اشترِك في نشرتنا الإخبارية
تقوم شركة بثّ الموسيقى "سبوتيفاي" بإطلاق ميزة "سبوتيفاي رابد" في مطلع شهر كانون الأوّل (ديسمبر) من كلّ عام. ويتمكّن التطبيق من معرفة الكثير عن مستخدميه لأنّه يتتبَّعهم عن كثب؛ وعلى غرار "نتفليكس"، فهو يستخدم الذكاء الاصطناعيّ لتقديم اقتراحات حول المقاطع الموسيقيّة التي قد يرغب المستخدم الاستماع إليها بناءً على عوامل مثل ما استمع إليه سابقاً.
وقد سارع العديد من الأشخاص، وحتّى وزارة النقل الأميركيّة، إلى مشاركة هذا الحدث.
اعتباراً من صباح الخميس، أي بعد يوم واحد من إصدار "سبوتيفاي رابد" لعام 2021، أظهر بحث أجراه تطبيق تويتر أنّ 14،000 تغريدة استخدمت هاشتاغ "سبوتيفاي رابد" خلال ساعة واحدة من إطلاق الحدث.
ومع ذلك، كما أشار بعض مستخدمي تويتر المحترفين، فإنّ هذه الحملة التسويقيّة هي مثال مهمّ على كيفيّة قيام الشركات بمراقبة متعمِّقة لسلوكيّاتنا الشخصية خلال فترة زمنية طويلة، وتجميع خياراتنا وطرحها على شكل ميزة ممتعة نرغب في مشاركتها مع الآخرين.
قال كريس جيليارد ، زميل باحث في مركز شورنستين للإعلام والسياسة العامة التابع لكلية هارفارد كينيدي: "هذه هي الحيلة: جعل هذه الأشياء سريعة الانتشار وبطرق جذابة وممتعة تحجب الأضرار التي قد تنجم عن تجميع البيانات الشخصية".
وأضاف: "نحن نعلم، في الغالب، أنّ تطبيقاتنا وأجهزتنا تسجِّل باستمرار ما نقوم به، وتستخدم هذه البيانات لتقديم الاقتراحات... وعلى الرغم من أنّ هذا الأمر يمكن أن يكون ممتعاً، إلّا أنّه يجب أن نتوقَّف للحظة ونفكِّر في حجم بياناتنا الشخصية المجمَّعة والأضرار التي قد تنجم عن تجميعها من قبل بعض الشركات التقنية...".
إنّ البيانات التي تجمعها "سبوتيفاي" حول عادات الاستماع إلى الموسيقى هي بيانات جدّ شخصيّة، لأنّ ما نستمع إليه يقول الكثير عن حياتنا وحالاتنا المزاجيّة. وفي حال نشرت هذه البيانات على وسائل التواصل الاجتماعيّ، فقد تشارك هذه المعلومات عن غير قصد مع العالم...
ختم جيليارد: "ليست المشكلة فقط في ما قد تكشفه مشاركة هذه البيانات، ولكن في ما يمكن أن يقوم الآخرون بافتراضه، بمعزل عن صحّة هذه الافتراضات من عدمها... قد يكون أيّ شيء سواء كنت تعانين من القلق أو حاملًا أو حصلت مؤخّراً على تشخيصٍ طبّي معيَّن... كلّ الأمور التي يمكن استنتاجها عن طريق الأغاني أو البودكاست...".
