مركبة "برسفيرنس" المريخية تعثر على عيّنات لموادّ عضويّة مركّزة

كانت مركبة "برسفيرنس" التابعة لوكالة "ناسا"، والمستقرّة اليوم على سطح المريخ تستكشف بقايا نهر "دلتا" قديم في منطقة "جيزيرو كريتر" في الكوكب الأحمر منذ عدّة أشهر، حيث وُجدت بُحيرة كبيرة منذ مليارات السنين. وقال أعضاء فريق البعثة إن وجود هذا النهر هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الوكالة إلى إرسال عربة جوّالة بحجم السيارة إلى جيزيرو.

 

وجمعت "برسفيرنس" أربع عيّنات من المنطقة منذ أوائل تمّوز، بعد استخراجها من الصخور التي تُظهر أنّه من المحتمل أن يكون قد عاشت كائنات شبيهة بالأرض في الماضي القديم، مع احتمال أنّ العيّنات تحتفظ بإثباتات لوجود الميكروبية.

 

وقال كين فارلي، عالم مشروع "برسفيرنس"، من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا: "إنّ الصخور التي كنا نبحث عنها في النهر تحتوي على أعلى تركيز للمواد العضوية التي وجدناها حتى الآن في المهمة".

 

وأضاف فارلي: "الجزيئات العضوية هي الدعائم الأساسية للحياة، وهذا مثير للاهتمام، حيث لدينا صخور ترسّبت في بيئة صالحة للسكن في بحيرة تحمل مواد عضوية".

 

إحدى العيّنات التي أجري عليها دراسة مؤخراً هي صخرة بعرض 0,9 أمتار، يُطلق عليها الفريق اسم "Wildcat Ridge". قال أعضاء الفريق إن "Wildcat" عبارة عن حجر طيني دقيق الحبيبات من المحتمل أن يكون قد تشكل في قاع بحيرة جيزيرو القديمة. ووجدت أداة مسح البيئات للمواد العضوية والكيماوية من المركبة أن الصخور مليئة بالمواد العضوية، والتي ترتبط مكانيّاً بالمعادن المحتوية على الكبريت والتي تسمى الكبريتات.

 

وقالت العالمة سوناندا شارما من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا" في جنوب كاليفورنيا: "تشير هذه العلاقة إلى أنه عندما كانت البحيرة تتبخر، ترسبت كلّ من الكبريتات والمواد العضوية، وحُفظت وتركّزت في هذه المنطقة".

 

وأضافت: "على الأرض، من المعروف أن رواسب الكبريتات تحافظ على المواد العضوية ويمكن أن تحمل علامات الحياة، والتي تسمّى البصمات الحيوية. هذا يجعل هذه العينات أكثر الأشياء إثارة للاهتمام التي قمنا بها حتى الآن في المهمة".

 

وشدّد فارلي وشارما على أن هذه المركّبات المريخية لا يمكن اعتبارها بصمات حيوية، ومن الممكن إنشاء المواد العضوية وزرعها من خلال عمليات جيولوجية بحتة، والبيانات التي تم جمعها بواسطة "برسفيرنس" حتى الآن لا تخبرنا بما يكفي.

 

وقالت فارلي إنه في الواقع سيكون من الصعب جدا على فريق المهمة تحديد المصدر باستخدام ملاحظات المركبة الجوالة وحدها، فالمهمة معقّدة.

 

من المرجّح عودة العينات التي تحملها المركبة في أواخر عام 2027 وأوائل عام 2028. وقال مسؤولو "ناسا" إن المركبة، يجب أن تظل سليمة بما يكفي في أواخر العقد المنصرم للقيام بهذا العمل الخاص بتسليم العينات.