الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما يريده إيلون ماسك من "تويتر"... حيلة أم استراتيجية؟

المصدر: "النهار"
إيلون ماسك
إيلون ماسك
A+ A-
بعد البلبلة التي أثارها إيلون ماسك حول إعلانه نيته شراء "تويتر"، حلّلت المواقع العالمية هذه الخطوة من زوايا عديدة. ونشر موقع "سي أن أن" تقريراً يكشف من خلاله ما إذا كان ما يريده ماسك من "تويتر"، هو حيلة أم استراتيجية.
 
يشتري بعض المليارديرات الصحف والمجلات والفرق الرياضية. ويحاول ماسك شراء شبكة اجتماعية يعترف بنفسه أنّها قد تجعل الكثير من العالم يكرهونه. وخلال مقابلة على خشبة المسرح في مؤتمر  TED، أكّد أنّه "سيظل الجميع يلومني على كل شيء. إذا استحوذت على "تويتر"، وحدث خطأ ما، فهذا خطأي بنسبة 100في المئة. أعتقد أنه سيكون هناك عدد غير قليل من الأخطاء".
 
لكن لماذا يريد أغنى رجل في العالم شراء "تويتر"، وهي منصة وسائط اجتماعية تواجه، على الرغم من فوائدها، تدقيقاً في قضايا المحتوى، مثل الكلام الذي يحض على الكراهية والمعلومات الخاطئة، وأيضاً النضال من أجل إعادة تنشيط نمو المستخدمين؟
 
يوضح التقرير أنّ ماسك، شدّد مراراً وتكراراً في الأيام الأخيرة على أن هدفه هو تعزيز حرية التعبير على المنصة والعمل على "إطلاق" إمكانات "تويتر" غير العادية. وأشار آخرون إلى أنّه قد يكون أكثر اهتماماً بزيادة الاهتمام بنفسه، سواء تمت الصفقة أم لا. ويُترك الآن لقيادة "تويتر" والمساهمين والموظفين، التفكير في هذا السؤال في أعقاب عرض ماسك المذهل للاستحواذ على جميع الأسهم في "تويتر"، والتي لا يملكها بقيمة 41،4 مليار دولار.
 
من جهتها، أفادت جينا غولدن، التي قادت فريق المبيعات السياسية للشركة في واشنطن من عام 2012 إلى عام 2017، أنّ الموظفين القدامى معتادون داخل "تويتر" على التعامل مع التغييرات الكبيرة. واعتقدت أنّ الكثيرين يبقون مكتوفي الأيدي ويثقون بقادتهم للمساعدة في التغلّب على العاصفة. لكن تذبذبات ماسك قد تجعل من الصعب الاستمرار في التركيز.
 
ويلمح الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر"، باراغ أغراوال، إلى هذه الصعوبة في مذكرة كتب فيها: "سيكون هناك انحرافات في المستقبل". فبعد اجتماع شامل عقده مع الموظفين، انتقل بعض منهم إلى "تويتر" للتعبير عن إحباطهم من عدم وجود إجابات حول ما يمكن أن يعنيه عرض ماسك بالنسبة لهم، ومع اقتراح أنّه ينبغي عليهم الاستمرار في العمل من خلال الاضطراب.
 
ويبدو الآن أنّ الشركة تستعدّ لما يمكن أن يكون دراما استحواذ طويلة. ويُقال إنّ مجلس إدارة "تويتر"، يوازن بين خياراته، وفقاً لتقرير نشرته "New York Times"، وآخرين حول اجتماع جميع الموظفين. ويمكن أن يكون أحد هذه الخيارات هو تنفيذ تكتيك دفاعي يُعرف باسم "الحبة السامة"، والذي من شأنه أن يمنح المساهمين الآخرين الحق في شراء الأسهم بسعر رخيص، ما يُضعِف فعلياً حصة ملكية ماسك، وربما يجبره على الجلوس على طاولة المفاوضات.
 
على الرغم من كونه أغنى رجل في العالم، إلّا أن هناك تساؤلات حول كيفية حصول ماسك على الأموال لتمويل صفقة تبلغ قيمتها حوالي 42 مليار دولار. وقد اعترف بنفسه بأنّ إبرام الصفقة سيكون تحدياً، قائلاً: "لست متأكداً من أنني سأتمكن بالفعل من الحصول عليها".
 
وقد تذبذب سهم "تويتر" قليلاً يوم الخميس لكنّه ظل ثابتاً في الغالب، ومغلقاً على 45 دولاراً، وهو أقل بكثير من سعر عرض ماسك البالغ 54،20 دولاراً للسهم. ويشير الافتقار إلى الحماس - وهو أمر غير معتاد بعد عرض الاستحواذ - إلى تشكيك المستثمرين بشأن الصفقة الجارية.
 
ورفض "تويتر" التعليق على هذا الأمر، ولم يستجب ماسك لطلبات التعليق كذلك.
 
 
خطط ماسك المعلَنة لـ"تويتر"
 
من بين خطط ماسك تجاه المنصة، جعل خوارزمية مفتوحة المصدر وجعلها أكثر شفافية للمستخدمين، على سبيل المثال، عند التأكيد على تغريدة. كذلك، عبّر عن رغبته باتباع سياسات أكثر تساهلاً بشأن تعديل المحتوى، "أعتقد أنّنا نريد أن نكون مترددين للغاية في حذف الأشياء وأن نكون حذرين للغاية مع الحظر الدائم، فالمهلة أفضل".
 
ومع ذلك، ليس من الواضح أنّ خطط ماسك تختلف كثيراً عن استراتيجية "تويتر" الحالية. فعلى الرغم من أن خوارزمية "تويتر" ليست مفتوحة المصدر حالياً، فقد أعرب القادة في "تويتر" عن دعمهم للتحرك في هذا الاتجاه، وغالباً ما توضح الشركة متى تقوم بخفض تصنيف التغريدات أو أنواع معينة من التغريدات.
 
في بعض الحالات، يبدو أنّ رغبة ماسك المعلَنة في الحصول على خطاب أكثر حرية على المنصة تتعارض أيضاً مع أهدافه الأخرى وأفعاله السابقة.
محاولة يائسة من ماسك لجذب الانتباه
 
واعتبر أتباع آخرون لتيسلا والرئيس التنفيذي لشركة "سبايس أكس" أنّ عرض ماسك للاستحواذ له علاقة أكبر بصقل سمعته الخاصة والحفاظ على صوته على منصته المفضلة.
 
ولطالما استخدم ماسك "تويتر" لبناء علامته التجارية والتواصل مع أكثر من 80 مليون متابع له، واستدراج أولئك الذين يعتبرهم منتقدين له. في هذا السياق، سيكون عرضه متوافقاً مع تاريخ طويل من الأفراد الأثرياء الذين يشترون خصائص الوسائط كوسيلة لدعم صورتهم.
 
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الأبحاث New Constructs، ديفيد ترينر، في مذكّرة استثمارية أنّ "عرض ماسك شراء "تويتر" هو محاولة يائسة منه لجذب الانتباه. إنّه يعرض فقط شراء "تويتر" لأنّ "تويتر" هو المكان الذي يحظى فيه ماسك بشعبية كبيرة".
 
وأشار بعض مستخدمي "تويتر" إلى أنّه حتى سعر عرض ماسك، 54.20 دولاراً للسهم الواحد، احتوى على الرقم "420"، وهو ما اشتُهر باستخدامه لإلقاء نكات القنب.
 
ماذا يفعل ماسك بعد ذلك؟
 
أكّد ماسك في رسالته إلى "تويتر" أنّه إذا رفض مجلس الإدارة عرضه، فسيحتاج إلى "إعادة النظر في موقفي كمساهم"، وهي خطوة قد تتسبّب في انهيار سهم "تويتر". وألمح لاحقاً إلى أنّه قد يجعل الحياة صعبة على مجلس إدارة "تويتر" إذا خاضوا معركة ضد عرضه. وأضاف أنّه "إذا اتخذ مجلس إدارة "تويتر" الحالي إجراءات تتعارض مع مصالح المساهمين، فسيكونون قد انتهكوا واجبهم الائتماني. إن المسؤولية التي سيتحملونها ستكون جسيمة في الحجم".
 
وبحسب الموظفة السابقة، غولدن، وصفت الملياردير بأنّه "لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعله"، وهو "مدفع فضفاض" في حالة إبرام الصفقة، إذ يمكن أن يغيّر ماسك كل شيء من سياسات منصة "تويتر" إلى ثقافة مكان العمل. وأضافت أنّ احتمال حدوث اضطراب أكثر من المعتاد "يثير القلق لدى الناس بشأن تغيّر الأمور، "كيف سيبدو هذا؟ هل سيؤثر ذلك على تجربتنا الداخلية؟ كيف سيُنظَر إلى ذلك في العالم الخارجي؟، فثقافة "تويتر" معروفة بكونها شاملة وودودة، لكن بوجود شخص مثل ماسك يدير العرض، فإن هذا يضع الكثير موضع تساؤل".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم