الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

انبعاثات غازات النظام الغذائي العالمي تهدد أهداف اتفاق باريس للمناخ

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
تضيف انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن نظام الغذاء العالمي، درجة مئوية تقريباً إلى درجات حرارة سطح الأرض بحلول السنة 2100 وفق الاتجاهات الحالية، ما يقوّض أهداف اتفاق باريس للمناخ، كما حذّر علماء أمس الاثنين.

إلا أن إجراء إصلاح شامل للقطاع، من الانتاج مروراً بالتوزيع وصولاً إلى الاستهلاك، يمكن أن يقلّل هذه الانبعاثات بأكثر من النصف، حتى مع زيادة عدد سكان العالم، وفق ما أفادوا في مجلة "نايتشر كلايمت تشاينج".

ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض 1,2 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، ولم يبق سوى هامش ضيق لالتزام الهدف الرئيسي في معاهدة باريس والمتمثل في حصر الاحترار بـ"أقل بكثير من درجتين مئويتين".

وقالت المعدّة الرئيسية للدراسة كاثرين إيفانوفيتش، وهي طالبة دكتوراه في جامعة كولومبيا في نيويورك، لوكالة فرانس برس إن "التخفيف من الانبعاثات الناجمة عن قطاع الغذاء ضروري للعمل من أجل مستقبل مناخي آمن".

ويمثّل نظام الغذاء العالمي نحو 15 في المئة من مستويات الاحترار الحالية، لكن فقط ثلث خطط خفض الانبعاثات الوطنية بموجب اتفاق باريس تتضمن أي إجراء لخفض التلوث الكربوني الناجم عن الزراعة أو الثروة الحيوانية.

وبهدف تحسين التقديرات السابقة لحجم مساهمة قطاع الغذاء العالمي في ظاهرة احترار المناخ، درست إيفانوفيتش وزملاؤها في شكل منفصل غازات الدفيئة الثلاثة الرئيسية والتي تختلف في القوة والقدرة على البقاء في الغلاف الجوي.

يبقى ثاني أوكسيد الكربون بمجرد انبعاثه في الغلاف الجوي لقرون. أما الميثان، فيبقى لعقد تقريباً، لكن في هذا النطاق الزمني، يكون فعالاً 100 مرة أكثر في الاحتفاظ بحرارة الشمس.
ووجد الباحثون أن الميثان الناجم عن تجشؤ الماشية وحقول الأرز والأطعمة المتعفنة يمثّل نحو 60 في المئة من الانبعاثات المرتبطة بالأغذية، فيما مثّل كل من ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن الآلات والنقل وأوكسيد النيتروز الناجم عن الاستخدام الزائد للأسمدة الكيماوية، 20 في المئة من هذه الانبعاثات.

وجمع الباحثون أيضاً بيانات حول انبعاثات الكربون لحوالى 100 عنصر غذائي.

وخلصت الدراسة إلى أنه من دون تغيير كبير في الانتاج والنظام الغذائي، سيرفع استهلاك الغذاء العالمي متوسط درجة حرارة سطح الأرض 0,7 درجة مئوية و0,9 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.

وأشار الباحثون إلى أن "هذا الاحترار الإضافي وحده يكفي لتجاوز هدف حصر الاحترار عند 1,5 درجة مئوية والاقتراب من عتبة درجتين مئويتين".

وأظهرت الدراسة أن الميثان هو مفتاح الحد من تلوث الكربون المرتبط بالأغذية.

وأوضحت إيفانوفيتش أن "معظم الاحترار المستقبلي المرتبط بقطاع الغذاء ناجم عن انبعاثات غاز الميثان"، مضيفة، "ونظراً إلى أنه ملوث قصير الأمد، فإن الخفض الفوري في انبعاثاته قد يؤدي إلى فوائد مناخية في المستقبل القريب".

وقالت إن تحسين طرق إنتاج اللحوم والألبان ومشتقاته والأرز وحده قد يقلل من توقعات الاحترار الإضافي الذي يسببه قطاع الأغذية بمقدار الربع.

كذلك، وجدت الدراسة أن اعتماد نظام غذائي مثالي لصحة الإنسان في كل أنحاء العالم باستخدام مصادر طاقة متجددة بدلا من الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة وتقليل هدر الطعام، من شأنه أن يقلل تلك التوقعات بنسبة 25 في المئة إضافية.

لكن حتى الآن، ما زالت خطوط الاتجاه للعديد من هذه التدابير على ما هي، وفي ما يخص استهلاك اللحوم، تتحرك في الاتجاه الخاطئ، كما أظهرت بحوث أخرى.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم