الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

التلسكوب الفضائي الأوروبي "كيوبس" يكتشف كوكباً على شكل كرة ركبي

المصدر: "النهار"
تلسكوب "كيوبس".
تلسكوب "كيوبس".
A+ A-
اكتشف العلماء عبر التلسكوب الفضائي الأوروبي "كيوبس" المخصّص لمراقبة الكواكب الخارجية، للمرة الأولى، كوكباً ذا شكل مشوّه، يُشبه كرة الرّكبي، بتأثير من جاذبيّة نجمٍ تابع له.

ويقع الطائر النادر المسمّى WASP-103b ضمن كوكبة هرقل، على مسافة متواضعة جداً تبلغ نحو 1800 سنة ضوئيّة من المجموعة الشمسيّة، بحسب "دايلي مايل".

وكان فريق علماء الفلك في جامعة "بورتو" بقيادة عالمة الفيزياء الفلكية البرتغالية سوزانا باروس يبحث عن عيّنة مشوّهة للغاية بسبب قربها من نجمها، على ما أوضح جاك لاسكار، الذي شارك في إعداد الدراسة المنشورة الثلثاء الماضي في مجلة "أسترونومي أند أستروفيزيكس".
 


وأضاف عالم الفيزياء الفلكية في مرصد "باريس- بي إس إل" أنّ الهدف كان "معرفة ما إذا كان في الإمكان اكتشاف شكل كوكب من خلال مراقبة منحنى عبوره"، أي التباين الذي ينتجه الكوكب في ضوء النّجم عند مروره أمامه. وشرح بأن الفكرة هي أنّ "منحنى العبور لا يكون هو نفسه إذا كان كوكب مثل كرة ركبي أو كرة قدم يمرّ أمام النجم".

أمّا تشوّه الكوكب فيُفترض أن يقدّم بعد ذلك معلومات عن هيكله الداخلي الأقرب إلى أن يكون صخريّاً أو غازيّاً، في وقتٍ أشارت سوزانا باروس، في بيان صادر عن وكالة الفضاء الأوروبيّة، إلى أن "مقاومة مادّة ما للتشوّه تعتمد على تكوينها".

ويُرجّح أن يكون سبب التشوّه الكبير للكوكب قُربه كثيراً من نجمه، وتأثره بشكل أكبر بالجذب، الذي تُطلِق عليه تسمية قوّة المدّ والجزر؛ وهذه القوة هي نفسها التي يؤثر بها القمر، والشمس بدرجة أقلّ، على كوكب الأرض، من خلال تشويهها دوريّاً ببضع عشرات من السنتيمترات، ومن هنا ينبع التشبيه الشهير لشكلها بـ"البطاطا".

وتفصل مسافة قريبة كوكب WASP-103b عن نجمه WASP-103، وهو أقرب نحو 50 مرة إلى شمسه ممّا هو كوكب الأرض إلى شمسه، إلى حدّ أن دورة هذا الكوكب لا تستغرق سوى 22 ساعة، في حين تستغرق دورة الأرض 365 يوماً.

ويخضع WASP-103b تالياً لقوّة مدّ هائلة تُخفق في تمزيقه، فتُعطيه شكله النادر الذي لا يُشبه إطلاقاً النمط الدائريّ.

وتوصل الفريق بقيادة سوزانا باروس إلى الخلاصة أنّه إذا كان WASP-130b أكبر بمقدار مرّة ونصف المرّة من كتلة كوكب المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي، فإن نصف قطره أكبر بمرتين. وتوقعت سوزانا باروس أن يكون هذا الكوكب "منتفخاً جداً بسبب سخونة نجمه، وربما بسبب آليات أخرى".

ويفترض العلماء أنّ لهذا الكوكب، مثل المشتري، نواة صلبة، مغلّفة بطبقة سائلة، ومحاطة بجو غازيّ، لكنهم سيعملون على معرفة تركيبته بدقّة أكبر، ويعتزمون السعي لهذا الغرض إلى مراقبته باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي؛ وهو ما من شأنه أن يتيح "فهماً أفضل لكيفية وصول" الكوكب إلى هذا الموقع، على ما قال جاك لاسكار الذي رأى أنه "لا يمكن أن يكون وُلِد في هذا المكان".

وتتمثّل مهمة "كيوبس" التي بدأت في كانون الأول 2019 بتحديد مواصفات أولى للكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسيّة.

هذا التلسكوب الذي أنشئ إثر شراكة بين وكالة الفضاء الأوروبية وسويسرا، والذي يعمل فيه نحوُ مئة مهندس وعالم من إحدى عشرة دولة أوروبية، مجهّز بجهاز للقياس الضوئيّ، يقيس بدقة مستوى الإشعاع الصادر عن كلّ جرم سماوي؛ وذلك الذي يعكسه كوكبه الخارجيّ.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم