بفوز الطالبات الستّ بالميداليات الذهبية وسط مشاركة كثيفة من دول كثيرة، ومنهم مَن دفع رعايات كبيرة، لكنّه لم يفز بالذهبية".

وقد فاز أربع من الطالبات بالميداليات الذهبية  عن فئة التكنولوجيا التربوية، وهنّ من اللواتي يدرسن اختصاص التربية والتربية المتخصّصة. وفي معرض حديثه لـ "النهار"، يقول أستاذ مادة الـ Robotics، المشرِف على مشاريع الطالبات، الدكتور موسى سويدان، إنّ "أفكار المشاريع كانت الأولى من نوعها، وحازت مباشرةً على الذهبيّة، لكن لم نكن نتوقّع هذا الفوز، إلّا أنّ الحاجة أم الاختراع".
 
 
 
فوز كاسح للبنان
 
وكان فوز اللبنانيين كاسحاً في هذا المعرض، بالرغم من أنّ المشاركين فيه هم مخترعون من دول العالم. والفئة التي قدّمت ضمنها الطالبات مشاريعهن كانت جديدة في نشاطات المعرض، وكانت الميزة الأساسية لفوزهنّ - بحسب سويدان - فما قدّمنه كان مزيجاً من الذكاء العاطفي والتربية والإلكترونيات للتوعية بكورونا، وهذا ما توقّف عنده الخبراء الدوليّون في معرض قرارهم التحكيميّ.

ويتعلّم طلاب التربية بعض البرامج التقنيّة والبرمجة لإيصال معلومة تربويّة للأطفال في جميع الموادّ، وتكون الطريقة تفاعلية. وخلال جائحة كورونا، قدّمت الطالبات مشاريع للتوعية بكورونا من خلال البرمجة والتعليم والذكاء العاطفي.
 
ويفيد سويدان بأنّ "الجمعية اللبنانية للمبتكرين"، برئاسة الدكتورة نور لطوف، أمّنت الاتصال بالجمعية المُنظّمة في المغرب، التي استقبلت الطالبات مجاناً. ومن خلال هذه المشاريع "نودّ وضع لبنان على سكّة الابتكار العالمي في جميع المجالات، وعلى الدولة الاستفادة من مشاريع الابتكارات المحليّة وتأمين الدّعم الماليّ والفرق المعنيّة لبيع هذه المشاريع إلى الخارج، إلّا أنّ الوزارات غائبة عن أيّ منها، وليس هناك أيّ وزارة تدعم، لدرجة أنّه يتوجّب علينا دفع بدل تسجيل براءة الاختراع لوزارة الاقتصاد، بينما في الخارج تُقدَّر ابتكارات اللبنانيين ويشترونها ويُصبح اللبناني خارج المعادلة". 
 
الدولة غائبة عن دعم الإبداع اللبناني 
 
ومن المشاركين الفائزين بالميدالية الذهبية، المهندس محمد إسماعيل، عضو لجنة الخبراء الفنيين الرقميّين في شبكة التحوّل الرقمي في لبنان، الاختصاصي في المعدّات طبيّة، الذي فاز ضمن فئة التكنولوجيا الطبية عن مشروعه Hospital elevators smart sterilizer.

يقول لـ "النهار": "استطعنا تحقيق هذا الفوز بالرغم من الصعوبات والتحدّيات الكبرى التي نعيشها في لبنان؛ لذلك يعادل فوزنا فوزَين. فنحن نعمل في ظروف طبيعية، إنّما ننفق "من اللحم الحيّ" لإيصال اختراعاتنا في غياب أيّ دعم من الدولة".
 
 
وعن غياب الدولة في المجالين المادي والمعنويّ، يسرد إسماعيل أنّ وزير التعليم الهندي كرّم الفائزين في المعرض المغربي، "بينما هنا لم نرَ أيّ شيء". 

ومن وحي جائحة كورونا، ابتكر إسماعيل مصعداً ذكيّاً خاصّاً بالمستشفيات، يُعقّم بالأشعة ما فوق البنفسجيّة، ويسحب الهواء من داخله، وينشر هواءً نظيفاً من جديد، بعد كلّ شخص. ويأسف لعدم اكتراث الدولة لابتكارات مماثلة تساعد الفِرَقَ الطبيّة والمرضى وتحميهم.

ونوّه إسماعيل بعمل الجمعيّات التي "تُبرزنا في العالم الخارجي"، مثل الجمعية اللبنانية للمبتكرين وغيرها، "لكي يبقى اسم لبنان المبتكِر موجوداً في المعارض العالمية".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم