الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الحيوانات ذوات الدمّ الحار... علماء يكشفون أصل خاصيّة الاحتفاظ بالحرارة في أجساد الثدييات

المصدر: "رويترز"
الكشف عن خاصية الاحتفاظ بالحرارة في أجساد الثدييات.
الكشف عن خاصية الاحتفاظ بالحرارة في أجساد الثدييات.
A+ A-
توصّل العلماء إلى إجابة على سؤال أرقهم لزمن طويل حول تطور الثدييات، وذلك من خلال دراسة تشريح الأذن لثدييات حيّة ومنقرضة وكائنات قريبة منها لتحديد متى ظهرت، للمرة الأولى، الحيوانات ذوات الدمّ الحار، وهي سمة أساسية للثدييات.

وقال باحثون، اليوم، إنّ الحجم الصغير لهياكل الأذن الداخلية المسمّاة القنوات شبه الدائرية في حفريات أسلاف الثدييات، تُبيِّن أنّ هذه الحيوانات نشأت منذ حوالي 233 مليون سنة خلال العصر الترياسي. وهذه القنوات شبه الدائرية عبارة عن أنابيب صغيرة مملوءة بالسوائل تساعد في الحفاظ على التوازن.

وقال الباحثون إنّ هذه المخلوقات الأولى المعروفة بأسلاف الثدييات لا يتم تصنيفها رسميّاً على أنّها ثدييات، إذ ظهرت أول ثدييات حقيقية بعد ذلك بنحو 30 مليون سنة.

وتطوّرت خاصية الاحتفاظ بالحرارة داخل الجسم بعيداً من الحرارة خارجه في وقت كانت فيه السمات المهمة للثدييات تأخذ مكانها في الجسم، مثل الشوارب والفراء، والتغيرات في العمود الفقري المتعلقة بالمشي، ووجود الحجاب الحاجز، ومفصل فكّ وجهاز سمعي أكثر شبهاً بالمفصل ونظام السمع لدى الثدييات.
 


وقال ريكاردو أراوغو، عالم الحفريات في معهد البلازما والاندماج النووي بجامعة لشبونة، والمؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر"، إنّ "حرارة الجسم هي سمة مميّزة للثدييات، بما في ذلك نحن البشر. درجة حرارة الجسم شبه الثابتة تنظّم جميع تصرفاتنا، من الأكل إلى الإدراك، ومن الحركة إلى الأماكن التي نعيش فيها".

وتُحافظ عمليات الأيض في أجساد الثدييات على درجة حرارة داخلية مستقلة عن محيطها. أما الحيوانات ذوات الدم البارد مثل السحالي فتلجأ لأساليب مثل التعرض للشمس للتدفئة.

ظهرت سمة إنتاج الحرارة الداخلية في لحظة حافلة بالأحداث حيث ظهرت الديناصورات والزواحف الطائرة المسماة التيروصورات التي ظلّت تهيمن لفترة طويلة على النظم البيئية في نفس الوقت تقريباً. وكان لهذه السمة أو الخاصية مزايا.

وقال أراغو: "إركض بسرعة أكبر، إركض لفترة أطول، كُن أكثر نشاطاً، كُن نشيطاً لفترات أطول من اليوم، كُن نشيطاً خلال فترات أطول من العام، وقُم بزيادة المساحة التي تقطعها في البحث عن الطعام. الاحتمالات لا حصر لها. لكن كل هذا له تكلفة كبيرة. فالمزيد من الطاقة يتطلّب المزيد من الطعام، والمزيد من البحث عن الطعام، وهكذا دواليك. إنّه توازن جيد بين الطاقة التي تخرجها والطاقة التي تحصل عليها".
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم