هكذا هرّب رواد الفضاء الروس الكحول إلى المحطة الدولية رغم حظره

على الرغم من حظر احتسائه في الفضاء، إلا ان هذا القرار لم يمنع بعض رواد الفضاء من تهريب الكحول إلى خارج الكرة الأرضية، حيث اعترف رواد فضاء روس أنهم هربوا زجاجات من "الكونياك" في بدلاتهم الفضائية، وفي زجاجات "عصير" تم تسميتها عن عمد بطريقة خاطئة، وقد أخفى أحد الرواد زجاجة في سوار معصم جهاز يستخدم لقياس ضغط الدم.

وبحسب صحيفة "الدايلي مايل"، اتبع بعض رواد الفضاء الروس أيضاً نظاماً غذائياً قاسياً قبل الانطلاق حتى يتمكنوا من وضع الزجاجات في بدلة الفضاء الخاصة بهم من دون تجاوز متطلبات الوزن.

وتعود هذه الحادثة الى التسعينات، حيث ظهرت صورة لرواد الفضاء في "حفلة كونياك" على متن محطة "مير" الفضائية، التقطها رائد فضاء في الناسا آنذاك.

وبحسب القوانين، يُحظر احتساء الكحول في محطة الفضاء الدولية لأن مكونه الرئيسي هو "الإيثانول"، وهو مركب متطاير يمكن أن يلحق الضرر بمعدات المحطة الحساسة، ويمكن أيضاً أن يسبب مشاكل عند الذهاب إلى الحمام.

 وقال متحدث باسم "الناسا" لـ"بي بي سي" في عام 2017: "يتحكم في استخدام الكحول والمركبات المتطايرة الأخرى في محطة الفضاء الدولية بسبب التأثيرات التي يمكن أن تحدثها مركباتها على نظام استعادة المياه بالمحطة ''، مضيفاً: "حتى المنتجات التي قد تحتوي على الكحول، مثل غسول الفم ومعقم اليدين والعطور محظورة".

وقال ألكسندر لازوتكين، رائد الفضاء في عام 2010: "خلال المهمات الفضائية المطولة، وبخاصة في بداية عصر الفضاء، تناولنا المشروبات الكحولية في حصص رواد الفضاء".

وزعم لازوتكين أن الأطباء أوصوا بالفعل على استخدام الكونياك لتحفيز جهاز المناعة لدينا، وعلى العموم للحفاظ على تناغم الكائنات الحية لدينا، لكن في النهاية، حظرت وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" المشروبات الكحولية وكان على الطاقم أن يجد حلولاً.

 من جهته، قال رائد الفضاء إيجور فولك، أنه خسر وزناً كبيراً هو ورفاقه حتى يتمكنوا من إخفاء الكحول في أكياس سرية في بدلاتهم الفضائية :"قبل أسبوع من الإطلاق، لم نأكل أي شيء باستثناء الخبز والشاي، وفقدنا ما يقرب من 4.4 أرطال، قمنا بتعبئة كل شيء في أكياس صغيرة من السيلوفان وعندما كنا نرتدي ملابسنا، وضعنا الأكياس في بدلات الفضاء."

وأوضح فولك إنه أفرغ ايضاً كتاباً وخبأ زجاجة كونياك بداخله، وكان كتاباً سميكاً، ويمكن أن يخبأ فيه الكحول.

وكشف فاليري ريمين أحد رواد الفضاء السابقين ايضاَ، أنه قبل إحدى المهام، أخذ معه عدداً من زجاجات الكونياك الأرمني وصبها في أكياس بلاستيكية ذات أغطية لولبية، ثم خبأها في بدلة الطيران الخاصة به.

وأخبر موقع "روسيا بيوند" أن شرب قطرة صغيرة من الكحول في الفضاء يهدئك ويزيل التوتر. وعلى عكس ما يحدث على الأرض، فهو يساعدك في النوم بشكل أسرع وتستيقظ منتعشاً ومستعداً للذهاب في اليوم التالي.

وأضاف ريمين: "أنا مقتنع بأنه من الضروري إضفاء الشرعية على الكحول في الفضاء ولو بكميات صغيرة".

وكان المفتشون قد عثروا في الماضي على "العشرات من مخابئ" المشروبات الكحولية في محطات فضائية روسية مختلفة، وفقًا لما ذكره موقع "روسيا بيوند".

وقال مسؤول وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" الروسية، فياتشيسلاف روجوزنيكوف، إن كل رائد فضاء تقريباً لديه حيلة لإدخال الكحول إلى محطة الفضاء.

وقال للموقع "هذا ممنوع قطعاً، لكن الكحول موجود هناك ولا أعرف من أين جاءت".

من ناحية أخرى، يشير كريس كاربري، مؤلف كتاب "الكحول في الفضاء"، إن وكالة الفضاء الروسية تغض الطرف عن هذه الحيل.

وبحسب ما ورد ، فإن بعض رواد فضاء الناسا على استعداد للانضمام إلى زملائهم الروس في قدح أو اثنتين.

وقال أحد رواد الفضاء لكاربري: "ستخبرك الناسا بأنه لا يوجد كحول على متن محطة الفضاء الدولية. كشخص عاش هناك لمدة خمسة أشهر، سأخبرك أن هذا غير صحيح".