الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

استثمار ماسك في "تويتر" ليس اقتصادياً بل لحماية حرية التعبير... هل يحارب الحكومات لتحقيق هدفه؟

المصدر: "النهار"
إيلون ماسك.
إيلون ماسك.
A+ A-
قال الرئيس التنفيذيّ لشركة "تسلا" إيلون ماسك في حديثه لأوّل مرّة منذ انتشار الأخبار عن محاولاته شراء "تويتر" بالكامل، إنّ عرضه قد تمّ تقديمه لخدمة المصلحة العامّة. وقال: "أصبح "تويتر" نوعاً من ساحة المدينة الفعلية.

كان ماسك تحدّث في مؤتمر "TED 2022" في مدينة فانكوفر الكنديّة.

لحماية "تويتر"، قال ماسك إنّه يعتقد أنّ الموقع يجب أن "يفتح مصدر الخوارزمية" من أجل بناء الثقة، أي السماح للناس بالاطّلاع على كيفيّة عملها. وأصرّ على أنّ شراء "تويتر" لم يكن خطوةً اقتصاديّة بالنسبة له. فأردف: "هذه ليست طريقة لكسب المال. إنّ شعوري البديهي القوي هو أنّ امتلاك منصّة عامة موثوق بها إلى أقصى حدّ وشاملة على نطاق واسع أمر بالغ الأهمية".
 
 
 

وأوضح بعض التّفاصيل حول الكيفية التي يرغب بها أن يرى "تويتر" يتغيّر تحت ملكيته، وأعاد النظر في السؤال عن كيفية عمل زرّ التعديل بشكل أفضل على التطبيق، حيث ستكون متاحة للمستخدمين لفترة قصيرة من الوقت بعد التغريد، وسيؤدّي التعديل إلى إعادة الإعجابات وإعادة التغريد إلى الصفر.

حدثت المقابلة بعد ساعات فقط من عرض ماسك شراء كامل منصّة التواصل الاجتماعيّ بسعر 54.20 دولاراً للسهم الواحد، مقدّراً إياها بنحو 43 مليار دولار، حيث تبلغ ثروته نحو 260 مليار دولار، وفقاً لـ"بلومبرغ"، ممّا يجعله أغنى شخص على وجه الأرض.

وسبق أن أوضح ماسك أسباب محاولة الاستحواذ في رسالة أرسلها إلى رئيس تويتر بريت تايلور، قائلًا إنّ المنصّة لا ترقى إلى مستوى إمكاناتها باعتبارها "حصناً لحرّية التعبير". وتذكر الرسالة: "لقد استثمرت في تويتر لأنّني أؤمن بإمكانية أن يكون موقعاً لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم، وأعتقد أنّ حرية التعبير هي ضرورة مجتمعية لديمقراطية فاعلة".

ليس من الواضح كيف ستنتهي هذه "المناورة"، على حدّ تعبير "ذا فيرج" ولكن هناك أيضاً سؤال أكثر أهميّة: ما هي حرية التعبير بنظر ماسك، ومن يهدّدها؟ فمع اتّخاذ الحكومات في جميع أنحاء العالم إجراءات صارمة ضدّ منصّات الإنترنت، هناك جدل معقّد بين الرؤى المختلفة لما يجب السماح به على الإنترنت. ولكن على الرغم من إعلانه "الشامل"، يبدو أنّ ماسك يركّز على مسألة أصغر بكثير، تتعلّق بالقواعد الداخلية لـ"تويتر".

في عام 2011، أكد الرئيس التنفيذي السابق لـ"تويتر"، ديك كوستولو، أنّ الموقع ينتمي إلى "جناح حرية التعبير في حزب حرية التعبير"، وهي العبارة التي استند إليها منتقدو المنصّة منذ ذلك الحين. في سياق تلك الحقبة، اشتملت الخلافات حول حريّة التعبير في الغالب على علاقة "تويتر" بالحكومات، إذ حظيت المنصّة بالاستحسان لأنّها سمحت للنشطاء بالعمل رغم تهديد القمع السياسي في بعض الدول. وتفاخر كوستولو بمعركته مع الحكومة الأميركية بشأن بيانات الحساب المتعلّقة بموقع "ويكيليكس"، الذي كان قيد التحقيق بعد تسريب برقيات دبلوماسية.

وعلى النقيض من ذلك، كان ماسك قد لفت في مقابلته مع "TED" إلى أنّ رغبته هي في مكافحة القيود العالمية على الكلام، مشيراً إلى أنّه "يجب أن تتطابق قواعد "تويتر" مع قوانين الدولة". وأنّه يسعى للتحسين من الخوارزمية في الموقع وجعلها أكثر وضوحاً.

وقال ماسك: "من المهمّ حقًّا أن يكون لدى الناس الواقع والتصوّر بأنّهم قادرون على التحدّث بحرية ضمن حدود القانون. أعتقد أنّ المخاطر الحضارية تقلّ كلّما تمكنّا من زيادة ثقة تويتر كمنصّة عامة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم