ساعات "أبل" تزوّد المستخدمين بتشخيص طبّي خاطئ

وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة الجمعية الأميركية للمعلوماتية الطبية أن نحو 90% من مستخدمي ساعة "أبل" الذكية تلقوا تنبيهات بأن معدل ضربات القلب غير طبيعية، ليثبت لاحقاً أن كثيراً من القراءات كانت خاطئة.

وحذّر الباحثون من أن التنبيهات الكاذبة تكلف المستخدمين فواتير طبية، ويمكن أن ترهق أنظمة الرعاية الصحية، بحسب ما ذكرته صحيفة "الدايلي مايل" البريطانية.

ووفقاً لما ذكره موقع"ذا فيرج"، قالت قائدة الدراسة هيذر هيتون، الأستاذة المساعدة لطب الطوارئ في كلية الطب في "مايو كلينك"، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن النتائج تظهر أن أجهزة مراقبة الصحة المنزلية يمكن أن تؤدي إلى الإفراط في استخدام نظام الرعاية الصحية. كما أنه قد يكون ذلك مكلفًا بالنسبة للمرضى وللنظام ككل، وقد يستغرق وقتًا طويلاً من الطبيب والمريض دون داع.

ويمكن أن تدفع الساعات أيضاً المستخدمين إلى تجاهل الأعراض الحقيقية مثل الدوخة أو ضيق التنفس، لأنهم لم يتلقوا تنبيهاً.

وفي الدراسة، حلل باحثو مركز "مايو كلينيك" سجلات المرضى بين شهر كانون الأول لعام 2018 ونيسان من عام 2019، حيث وجدوا أن 264 مريضا قالوا إن ساعات "أبل" نبهتهم بأن إيقاع قلبهم غير طبيعي.

وعلى الرغم من أن نصفهم كان لديه بالفعل تاريخ من مشاكل القلب، وكان حوالى ثلثهم قد عانى من أعراض مثل ألم في الصدر وضيق في التنفس أو دوخة، إلا أن 30 مريضاً فقط تم تشخيص حالتهم بالإصابة بمشكلة أو أزمة في القلب والأوعية الدموية.

وقالت شيفال دوشي، مديرة الفيزيولوجيا الكهربائية القلبية في مركز "بروفيدانس سانت جون" الصحي: "من يحلل البيانات التي ترصدها الساعة؟، إذ إن هناك العديد من الإشارات التي يصدرها الجسم، ولكنها لا تشير إلى وجود مشكلة فعلية".

وأشارت إلى أن "التمييز بين الضوضاء والمشاكل الحقيقية يمكن أن يكون أمراً صعباً حتى على الأطباء المدربين"، داعية المستخدمين إلى إدراك أن حساسات الساعة ليست دقيقة مثل أجهزة الطبيب.

من جهته، قال كيرك وايت، الأستاذ المساعد في طب الأطفال في "مايو كلينك" والباحث في الدراسة: "من الصعب على المستخدم أن يتجاهل تنبيهاً بأن لديه حالة طبية خطيرة".

قد تكون الساعات الذكية طرقًا مفيدة للأشخاص لمراقبة صحتهم بأنفسهم في المنزل، ولكن لا يزال من غير الواضح ما هي فائدتها عند إثارة الوهم بهذا الشكل.