الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رسائل "الغرب والشرق" السياسية حاضرة في "مونديال الشرق الأوسط" القطري

المصدر: "النهار"
أحمد محي الدين
لاعبوا المنتخب الإيرلني.
لاعبوا المنتخب الإيرلني.
A+ A-
لم يجد المدرب البرتغالي لمنتخب ايران أفضل من تطبيق "اسنتاغرام" ليشحن فريقه معنوياً ويؤهلهم ذهنياً لمباراتهم الثانية في نهائيات كأس العالم "قطر 2022" ضد نظيره الويلزي في الجولة الثانية من مباريات المجموعة "السياسية" الثانية في النهائيات.

يستحوذ "تيم ميلي" على اهتمام الإعلام الغربي على نحو كبير جداً، الكل يسأل عن الاحتجاجات في شوارع طهران وباقي المدن الايرانية، رافعين شعار الحريات التي تحضر في المونديال القطري بعدما غابت عن العديد من المناسبات الرياضية الكبيرة منها على سبيل المثال لا الحصر مونديال روسيا قبل أربع سنوات.

خاطب البرتغالي لاعبي منتخب "النمور الآسيوية" بالكف عن الاعتذار (اثر الخسارة القاسية أمام الانكليزي 2-6 في المباراة الأولى)، وأضاف "ينبغي ان نتحمل مسؤولية أدائنا وان نكون متواضعين وان نقف بقوة للتغلب على هفواتنا"، وتابع المدرب في المنشر ذاته "واجبنا ان نلعب كرة القدم ونهدي جماهيرنا الفرحة والسعادة ونفتخر برفع الراية الوطنية"، وأردف "لا داعي للقلق بشأن المشجعين غير الحقيقيين والمتحمسين، فهليكم كلاعبين ان تبذلوا ما بوسعكم لتصبحوا نموذجاً وأبطال حقيقيين". وتابع "تعهدوا لبلدكم واهتمدوا على أنفسكم لتصبحوا أبطالاً حقيقيين يفخر بكم الناس وكل شيء آخر في كرة القدم ما هو إلا فشل وحسد".

أراد المدرب إبعاد الضغوط عن عناصر تشكيلته، إزاء تسليط الأضواء عليهم ربطاً بما يحصل في الداخل الإيراني، وترك الرياضة تتكلم في الملعب من دوم إقحام السياسة.

إلا أن "مونديال الشرق الأوسط" مثخن بالتدخل السياسي، إستغلال فاضح للبطولة التي تجمع العالم بأسره على أرض قطر لتبادل الرسائل بين "سياسات الغرب والشرق"، بشعارات لا تمت الى الرياضة بصلة.

يقود صحافي إثراني متواجد لتغطية مباريات المونديال انه قبل البطولة "تم تجييش الإعلام الغربي للنيل من قطر بسبب إحتضانها نهائيات كأس العالم وكأن لعبة الشعوب والفقراء هي للغرب فقط"، وأضاف "لم تفلح الحملة ضد الإمارة الخليجية التي تنظم بطولة أكثر من رائعة، والأدوات عينها باتت مصوبة للتهجم على ايران وربما لاحقاً على أي بلد لا يؤيدهم في السياسة".

ويطل الغرب في المونديال من خلال "حقوق مجتمع الميم" أو "حقوق المثليين"، وهذا الأمر دفع الاتحاد الدولي الى منع قادة المنتخبات من ارتداء شارات دعم المثليين، وهذا الأمر لفت المنتخب الألماني الأنظار اليه عندما كمم لاعبو "المانشافت" افواههم لدى التقاط الصوورة الرسمية للفريق قبل انطلاق مباراتهم التي خسروها ضد اليابان، احتجاجا على قرار الفيفا حظر ارتداء شارة "حب واحد" التي تدعو لدعم حقوق الإنسان بما فيها عدم التمييز ضد المثلية. تحرك اللاعبين هذا أثار جدلا واسعا على المنصات.

وما عجز عنه اللاعبون، قام به الرسميون، إذ تسللت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر مرتدية شارة "حب واحد" لتحدث ضجة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي. وتتميز شارة "حب واحد" التي تلبس على الأذرع بقلب مقلم بألوان قوس قزح لتمثيل جميع الموروثات والخلفيات والأجناس والهويات الجنسية، وكان قادة منتخبات إنكلترا وويلز وبلجيكا وهولندا وسويسرا وألمانيا والدنمارك قد خططوا لارتداء هذه الشارات في بطولة كأس العالم قبل أن يوضح الفيفا بأن اللاعبين سيحصلون على بطاقة صفراء إن فعلوا ذلك. وقد وصف المغردون على "تويتر" ما قامت به الوزيرة بأنه "تحايل" وقالوا إنها دخلت مثل "اللصوص". وأشار المغردون إلى أن الوزيرة "دخلت إلى المدرج وهي ترتدي جاكيت أحمر اللون، وعندما أصبحت في الداخل خلعته لتظهر الشارة".

وترى وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا أن المنتخب الفرنسي لا يزال أمامه فرصة للتعبير عن التزامه بحقوق الإنسان خلال مونديال قطر. وصرحت الوزيرة للتليفزيون الفرنسي "عتقد أن قرار الفيفا بحظر شارة 'حب واحد' لا يزال يثير الجدل". وأشادت الوزيرة بإيماءة لاعبي منتخب ألمانيا بتغطية أفواههم احتجاجا على قرار فيفا.

وأضافت "هل أرغب في أن تكون هناك منطقة تتمتع بالحرية الكاملة؟ الجواب هو بوضوح نعم. هل ما زالت هناك مساحات للحرية تستطيع فيها فرنسا مواصلة التعبير عن التزامها بحقوق الإنسان؟ الجواب نعم. الألمان أثبتوا ذلك".

وأشارت أوديا كاستيرا إلى أن الفريق الفرنسي قد أظهر بالفعل "التزامه بحقوق الإنسان والتحول البيئي من خلال رسالة نشرها في 15 تشرين الثاني، والتي أعلن فيها أنه سيتبرع لمنظمة غير حكومية مكرسة لحماية حقوق الإنسان. وقالت "الآن أمامنا أسابيع يستطيع فيها (اللاعبون الفرنسيون) التعبير عن أنفسهم بحرية، واستخدام مساحات الحرية الخاصة بهم لنقل رسالتهم. إنهم ينتمون إلى بلد يقدرهم كثيرا ومن المهم أن يمثلوه".

في السياق عينه، استدعت الحكومة القطرية السفير البرتغالي في الدوحة باولو بوسينيو لسؤاله عن تصريحات رئيس البرتغال ورئيس الوزراء اللذين أكدا أنه لا يجري احترام حقوق الإنسان في البلد الخليجي، حسبما أفادت قناة (سي إن إن البرتغال).

وأثار دي سوزا حالة من الجدل بسبب تعليقاته حول كأس العالم حين أكد أن "قطر لا تحترم حقوق الإنسان. بناء الملاعب وأمور أخرى ... لكن، على أي حال ، دعونا ننسى هذا".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم