الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قصص الويب... خاصية غوغل للارتقاء بالتسويق الرقمي

المصدر: "النّهار"
ابراهيم مخزوم
ابراهيم مخزوم
قصص الويب من غوغل
قصص الويب من غوغل
A+ A-
لطالما ارتبط عالم الأعمال بعملية التسويق التي تُعتبر ركناً أساسياً من نجاح أي مؤسسة، ومع التطوّر التكنولوجي اليومي، يتطوّر مجال التسويق ليصبح رقمياً، وتُفتح آفاق جديدة لم تكن موجودة من قبل، ولعلّ الميزة الأبرز لكل من ينجح في التسويق الرقمي اليوم هي مواكبة الصيحات والاستفادة قدر الإمكان من الميزات المتوافرة على المنصات التفاعلية.

ومع بروز أهمية خاصيات التسويق الإلكتروني للشركات، تسعى عمالقة التكنولوجيا إلى توفير المزيد من هذه الخاصيات والميزات على منصاتها التي أصبحت مركز الإعلانات العالمي.

ويبدو أنّ المستقبل في هذا المجال سيكون مختلفاً مع ميزة جديدة طرحتها شركة "غوغل" في بلدان محددة حتى الآن وهي ميزة قصص الويب "Web Stories". فما هي هذه الميزة؟ كيف تختلف قصص الويب عن قصص مواقع التواصل الاجتماعي؟ وكيف تؤثر في مستقبل التسويق الرقمي؟

ميزة قصص الويب المرئية هي خاصية مطوّرة من تطبيق غوغل على جميع أنظمة التشغيل ويستخدمها أكثر من 800 مليون شخص شهرياً. هذه القصص تشبه خاصية القصص على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مثل فايسبوك وإنستغرام إلى حدٍّ مُعيّن، حيث تساعد المستخدمين في الولايات المتحدة، والبرازيل، والهند في العثور على أفضل المحتويات المرئية من جميع أنحاء الويب من خلال الجزء العلوي من خاصية Discover الشهيرة من غوغل.

هذا وتُعرض قصص الويب عبر نتائج بحث غوغل على الهاتف المحمول لتجلب محتوى مرئياً إضافياً إلى آلية البحث التقليدية على محرك بحث الشركة الأميركية، وتصفح هذه القصص بسيط للغاية وشبيه بما اعتاد عليه المستخدم على مواقع التواصل الأخرى حيث يتم النقر على القصة لمشاهدتها ويمكن تخطيها إلى قصة أخرى في المكتبة ويمكن العودة إليها كذلك.

وفي حين تقول "غوغل" إنّ أي شخص يمكنه إنشاء قصص الويب شرط ربطها بموقع إلكتروني، سواء كان صانعَ محتوى فردياً أو ناشراً، إلّا أنّها لم تحدد جدولاً زمنياً لوصول هذه الميزة إلى البلدان الأخرى، وأشار أحد الأشخاص العاملين في الشركة لـ"النّهار العربي" أنّه لا يمتلك صلاحية التصريح عن هذه الميزة للإعلام حتى الآن.

ورغم أوجه الشبه الكبيرة بين قصص الويب وقصص مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا أنّها "تعمل بطريقة مختلفة كلياً"، وفقاً لـ إيلي سركيس، مختص في مجال التسويق الرقمي ومواقع التواصل الإجتماعي.

ويقول سركيس في حديثه الى "النّهار العربي" إنّ الميزة الجديدة تُعد أكثر احترافاً مع إلزامية وجود العلامة التجارية للموقع، العنوان، وتفاصيل عن القصة، ويُلزم الناشر بنشر 5 صور في القصة الواحدة على عكس الحرية المطلقة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويُشير سركيس إلى أنّ هذه القصص يتم وضعها على الموقع الإلكتروني من خلال رمز وآلية محددة، وتساعد في رفع تقييم الموقع على محركات بحث غوغل "SEO" بعد استخدام الكلمات المفاتيح الخاصة بالناشر بشكلٍ مستمر. هذا وتساعد هذه الخاصية في زيادة الوصول إلى الموقع من خلال النقر على القصص على صفحة Discover أو في بحث غوغل التقليدي، قبل أن يختم كلامه قائلاً: "قصص الويب لجميع الأشخاص، من مالكي المواقع إلى صانعي المحتوى والناشرين على الويب. تبّني القصص يُحسن جودة واستراتيجية المحتوى الّذي نقدمه للقُراء ويزيد فرصنا لتحقيق النجاح والتميز باستخدام الخاصيات الجديدة".

فضلاً عن ذلك، تقول ماريانا سعيد، خبيرة التسويق الرقمي، "إنّ المجال يتغيّر باستمرار، وطرح قصص الويب سيؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة إلى الذكاء الإصطناعي". وتعتقد أنّ الشركات يمكنها الاستفادة بشكلٍ كبير من هذه الميزة، حيث سيتمكنون من نشر هذه القصص على موقعهم الإلكتروني مما سيوفر تجربة غامرة للموقع، كما يمكنهم إضافة زر لـ"اتخاذ الإجراءات" مثل التوجه إلى صفحة أخرى لزيادة المبيعات.

بالإضافة إلى ذلك، غياب الحد الزمني لهذه القصص، إمكانية جني الأموال منها مع فرضية ربطها بإعلانات غوغل في المستقبل، ظهورها في الأصول الرقمية للمؤسسات مثل رسائل البريد الإلكتروني، وإمكانية تتبعها من خلال تقارير التحليلات هي ميزات إضافية لهذه الخاصية يمكن أن تستفيد منها الشركات.

وتضيف سعيد في مقابلة مع "النّهار العربي"، أنّ هذه الخاصية تتوافق مع المواقع التي تعمل بتقنية AMP فقط، وأنّ حوالي 60 بالمئة من المواقع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تعمل بهذه التقنية "المكلفة" مما قد يكون مؤشراً الى أنّ العلامات التجارية الكبرى فقط ستكون على استعداد لإنتاج هذا النوع من القصص.

هذا وتعتقد سعيد أنّ مدوّنات الفيديو ستكون في كل مكان في المستقبل، وستنتشر بسرعة بدلاً من المحتوى المكتوب في غضون سنوات حيث سيكون هناك أكثر من مليون مدونة حول العالم.

إذاً، الإطّلاع على هذه الخاصية هو نظرة إلى مستقبل التسويق الرقمي، وعند وصول هذه الميزة إلى كافة بلدان العالم، الكثير من التغييرات ستطرأ على هذا المجال، وسنرى عمليات تسويق مبتكرة وغير متوقعة. ويبدو أنّ "غوغل" تسعى إلى تثبيت صدارتها في مجال الإعلانات الإلكترونية من خلال ميزة تدرك أهمية العامل البصري في الإعلانات.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم