توخيل أجهض حلم "سيتيزنس - غوارديولا"

شدد توماس توخيل قبضة المدربين الألمان على لقب دوري أبطال أوروبا، إذ قاد فريقه تشلسي الانكليزي للتفوق على مواطنه مانشستر سيتي 1-0 على ملعب "دراغاو" البرتغالي، في نهائي المسابقة، وبالتالي اللقب الثاني في تاريخه بعد 2012. 
 
للموسم الثالث توالياً يتوج مدرب ألماني باللقب بعد يورغن كلوب مع ليفربول 2019 ثم هانزي فليك مع بايرن ميونيخ الموسم الماضي، وصولاً الى توخيل أول من أمس. 
 
الفوز تحقق بقدم لاعب ألماني أيضاً وهو نجم كاي هافيرتز الذي سيلتحق بركب "المانشافت" الى جانب زميليه المهاجم تيمو فيرنر والمدافع أنتونيو روديغير، إذ جاء هذا التتويج لعزز ثقة اللاعبين الثلاثة قبل خوض نهائيات كأس الامم الأوروبية تحت قيادة المدرب يواكيم لوف.  وبعدما توقف مشواره عند نصف النهائي مرة مع برشلونة وثلاث مرات مع بايرن ميونيخ الألماني منذ تتويجه الثاني والأخير عام 2011 مع النادي الكاتالوني، بدأت مسابقة دوري الأبطال تشكل عقدة لغوارديولا منذ وصوله الى مانشستر سيتي إذ انتهت مغامرته عند ثمن النهائي في موسمه الأول ثم عند الربع النهائي في المواسم الثلاثة الماضية قبل أن يفك العقدة هذا الموسم بالوصول الى نصف النهائي حيث أزاح باريس سان جرمان الفرنسي وصيف البطل، لكن المغامرة انتهت على يد النادي اللندني. 
من جانبه، رد توخيل اعتباره من سان جرمان بأفضل طريقة، من خلال التتويج باللقب، بعدما "كوفىء" بالإقالة من منصبه في النادي الباريسي رغم إنجاز قيادته إلى مباراة اللقب الموسم الماضي. 
 
دفع توخل ثمن طموح الإدارة القطرية لنادي العاصمة ومشاكله مع المدير الرياضي البرازيلي ليوناردو، فأقيل من منصبه رغم قيادته الكتيبة الباريسية إلى ثلاثية الدوري والكأس وكأس الرابطة ونهائي دوري الأبطال. وكانت النتيجة أن لجأت إدارة النادي إلى الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي أصاب الفشل بعدما تنازل الفريق عن لقب الدوري المحلي وودع مسابقة دوري الأبطال من نصف النهائي على يد مانشستر سيتي الإنكليزي.  والآن، حصل توخل على فرصته كي يوجه رسالة "ثأرية" إلى إدارة نادي العاصمة، وقال توخيل بعد التتويج "إنها أهم مباراة في أوروبا، إنها نهائي استثنائي وفزنا. إنه أمر لا يصدق. أنا فخور جداً لكني كنت فخوراً مسبقاً لأني أثق تماماً في هذه المجموعة، إنها مجموعة قوية جداً". وعاش تشلسي هذا الموسم نفس السيناريو الذي اختبره في تتويجه الأول عام 2012 حين تسلم الإيطالي روبرتو دي ماتيو مهمة الاشراف عليه بعد انتصاف الموسم خلفاً للبرتغالي أندريه فياش بواش وقاده الى تحقيق حلم اللقب القاري.  وكما حينها، كانت مراهنة مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش على توخيل في مكانها حتى وإن كانت على حساب أيقونة النادي اللندني فرانك لامبارد الذي أقيل من منصبه في كانون الثاني نتيجة فشله في الاستفادة من فورة إنفاق 220 مليون جنيه استرليني (305 مليون دولار) على لاعبين جدد الصيف الماضي. 
 
فاز المدرب الألماني بتسعة ألقاب في مسيرته مع بوروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان، ونجح السبت في إحراز أول ألقابه مع الـ"بلوز" وهو بالتأكيد الأغلى. 
 
وأثبت نهائي دوري الأبطال السبت الى حد كبير بأن المال يشتري النجاح لكن إن تم ترشيده بالطريقة الصحيحة. فتشلسي على غرار سيتي الذي انتقل ملكيته عام 2008 للإماراتيين، أنفق أموالاً طائلة أيضاً وفرض نفسه لاعباً أساسياً محلياً وقارياً بفضل سخاء مالكه الروسي رومان أبراموفيتش الذي استولى على النادي عام 2003. 
 
وقد تحول الفريقان من كونهما مجرد لاعبيَّن هامشيين الى قوة ضاربة يحسب لها الحساب في كرة القدم الإنكليزية في أقل من 20 عاماً، وأكبر دليل على ذلك أن 17 من إجمالي ألقاب تشلسي الـ23 الكبرى خلال حقبة أبراموفيتش، فيما أحرز سيتي 13 من الألقاب الـ22 الكبرى خلال الحقبة الإماراتية. 


في إنكلترا، كسر سيتي وتشلسي هيمنة القوة التقليدية المتمثلة بمانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال، وحصد كل منهما خمسة ألقاب في الدوري الممتاز منذ وصول أبراموفيتش ومن بعده بخمسة أعوام الشيخ منصور، ونالا معاً سبعة من أصل ألقاب المواسم العشرة الأخيرة.