صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 31 ك2 2024 تُظهر إسعاف جندي جريح خلال عملية في قطاع غزة (أ ف ب).
لجأ الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة للمرة الأولى إلى تقنيات للذكاء الاصطناعي تهدف لإسقاط المسيّرات ورصد أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لكنها تثير مخاوف من دور الأسلحة الذاتية التشغيل في الحروب.
ألمح الجيش الشهر الماضي إلى الغاية من هذه التقنيات، حين أشار المتحدث باسمه دانيال هغاري إلى أنّ القوات الإسرائيلية تعمل "بالتوازي فوق الأرض وتحتها". وأكّد مسؤول عسكري لوكالة "فرانس برس" أنّ هذه التقنيات تُستخدم بالدرجة الأولى لإسقاط مسيّرات تستخدمها الفصائل الفلسطينية، ورسم خرائط لشبكة الأنفاق في القطاع المحاصر.
طوّرت هذه التقنيات شركات إسرائيلية في قطاع التكنولوجيا الذي يعاني تبعات الحرب المستمرّة منذ أشهر. وساهم القطاع عام 2022 بما نسبته 18 في المئة من الناتج المحلي، لكن ثمانية في المئة من قوته العاملة استدعيت إلى الجيش بعد اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول.
"عموماً، الحرب في غزة تسبّب مخاطر، لكنها تتيح أيضاً فرصاً لاختبار التقنيات الجديدة في هذا المجال"، يقول رئيس الشركة الناشئة في مجال التكنولوجيا "ستارت آب نايشن سنترال" آفي هاسون، مضيفا: "في ميدان المعركة والمستشفيات، ثمة تقنيات استخدمت في هذه الحرب لم تُستخدَم سابقاً".
لكن هذه التقنيات تثير قلق منظمات حقوقية، خصوصاً في ظلّ الحصيلة المرتفعة للضحايا في صفوف المدنيّين الذين يشكّلون غالبية ضحايا الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر.
تقول الخبيرة في قسم الأسلحة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" ماري ويرهام لوكالة "فرانس برس": "نواجه أسوأ وضع ممكن لجهة القتل والمعاناة... وجزء منه تتسبب به التقنية الجديدة".
وأيّدت أكثر من 150 دولة في كانون الأول الماضي، قراراً للأمم المتحدة يتحدث عن "تحديات ومخاوف جدية" في مجال التقنيات العسكرية الجديدة، بما يشمل الذكاء الاصطناعي وأنظمة السلاح الذاتية التشغيل.
"كلّ جندي قنّاص"
اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأوّل عقب هجوم غير مسبوق شنّته "حماس" على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها "فرانس برس" تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة. واحتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا محتجزين في غزّة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، حسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
تردّ إسرائيل بحملة قصف مكثّف أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع قتل 27 ألفاً و940 شخصاً، غالبيّتهم نساء وأطفال، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لـ"حماس". وتشهد الحرب استخداما مكثّفا لسلاح الطيران المسيّر الذي جعل الهجمات من الجو أسهل وأقلّ كلفة.
وعرضت "حماس" لقطات لهجوم السابع من تشرين الأول أظهرت استخدامها المسيّرات لإسقاط قنابل على آليات عسكرية، بينما عملت إسرائيل على تطوير تقنيّات لإسقاط هذه المسيّرات.
واستخدم الجيش للمرة الأولى تقنية منظار تصويب معزز بالذكاء الاصطناعي طوّرته شركة "سمارت شوتر"، وزوّدت به أسلحة مثل البنادق والرشاشات.
يقول المسؤول العسكري الإسرائيلي إنّ هذه التقنية "تساعد جنودنا في اعتراض الطائرات المسيّرة لأن حماس تستخدم العديد منها"، موضحاً أنّ التقنية تجعل "كلّ جندي، حتى لو كان أعمى، قنّاصاً".
كما تقوم تقنية أخرى على إطلاق الجيش مسيّرات قادرة على رمي الشباك على مسيّرات أخرى بهدف تعطيل عملها.
في الإطار، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الشهر الماضي بأنّ الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسياً وعسكرياً في هذه الحرب، بدأت تدريب جنودها على استخدام تقنية "سمارت شوتر" لإسقاط المسيّرات، علماً بأنّ هذه الأخيرة تستخدم بشكل متزايد منذ اندلاع حرب غزة من قبل فصائل مسلحة مناهضة لواشنطن، لاستهداف قواعد تضمّ جنوداً أميركيين في الشرق الأوسط.
أنفاق غزة
يشكّل سبر أغوار شبكة الأنفاق في غزة تحدياً أساسياً للجيش الإسرائيلي الذي أعلن اكتشاف عدد كبير منها وتفجيره. ولا تزال "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، تُعلن بشكل دوريّ تفجير فتحات أنفاق ونصب كمائن للجنود الإسرائيليين. وتقول إسرائيل إنّ مقاتلي الحركة يتحصنون في الأنفاق، وفيها يحتفظون بالأسرى.
لجأ الجيش الإسرائيلي الى طائرات مسيّرة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعداد خريطة لهذه الأنفاق التي تشير تقديرات غربية الى أنها تمتد على مسافة أكثر من 500 كلم.
ومن هذه التقنيات استخدام مسيّرات قادرة على رصد البشر والعمل تحت الأرض. ويوضح المسؤول العسكري أن هذه المسيّرة "تدخل الأنفاق وتسمح لك بأن ترى بقدر ما يسمح الاتصال معها".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
11/14/2025 8:16:00 PM
وفق إعلام محلي ، دوت 3 انفجارات في منطقة حي المزة
سياسة
11/13/2025 6:10:00 PM
ما هي أبرز مقررات مجلس الوزراء اللبناني؟
مجتمع
11/13/2025 4:43:00 PM
أكّد المدير العام للطيران المدني المهندس أمين جابر أنّ التحويل في مسار الرحلات جاء نتيجة الأحوال الجوية القاسية في الشمال.
سياسة
11/14/2025 2:56:00 PM
الجيش الإسرائيلي: الوحدة 121 بحزب الله مسؤولة عن ملف اغتيال سياسي لبناني مسيحي
نبض