الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

آخر مستجدات الصاروخ الصيني... فرضية سقوطه على منطقة مأهولة أو سفينة في عرض البحر تبقى قائمة (فيديو)

المصدر: "أ ف ب"- وكالات
صاروخ "لون مغارش 5 بي" الصيني حاملاً وحدة من محطة فضائية تبنيها بيجينغ (أ ف ب).
صاروخ "لون مغارش 5 بي" الصيني حاملاً وحدة من محطة فضائية تبنيها بيجينغ (أ ف ب).
A+ A-
يدخل صاروخ صيني خلال عطلة نهاية الأسبوع غلاف الأرض الجوي بطريقة غير متحكم بها في حين ترى الصين والكثير من الخبراء أنّ فرضية تسببه بأضرار على الأرض ضئيلة جداً.
 

من هنا يمكنك تتبع مسار الصاروخ الصيني الشارد الذي يحبس أنفاس البشرية

يمكن لأي شخص يرغب في متابعة رحلة الصاروخ الشارد بالدخول على موقع "n2yo.com" ومن ثم إدخال اسم الصاروخ "CZ-5B R/B" في خانة البحث، أعلى يمين الشاشة لمتابعة حركة الصاروخ الذي يدور في السماء جولة كاملة حول الأرض كل 90 دقيقة، أي أنه سيظهر في موقع جديد تماما في كل دقيقة يحاول الشخص تتبعه فيها.
ووضعت الصين في 29 نيسان في المدار أوّل مكونات محطتها الفضائية المستقبلية بواسطة صاروخ "لونغ مارتش 5 بي"، أقوى الصواريخ الصينية.

ويُتوقع أن تعود الطبقة الأولى من هذا الصاروخ التي لا تزال في المدار الأرضي، إلى نقطة يصعب التكهن بموقعها على الأرض. 

وأفادت التوقعات الأخيرة لوزارة الدفاع الأميركية أنّ الصاروخ الصيني سيدخل الغلاف الجوي السبت قرابة الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش.

إلا أنّ هذه التوقعات تترافق مع هامش خطأ كبير يصل إلى تسع ساعات. وينتظر أن تزداد هذه التوقعات دقة مع اقتراب الصاروخ من الغلاف الجوي.

وخرجت بيجينغ الجمعة عن صمت طويل ومحرج كانت لزمته السلطات الفضائية والديبلوماسية الصينية. 

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين خلال مؤتمر صحافي دوري "بسبب التصميم التقني لهذا الصاروخ، أكثرية مكوناته ستحترق وتُدمر خلال العودة للغلاف الجوي".

وأشار إلى أن "احتمال التسبب بأضرار للنشاطات الجوية أو (الأشخاص والمنشآت والنشاطات) على الأرض ضئيل جداً".


صمت إعلامي
وتخصص وسائل الاعلام الصينية اليوم، تغطية الحد الأدنى للحدث مكتفية بإيراد تصريحات الناطق باسم وزارة الخارجية.

وإذا ما بقيت أجزاء من الصاروخ مكتملة بعد دخول الغلاف الجوي، ثمة احتمال كبير في أن تتفتت في البحر لأن كوكب الأرض يتكوّن بنسبة 70 % من المياه. لكن فرضية سقوطه على منطقة مأهولة أو سفينة في عرض البحر تبقى قائمة. 

وقال مايك هاورد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الجمعة "نأمل بأن يسقط في مكان لا يؤذي فيه أحداً" مشددا على أن الولايات المتحدة تتعقب مسار الصاروخ.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد خلال الأسبوع الحالي أن بلاده لا تنوي أبدا تدمير الصاروخ لكنه ألمح إلى أن الصين لم تخطط بعناية كافية لإطلاقه.

وثمة احتمال أن تطال شظايا الصاروخ الثقيل منطقة مأهولة، إلا أن الأمر غير مرجح بحسب خبراء عدة استطلعت وكالة "فرانس برس" أراءهم. 

وقال فلوران ديليفي عالم الفلك في مرصد باريس-بي اس ال "نظراً إلى حجم الصاروخ ستبقى أجزاء كبيرة منه".

إلا أنّ أرجحية أن تصيب منطقة مأهولة "ضئيلة جداً تقل عن واحد على مليون على الأرجح" على ما أكّد نيكولاس بوبرينسكي رئيس قسم الهندسة والابتكار في وكالة الفضاء الأوروبية.


"شظايا معدنية"
وشرح جوناثان ماكدويل عالم الفلك في مركز هارفرد-سميثسونيان لعلم الفيزياء الفلكية  والخبير بالحطام الفضائي "لا ضرورة للقلق المفرط. لكن فكرة أن ينهال طن من الشظايا المعدنية على الأرض بسرعة مئات الكيلومترات بالساعة لا تشكل ممارسة حسنة وعلى الصين أن تعيد النظر في تصميم مهمات لونغ مارتش 5بي لتجنب ذلك".

وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الصين السيطرة على مركبة فضائية عند عودتها إلى الأرض. ففي 2020 سقطت شظايا صاروخ "لونغ مارتش" آخر على بلدات في ساحل العاج ما ألحق أضراراً من دون وقوع إصابات بشرية.

وفي نيسان  2018، تفكّك المختبر الفضائي "تيانغونغ-1" عند عودته إلى الغلاف الجوي بعد عامين من توقفه عن العمل. ونفت السلطات الصينية يومها أن تكون قد فقدت السيطرة على المختبر.

وتستثمر الصين مليارات الدولارات على برنامجها الفضائي سعياً إلى اللحاق بروسيا والولايات المتحدة في هذا المجال.

وقد أرسل البلد الآسيوي العملاق أوّل مواطن صيني إلى الفضاء سنة 2003. كذلك وضعت في مطلع 2019 مركبة عند الجانب المظلم من القمر، في سابقة عالمية.

كذلك جلبت بيجينغ العام الماضي عينات من القمر، وأنجزت العمل بنظامها "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية (منافس نظام "جي بي اس" الأميركي).

وتخطط الصين لإنزال روبوت صغير بعجلات على المريخ خلال الأسابيع المقبلة، ولإيفاد بعثات بشرية إلى القمر بحلول سنة 2030. كذلك أعلنت أنها تريد بناء قاعدة على القمر مع روسيا.

وستدور المحطة الفضائية الصينية المستقبلية المسماة "تيانغونغ" ("القصر السماوي")، في مدار الأرض المنخفض في خلال عشر سنوات إلى خمس عشرة سنة.
 
مر على مصر وسوريا
الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة يحلق الآن فوق منتصف المحيط الهادي، ومن قبل مر على مصر وسوريا ودول أخرى، حيث تبين من خلال خرائط المراقبة الحية لموقع الصاروخ لحظة بلحظة مروره على مصر مساء الثلثاء الماضي لمدة ثلاث دقائق فقط واتجه بعدها في المساء نفسه نحو شمال شرق في اتجاه الأردن وسوريا في مساره العشوائي الذي يدور به.

وتشير التوقعات الناتجة عن متابعة مسار الصاروخ الصيني إلى احتمالية دخوله المجال الأرضي غداً في 9 أيار، وبمجرد دخول الصاروخ داخل الغلاف الجوي يتعرض للاحتراق باستثناء بعض الأجزاء التي قد تقاوم الاحتراق وهي التي تمثل مخاوف من تحقيق خسائر.
 
ما احتمالات إصابة أي شخص بحطام الصاروخ الصيني؟

تشير آخر تقديرات "البنتاغون" أنّه من المنتظر دخول صاروخ "لونغ مارتش 5 بي" الصيني إلى الغلاف الجوي عند حوالي الساعة 23:00 بتوقيت غرينيتش مع هامش خطأ في الحسابات يصل إلى 9 تسع ساعات. لكنّ هامش الخطأ الكبير وسبب عدم معرفة العلماء مكان سقوطه – باستثناء ترجيحات فضفاضة – إضافة إلى سبب خروج الصاروخ عن السيطرة، أثارت تساؤلات لا يزال المهتمّون ينتظرون جواباً عليها.

في مقابلة مع موقع "ميديوم" الأميركي، قدّم المهندس الرئيسي في "مركز دراسات الحطام المداري وعودة الدخول" التابع لـ"الشركة الجو-فضائية" مارلون سورج أبرز الإجابات على الأسئلة المحيطة بالملفّ.

يقول سورج إنّ هذه الحالة والحالة التي سبقتها في أيار الماضي، تمثّلان سادس وسابع حطام يعاود دخول الأرض بفعل صناعة بشرية. ويبلغ وزن الصاروخ الحالي 21 طناً. لكن لم تكن جميع تلك الحالات السابقة غير قابلة للسيطرة عليها.

مناورة الفصل عن المدار

وعادة ما تكون المرحلة الأولى من الصاروخ ومعززاته الحزامية غير مصممة للوصول إلى المدار. تكون هذه المكونات مخصصة للوقوع في منطقة آمنة، غالباً في المحيط. حالياً، وصلت المرحلة الأولى من الصاروخ إلى المدار ولهذا السبب لم يعد بالإمكان السيطرة عليها حيث تعاود الدخول من دون "مناورة الفصل عن المدار".

تهدف هذه المناورة إلى استخدام محركات الصاروخ لتفكيك القسم الأدنى منه من أجل اختيار النقطة التي على هذا المكوّن السقوط فيها. وهذه تسمى إعادة دخول متحكَّم بها. تمكّن هذه العملية من إسقاط المكوّن على أرض غير مأهولة حيث يتم تفادي سقوط جرحى بفعل الحطام. إنّ مناورة الفصل عن المدار تعتمد على تصميم الصاروخ والمهمة. تعد هذه العملية شائعة لأن الصواريخ الكبيرة تميل لفرض أخطار كبيرة على الأرض.

كم طناً من الحطام سيطال الأرض؟

أضاف سورج رداً على الأسئلة، أن 20 إلى 40% من حجم الجزء الذي يعاود دخول الغلاف الجوي يطال الأرض. لكن الرقم الدقيق يعتمد على تصميم الصاروخ. في حالة صاروخ "لونغ مارتش 5 بي"، تشير التوقعات إلى بقاء 5 إلى 10 أطنان. عموماً، ومع المراحل العليا من الصاروخ، يمكن رؤية خزانات صغيرة ومتوسطة تنجو إلى حد ما وكذلك بالنسبة إلى مكونات المحركات الكبيرة. من المحتمل أن تتفكك الخزانات الكبيرة في هذه المرحلة الأساسية.

اللافت للنظر

ذكر سورج أن الاحتمال الأكبر هو سقوط الصاروخ الحالي في المحيط، بما أن مياه المحيطات تغطي ثلاثة أرباع الأرض. وغالبية البر أيضاً غير مأهولة. تبقى نسبة سقوط جزء من الحطام على مدينة أو منطقة سكنية كثيفة ضئيلة نسبياً. اللافت للنظر حالياً ان الصاروخ سيقع في منطقة ممتدة بين خطي عرض 41.5 درجات جنوب وشمال خط الاستواء حيث يعيش معظم سكان الأرض.

أما الخطر الإحصائي بأن يصيب الحطام أي شخص فهو ضئيل لدرجة أن أحد زملاء سورج قال طرفة مفادها أنّه لو وضعَت التوقعات سقوط الصاروخ مباشرة على منزله، فسيخرج مع الكاميرا ويتفرّج.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم