دراسة: خوارزميات "يوتيوب" لا تستجيب لتفضيلات المستخدم كما يجب

تعمل منصّات التواصل الاجتماعي على تدريب خوارزمياتها لتوصية المحتوى الذي يهمّ المستخدم وإبعاد المحتوى غير المحبّب من الظهور أثناء التصفّح، إلّا أنّ خوارزميّة "يوتيوب" قد لا تفهم تفضيلات المستخدمين بنفس الدقّة، وفقاً لبحث جديد أجرته "موزيلا".

تتمثّل إحدى المشكلات الرئيسية في أن عناصر التحكم داخل التطبيق في "يوتيوب"، مثل زرّ "عدم الإعجاب"، غير فعّالة للتحكّم في المحتوى المقترح. واعتمد الباحثون في "موزيلا" على ملايين مقاطع الفيديو الموصى بها، بالإضافة إلى تقارير من آلاف الأشخاص.

واختبرت "موزيلا" أربعة عناصر تحكّم مختلفة: زر "عدم الإعجاب"، زر "غير مهتم"، زر "عدم التوصية بالقناة"، و"الإزالة من سجل المشاهدة". ووجد الباحثون تأثيراتها كانت بدرجات متفاوتة، لكن التأثير العام كان "صغيراً وغير كافٍ".

ومن بين عناصر التحكم الأربعة، كانت الطريقة الأكثر فاعلية هي "عدم التوصية من القناة"، والتي حالت دون 43 في المئة من التوصيات غير المرغوب فيها، فيما كانت "غير مهتم" هي الأقل فاعلية وتمنع نحو 11 في المئة فقط من الاقتراحات غير المرغوب فيها، وكان زر "عدم الإعجاب" فعّالاً بنسبة 12 في المئة.

أشار باحثو "موزيلا" في تقريرهم إلى أنّ المشاركين في الدراسة قد يلجؤون إلى إجراءات لمنع التوصيات غير المرغوب فيها، مثل مشاهدة مقاطع الفيديو أثناء تسجيل الخروج أو أثناء الاتصال بشبكة "VPN". ويقول الباحثون إن الدراسة تسلّط الضوء على حاجة "يوتيوب" إلى شرح تأثير عناصر التحكم بشكل أفضل للمستخدمين، وإعطاء الناس طرقاً أكثر فاعليّة لتحديد ما يريدون رؤيته.

يأتي بحث "موزيلا" وسط دعوات متزايدة للمنصات الرئيسية لجعل خوارزمياتها أكثر وضوحاً، إذ اقترح المشرّعون في الولايات المتحدة مشاريع قوانين لتقليص خوارزميات التوصيات "المبهمة" ومساءلة الشركات عن التحيّز الخوارزمي. أمّا في الاتحاد الأوروبي، سيطلب قانون الخدمات الرقمية، الذي نوقش مؤخّراً، من المنصات شرح كيفية عمل خوارزميات التوصية وإتاحتها للباحثين الخارجيين لدراستها.