علماء يتمكنون من إعادة بناء وجه مومياء طفل مصري بدقة عالية

 

تم العثور على "صورة مومياء" مثبتة على تابوت مصري قديم يخص صبياً صغيراً توفي بين العامين 50 قبل الميلاد و100 ميلادي. وقد شرع الباحثون في معرفة مدى دقتها في وجهه الحقيقي.

 

وقد تمكن فريق من العلماء في النمسا وألمانيا من إعادة بناء وجه الصبي باستخدام تقنية التصوير المقطعي بالكمبيوتر، كما تمكنوا من تحديد عمر الطفل عند الوفاة بعد تحليل العظام والأسنان داخل الضمادات، إلى جانب التعرف إلى سبب الوفاة، حيث يعتقد أنه مات بسبب الالتهاب الرئوي بعد اكتشاف "بقايا أنسجة الرئة المكثفة"، وفقًا لما قاله الباحث الرئيسي في الدراسة أندرياس نيرليش، مدير معهد علم الأمراض في العيادة الأكاديمية في ميونيخ بوغنهاوزن في ألمانيا.

 

وقام العلماء بتحميل صورة افتراضية لجمجمة الطفل المومياء ثم شرعوا في عملية إعادة بناء رقمية ثلاثية الأبعاد لوجه الطفل المومياء، التي عثر عليها في العام 1887 وتعود إلى فترة العصر اليوناني الروماني.

 

ثم قام فريق العلماء بإعادة بناء الوجه بدءاً من عيني الطفل واستندوا إلى متوسط قطر مقلة العين البالغ 22 ملم، مع تعديلها لمراعاة عمره، ثم تركيبها في محجر العينين في الجمجمة ثلاثية الأبعاد.

 
 

وتُعد صورة إعادة بناء الوجه دقيقة إلى حد ما بالنسبة للأصل، لكن الباحثين لاحظوا أن اللوحة أو الصورة على المومياء تجعل الطفل يبدو أكبر سناً من عمره الحقيقي البالغ 3 أو 4 سنوات.

 

ووفقًا للدراسة، فقد أعيد بناء الأنف باستخدام موقع أنياب الطفل لتحديد عرض فتحة الأنف، بينما استعانوا بالألوان في اللوحة لتحديد صبغة العينين ولون الشعر.

 

وبحسب ما نقل موقع "الدايلي مايل" عن موقع " لايف ساينس" الذي نشر الدراسة، فقد تضمنت الاختلافات بين الصورة وجمجمة الطفل، عرض جسر الأنف وحجم فتحة الفم مع كون كليهما أكثر نحافة و"أضيق" في الصورة مما هو عليه حقيقة، وبعد إعادة البناء الافتراضية للوجه.

 

وتُعد صور المومياوات ممارسة شائعة بين بعض المصريين خلال العصر اليوناني الروماني، وكانت توضع في موقع الوجه المحنّط، وهو تقليد روماني، بينما يتم لف باقي الجسد بضمادات من الكتان تتماشى مع طقوس الدفن المصرية القديمة التقليدية.

 
 

وتشير الدراسة، إلى أنه اكتشف أكثر من 1000 صورة مومياء منذ اكتشافها لأول مرة في عام 1887 في مقبرة قريبة من هرم حوارة في الوجه البحري، بالقرب من منطقة الفيوم، والمعروف أنها كانت تؤوي العديد من المستوطنات من العصر الروماني مع المقابر ذات الصلة.

 

وتُظهر اللوحة الصبي الصغير بشعر مجعد مع ضفيرتين تمتدان على طول حافة جبهته وخلف الأذنين، وكانت عيناه بنيتين وله أنف طويل نحيف وفم صغير بشفتين ممتلئتين، كما تظهره اللوحة وهو يرتدي قلادة بميدالية.