الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"فايسبوك" يتخلّى عن الكتابة الدماغية كواجهة لنظّارات الواقع المعزز

المصدر: النهار
الكتابة الدماغية.
الكتابة الدماغية.
A+ A-
انتهت مبادرة، مدعومة من فايسبوك، تهدف إلى السماح للأشخاص بالكتابة عن طريق التفكير، بنتائج جديدة نُشرت أمس.
 
ووفقاً لما نشره موقع "ذا فيرج"، فإنّ مشروعاً يُدعى ستينو هو ثمرة تعاون لسنوات بين فايسبوك وشركة تشانغ لاب في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، ويهدف إلى إنشاء نظام يترجم نشاط الدماغ إلى كلمات. وتُظهر ورقة بحثية جديدة نُشرت في صحيفة الطبّ الإنكليزية الجديدة، إمكانية تطبيق هذه التكنولوجيا للأشخاص الذين يعانون إعاقات في الكلام.
 
وإلى جانب البحث، أوضح موقع "فايسبوك" أنه يتراجع عن فكرة وجود جهاز تجاري لقراءة الدماغ مثبت على الرأس، وإمكانية تصميم واجهات يمكن ارتداؤها على المعصم بدلاً من ذلك. فالبحث الجديد ليست له قابلية تطبيق واضحة لمنتج تقني في السوق الشامل.
 
وفي بيان صحافي، أشار فايسبوك إلى أنه يعيد تركيز أولوياته بعيداً عن واجهات الدماغ والحاسوب المثبتة على الرأس.
 
وقال: "لكي نكون واضحين، ليس لدى فايسبوك أيّ مصلحة في تطوير المنتجات التي تتطلّب أقطاباً كهربائية مزروعة". لكن في مكان آخر من الإصدار، أشار إلى أنه "بينما ما نزال نؤمن بالإمكانيات الطويلة المدى لتقنيات BCI الضوئية المثبتة على الرأس، قررنا تركيز جهودنا الفورية على نهج واجهة عصبية مختلفة بمسار قريب المدى".
 
 
وبحسب "ذا فيرج"، يتضمن البحث المستمرّ في شركة تشانغ لاب استخدام واجهات الدماغ والحاسوب المزروعة (BCIs) لاستعادة قدرات الكلام لدى الناس، فيما تركّز الورقة البحثية الجديدة على مشارك فقَد قدرته على الكلام بعد إصابته بجلطة منذ أكثر من 16 عاماً. وزوّد المختبر الرجل بأقطاب كهربائية مزروعة يمكنها اكتشاف نشاط الدماغ، ثم أمضى الرجل 22 ساعة (موزعة على أكثر من عام من الجلسات)، في التدرّب على نظام للتعرّف إلى أنماط معيّنة.
 
وفي هذا التدريب، حاول الرجل نطق كلمات معزولة عن مجموعة مفردات مكوّنة من 50 كلمة. وفي دورة تدريبية أخرى، حاول الرجل إنتاج جمل كاملة باستخدام هذه الكلمات، التي تضمّنت الأفعال والضمائر الأساسية (مثل أنا وأكون)، بالإضافة إلى أسماء مفيدة محددة (مثل "نظارات" و"كمبيوتر") وأوامر (مثل "نعم" و "لا").
 
ساعد هذا التدريب في إنشاء نموذج لغوي استجاب عندما كان الرجل يفكّر في قول كلمات معيّنة، حتى لو لم يستطع التحدث بها بالفعل. وصقل الباحثون النموذج للتنبؤ بأيّ من الكلمات الخمسين التي كان يفكّر فيها، ودمج نظم احتمالية لأنماط اللغة الإنكليزية، على غرار لوحة مفاتيح الهاتف الذكيّ التنبؤية.
 
وقد أفاد الباحثون بأنه في التجارب النهائية، يمكن للنظام فكّ شفرة معدّل متوسط يبلغ 15.2 كلمة في الدقيقة، مع حساب الأخطاء، أو 12.5 كلمة في الدقيقة باستخدام الكلمات التي تمّ فكّ تشفيرها بشكل صحيح فقط.
 
وأفاد الموقع بأنّ تشانغ لاب نشرت بحثاً سابقاً عن مشروع ستينو في عامي 2019 و2020، يوضح أنّ مصفوفات الأقطاب الكهربائية والنماذج التنبؤية يمكن أن تخلق أنظمة كتابة فكرية سريعة ومتطورة نسبياً، إذ تضمّنت العديدُ من خيارات الكتابة السابقة دفعَ المؤشر ذهنياً حول لوحة مفاتيح على الشاشة باستخدام غرسة دماغية. على الرغم من أنّ بعض الباحثين الآخرين جرّبوا طرقاً مثل تصوّر الكتابة اليدوية، حيث تضمّنت الأبحاث السابقة للمختبر فكّ تشفير نشاط الدماغ لدى الأشخاص الذين يتحدثون بشكل طبيعي. وتوضح هذه الورقة البحثية الأخيرة أنها تعمل حتى عندما لا يتحدّث الأشخاص (ولا يستطيعون) التحدّث بصوت عالٍ.
 
 
وفي بيان صحافي، قال رئيس جراحة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إيدي تشانغ، إنّ الخطوة التالية هي تحسين النظام واختباره مع مزيد من الأشخاص. ومن ناحية الأجهزة، نحتاج إلى بناء أنظمة ذات دقة بيانات أعلى لتسجيل المزيد من المعلومات من الدماغ، وبسرعة أكبر.
ومن الناحية العلمية، نحتاج إلى أنظمة يمكنها ترجمة هذه الإشارات المعقّدة للغاية من الدماغ إلى كلمات منطوقة، لا إلى نصّ، بل كلمات منطوقة شفوية ومسموعة. ويقول تشانغ إنّ إحدى الأولويات الرئيسية هي توسعة المفردات بشكل كبير.
 
 
ولفت "ذا فيرج" إلى أنّ الأبحاث التي أظهرتها المبادرة، تعدُّ ذات قيمة للأشخاص الذين لا تخدمهم لوحات المفاتيح والواجهات الحالية الأخرى. إذ يمكن أن تساعدهم حتى المفردات المحدودة على التواصل بسهولة أكبر، لكنها لا ترقى إلى مستوى الهدف الطموح الذي حدّده فايسبوك في عام 2017. لأنّ نظام BCI يسمح للأشخاص بكتابة 100 كلمة في الدقيقة، مقارنة بالسرعة القصوى التي يمكن الوصول إليها على لوحة المفاتيح التقليدية.
وتتضمن أحدث أبحاث جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو تقنية لا تقترب من الوصول إلى هذا الرقم، أو حتى السرعات التي يمكن لمعظم الناس الوصول إليها على لوحة مفاتيح الهاتف. و هذا لا يبشّر بالخير للآفاق التجارية لتقنية مثل عصابة الرأس الخارجية التي تقيس بصرياً مستويات الأوكسجين في الدماغ، والتي تعمل على Facebook Reality Labs (جناح أجهزة الواقع الافتراضي والمعزز للشركة)كشف النقاب في شكل نموذج أولي.
 
ومنذ ذلك الحين، استحوذ فايسبوك على شركة CTRL-Labs المتخصّصة في معصم اليد (EMG) عام 2019، ما يمنحه خيار تحكّم بديل للواقع المعزّز والواقع الافتراضي. ويقول شون كيلر، مدير أبحاث مختبرات الواقع في فايسبوك: "ما زلنا في المراحل الأولى من إطلاق العنان لإمكانات التخطيط الكهربائي للعضل المعتمد (EMG)، لكننا نعتقد أنه سيكون المدخل الأساسي لنظارات الواقع المعزز، وتطبيق ما تعلّمناه عن BCI سيساعدنا في الوصول إلى هناك بشكل أسرع".
 
وأضاف أنّ فايسبوك لن يتخلّى تماماً عن نظام عصابة الدماغ المثبت على الرأس، لكنه يخطّط لجعل البرنامج مفتوح المصدر ومشاركة النماذج الأوّلية للأجهزة مع باحثين خارجيين، بينما يختتم فايسبوك بحثه الخاصّ.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم