معلومات جديدة عن تطبيق "تيك توك" تعزز الشكوك الأميركية حوله

 

كشف شخصان قريبان من شركة "بايت دانس" الصينية المالكة لتطبيق "تيك توك" لصحيفة "فاينانشال تايمس" البريطانية، بأن دبلوماسياً سابقاً للصين في أواخر العشرينات من عمره، كان المسؤول عن المحتوى الذي يمكن نشره على تطبيق "تيك توك" وذلك مع انطلاقة التطبيق وتحقيقه نجاحاً ساحقاً حول العالم.

 

وبحسب الصحيفة، فالمسؤول السابق الذي يدعى، كاي شينغ، كان يعمل في السفارة الصينية في طهران لمدة 4 سنوات كما تشير صفحته، التي تم حذفها مؤخراً، على موقع "لينكد إن".

 

وكان شينغ، بعد تركه منصبه الحكومي، يدير فريق "سياسة المحتوى العالمي" للشركة الصينية في بكين حتى أوائل هذا العام، عندما سارعت الشركة بالسماح لأكبر أسواقها في العالم باتخاذ قراراتها الخاصة بشأن مقاطع الفيديو التي تحذفها، فيما لا يزال منصبه شاغراً حتى الآن.

 

وانضم شينغ إلى "بايت دانس" في العام 2018، في وقت كانت فيه الشركة تخضع لتدقيق شديد من قبل بكين لمقاطع الفيديو التي كانت تشغلها على تطبيق "تيك توك" الصيني، "Douyin"، كما كان الدبلوماسي السابق ضمن فريق الثقة والأمان العالمي في "بايت دانس" وهو من كان يكتب الإرشادات بشأن ماهية المقاطع التي يمكن السماح بها على "تيك توك" وتطبيقات أخرى.

 

ووفقاً للصحيفة، فالمعلومات عن "شينغ" تثير الشكوك والعديد من التساؤلات حول النفي المتكرر من "بايت دانس" من أن الحكومة الصينية لها أي تأثير على عمليات "تيك توك"،كما ان هذه المعلومات الجديدة تعزز الاتهامات الأميركية بأن بكين تتدخل في عمل التطبيق.

 

ورغم أن مصدرَي الصحيفة استبعدا تبنّيه أيديولوجية الحزب الشيوعي الصيني، إلا أن "خلفيته وتدريبه ربما أثّرا في كيفية قيامه وفريقه بتنفيذ استراتيجية لإبعاد المحتوى المثير للجدل" عن التطبيق.

 

وتابع التقرير أنه خلال فترة عمل "شينغ"، تم اتهام "تيك توك" بقمع مقاطع الفيديو التي أزعجت بكين، بما في ذلك مقطع فيديو لفتاة أميركية مراهقة سعت إلى زيادة الوعي بالسجن الجماعي لمسلمي "الإيغور" في منطقة "شينجيانغ" الصينية، حينها نفت "تيك توك" قمع مقاطع الفيديو الحساسة سياسياً وقالت إن الفيديو أزيل عن طريق الخطأ.

 

وفي أيلول الماضي، أشارت الوثائق المسربة إلى صحيفة "الغارديان"، والتي أكد أشخاص مقربون من الشركة على صحتها، إلى أن تيك توك حظرت مقاطع فيديو عن استقلال التبت والتايوان ومذبحة ميدان تيانانمين، وحركة فالون جونج.

 

وقال تيك توك إن هذه السياسات قديمة وتم تصنيف الوثائق على أنها تاريخية، على الرغم من أن أحد الأشخاص قال إن المشرفين على المحتوى لا يزالون قادرين على الوصول إليها في وقت التسريب.

 

وفي السياق أيضاً، كشف التقرير أن الشركة نقلت حالياً مسؤولية تحديد سياسة المحتوى إلى لوس أنجلس، بالإضافة إلى 3 مراكز أخرى، في دبلن وسنغافورة ووادي السيليكون.

 

ويقدم رؤساء هذه المراكز تقاريرهم إلى امرأة صينية في بكين تعرف بالاسم المستعار" Yuyi F" ولا يعرف اسمها الحقيقي سوى عدد قليل من العاملين في الشركة.

 

ورغم أن سياسة المحتوى أصبحت تدار محلياً في الوقت الحالي، إلا أن المهندسين الذين يعملون على مزايا، مثل الهاشتاغات أو كتابة الخوارزميات التي تحدد مقاطع الفيديو التي تعرض للمستخدمين، هم في الغالب يقيمون في بكين وشنغهاي، لكن هناك زيادة في أعدادهم على الساحل الغربي للولايات المتحدة وسنغافورة ودبلن.

 

وفضلاً عن ذلك، يستعين موظفو "تيك توك" الأميركيون، الذين يعملون على إدارة المحتوى المتعلق بالانتخابات الأميركية، بزملائهم في الصين لمساعدتهم على إنشاء برامج تساعدهم في أعمالهم.