الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

صراع روسيا وأوكرانيا يقسم العالم... هل ينهار الإنترنت؟

المصدر: "النهار"
كابلات إنترنت (تعبيرية).
كابلات إنترنت (تعبيرية).
A+ A-
وجد العالم المادي والرقمي نفسه عالقاً وسط أحداث غير مسبوقة مع احتدام الصراع في أوكرانيا.

تعلق الآن الشركات العملاقة مثل "ميتا" و"غوغل" و"آبل"، التي لطالما رسمت صورة عن نفسها بوصفها شركات تكنولوجية محايدة، وتظهر مواقفها السياسية التي يعكسها حظر خدماتها ومنتجاتها في روسيا رداً على غزوها لأوكرانيا.

وفي هذه الأثناء، حتى خدمة الإنترنت تتغير بالنسبة إلى المستخدمين الروس - مع حظر "تويتر" و"فايسبوك"، وعدم السماح للمستخدمين الروس النشر على منصة "تيك توك".

الآن هناك تساؤلات حول ما إذا كان الصراع قد لا يغير فقط جغرافية العالم، بل يغير بشكل أساسي طبيعة الإنترنت العالمية.

طُلب من مزودي خدمة الإنترنت في روسيا مؤخراً اختبار نسخة روسية من الشبكة.

وطالبت الحكومة الأوكرانية، شركات التكنولوجيا بحظر خدماتها في روسيا.

وتتزايد قائمة شركات التكنولوجيا التي توقفت عن ممارسة الأعمال التجارية أو بيع المنتجات هناك يوماً بعد يوم.

والآن، يدعو قادة أوكرانيا البارعون في مجال التكنولوجيا إلى شيء أكبر، ألا وهو فصل روسيا عن شبكة الإنترنت العالمية بشكل تام، لكن قوبلت تلك الدعوات بالرفض القاطع من قبل ICANN (شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة)، المسؤولة عن حوكمة الإنترنت.

لكن شعارها هو "عالم واحد، إنترنت واحد". وفي رده على نائب رئيس الوزراء الأوكراني ميخايلو فيدوروف ، قال الرئيس التنفيذي لـ ICANN ، غوران ماربي: "مهمتنا، أن نحافظ على الحياد ونتصرف لدعم الإنترنت العالمي. مهمتنا لا تمتد إلى اتخاذ إجراءات عقابية أو إصدار عقوبات أو تقييد وصول الخدمة إلى قطاعات بعينها، بغض النظر عن الاستفزازات التي تحصل".

وقالت كورين ماكشيري من مؤسسة (EFF) وكونستانتينوس كومايتيس، في بيان لهما، إنّ الحرب ليست وقتاً "للعبث بالإنترنت".

بالنسبة إلى الكثيرين، كانت الدعوات إلى قطع الإنترنت منزلقاً خطيراً باتجاه ما يُعرف باسم Splinternet - حيث يوجد لدى البلدان المختلفة إصدارات مختلفة من الإنترنت.

ربما يكون جدار الحماية العظيم في الصين (هو مزيج من الإجراءات التشريعية والتقنيات التي تفرضها الصين لتنظيم الإنترنت محلياً)، أوضح مثال على كيفية قيام دولة ما بإنشاء شبكة الويب الخاصة بها.

وكانت روسيا نفسها تختبر شبكة إنترنت خاصة بها - يطلق عليها اسم Runet - وإن كانت تركيبتها مبنية على أساس الانترنت الحالي وليس كنسخة الصين المبنية من الألف إلى الياء من البلاد.

في عام 2019، قالت الحكومة الروسية إنها اختبرت النظام بنجاح.

وقال البروفيسور آلان وودوارد، وهو عالم كومبيوتر من جامعة سري البريطانية، إن قلة من الناس أدركوا في ذلك الوقت الحاجة إلى ذلك، أما الآن، أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا، بدا الأمر أكثر منطقية".

في هذا الاختبار، طُلب من مزودي خدمة الإنترنت في روسيا تهيئة الإنترنت بفعالية داخل حدودهم كما لو كانت شبكة إنترانت عملاقة - شبكة خاصة من مواقع الويب التي لا تتحدث إلى العالم الخارجي.

تضمنت المبادرة تقييد النقاط التي تتصل عندها نسخة روسيا من الشبكة بنظيرتها العالمية.

ويبدو الآن أن روسيا تعيد اختبار هذه الأنظمة - ففي مذكرة من الحكومة الروسية، طُلب من مزودي خدمة الإنترنت تعزيز أمنهم والاتصال بخوادم نظام أسماء النطاقات (DNS) في روسيا.

يعتقد أبيشور براكاش، مؤلف كتاب "كيف تعيد التكنولوجيا تشكيل العولمة"، أن الصراع يعيد تشكيل الإنترنت، من "نظام عالمي تم توصيل العالم كله به" إلى شيء أكثر انقساماً.

"بسبب الجغرافيا السياسية، يظهر تصميم مختلف للإنترنت، حيث تكون الدول إما معزولة أو تعمل على تطوير بديل خاص بها. يتم تهديم الجسور العالمية، مثل منصات وسائل التواصل الاجتماعي، التي ربطت السكان لعقود".

ووفقاً لجيمس غريفيث، مؤلف كتاب The Great Firewall في الصين، فإن المحور الجديد لقوة الإنترنت سينقسم بين الغرب والصين وبين الغرب وروسيا.

والآن تتجه أنظار روسيا مرة أخرى إلى بيجينغ، في وقت تسحب شركات الإنترنت الكبرى الخدمات والمنتجات منها.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم