الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"بولد غلامور" وتقنية التزييف العميق على تيك توك... فلتر يعيد الجدل حول معايير الجمال

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
يُحدث فلتر "بولد غلامور"، أحدث الصيحات على تيك توك، دهشة لدى المستخدمين إزاء قدرة هذه المؤثرات الخاصة المطورة بالذكاء الاصطناعي على تجميل وجوههم، معيداً الجدل بشأن معايير الجمال التي تسوق لها الشبكات الاجتماعية.

وتظهر عشرات آلاف الفيديوات صدمة المستخدمين لدى رؤية الفلتر يتكيف تماماً مع وجوههم، مع تكبير الشفتين ونفخ الخدين وماكياج شبيه بما تضعه عارضات الأزياء.

ويصاب كثر من هؤلاء بخيبة أمل عندما ينظرون بعد استخدام الفلتر إلى وجههم الحقيقي بعد اختفاء مرآة التجميل عن الشاشة.

وتقول أستاذة العناية التمريضية في جامعة "ميدل جورجيا ستايت" الأميركية كيم جونسون، "هذه أحدث هجمة لأسطورة الجمال المثالي".

وتشير إلى أن هذا النوع من المؤثرات الخاصة يقود أشخاصاً إلى اعتماد "حميات مفرطة بفعل مقارنة أنفسهم مع الآخرين ونقص الثقة في النفس لديهم".

من أذني القطط إلى قصات الشعر مروراً بوجوه الكلاب، شاع استخدام فلاتر الواقع المعزز منذ سنوات على سنابشات وإنستغرام وتيك توك وتطبيقات أخرى كثيرة.

غير أن أحدث النماذج بلغت مستوى غير مسبوق من الواقعية، إذ إن مؤثرات "بولد غلامور" تبقى موجودة حتى عند وضع اليد أمام الكاميرا، كما أنها ليست مشوشة على الجوانب وتتبع تحركات الوجه كما لو أنها تعكس تبرجاً حقيقيا.

حتى أن خبراء كثيرين يتساءلون ما إذا كان هذا الفلتر يشكل وثبة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ووفق لوك هورد الذي أنشأ فلاتر للشبكات الاجتماعية، تتكون الفلاتر التقليدية من أقنعة ثلاثية البعد "توضع" على الوجه عند التصوير بواسطة كاميرا الهاتف الذكي. وأوضح هورد عبر تيك توك وتويتر أن "بولد غلامور" ومؤثرات حديثة أخرى، بينها فلتر يعطي البالغين وجوه مراهقين، "تأخذ الصور وتعيد رسمها، كل جزيء (بكسل) على حدة (مباشرة) على الصورة التي تظهر عبر العدسة".

ويخلص إلى أن هذه الفلاتر هي جزء من تقنيات "التعلم الآلي" المستخدمة في الذكاء الاصطناعي.

حتى أن مراقبين آخرين يقولون إن هذه التقنية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، وفق مبدأ برامج "تشات جي بي تي" أو "دال-إي" القادرة على إنشاء قصائد أو رسوم أو رمز كومبيوتر عند الطلب وبصورة فورية.

هذه المؤثرات الخاصة موجودة منذ عام أو عامين، لكن فلتر "بولد غلامور" الجديد "معقد للغاية"، على ما يقول مدير بحوث الذكاء الاصطناعي في شركة "جن" للأمن السيبراني بيتر سومول.

لكن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتطلب كميات ضخمة من البيانات.

ويخضع تطبيق تيك توك، التابع لمجموعة بايت دانس الصينية، لمتابعة دقيقة من الحكومات الغربية بفعل مخاوف على سرية البيانات الشخصية.

وفي الولايات المتحدة، اعتُبرت المنصة تهديداً للأمن القومي من جانب مسؤولين محليين كثيرين يتهمون التطبيق بنقل معلومات عن المستخدمين لبكين، وهو ما تنفيه الشركة.

ويقول الأستاذ المتخصص في الإعلام والتقنيات بجامعة فلوريدا أندرو سيليباك إن مجموعة ميتا الأميركية "قادرة تماما على اعتماد هذه التقنية عبر فايسبوك وإنستغرام".

ويشير إلى أنه من غير المؤكد أن تيك توك "فكرت بما يكفي في الآثار المترتبة عن هذا المنتج الجديد والجميل كليا".

وأظهر التطبيق تكتماً شديدا في هذا الموضوع، رافضاً إعطاء تفاصيل حول تشغيل الفلتر.
واكتفى تيك توك بتشجيع مستخدميه على "أن يكونوا على طبيعتهم" على الشبكة الاجتماعية التي تشجع على "التعبير الشخصي والإبداع".

يسترعي "بولد غلامور" الانتباه في شكل خاص لكونه يُنتج فيديوات قابلة للتكييف في الوقت الفعلي، ما يثير خطر "التزييف العميق"، أو ما يُعرف بـ"ديب فايك" deepfake،

ويشير هذا المصطلح العام إلى عمليات توليف مضللة (بالصورة أو الفيديو أو الصوت) تعطي انطباعا بأن شخصا ما قال أو فعل أشياء لم يقلها أو يفعلها في الواقع.

هذه الفلترات الحديثة "ليست بالضرورة مرتبطة بتقنية التزييف العميق في حد ذاتها، ولكنها على خطوة واحدة منها فقط"، وفق بيتر سومول.

ويستبعد أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة ولاية نيويورك، سيوي ليو أن توفر منصات كبرى مثل تيك توك التي تضم مليار مستخدم، وصولا مجانياً إلى أدوات لخداع الجمهور.

ولكن "مكمن الخطر فيها هم الأشخاص الذين يفهمون هذه التكنولوجيا ويمكنهم استخدامها لأغراض ضارة"، على قوله.

في هذه المرحلة، بالنسبة للكثير من المستخدمين، يقتصر ضرر فلتر التجميل هذا على ثقة المستخدمين في أنفسهم في شكل أساسي.

وقالت نجمة تلفزيون الواقع الأسترالية آبي تشاتفيلد إثر اختبارها فلتر "بولد غلامور"، "لو لم أكن بالغة، بصراحة، لكان دمر لي هذا الشيء دماغي".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم