قطبا "لا ليغا" أهديا أتلتيكو مدريد اللقب وأكثر!

استفاد أتلتيكو مدريد على نحو مثالي من هديتي منافسيه المباشرين ريال مدريد وبرشلونة، ليظفر بلقب الدوري الاسباني لكرة القدم "لا ليغا" للمرة 11 في تاريخه.

الهديتان لم تكونا بالنتائج المسجلة ضد الخصوم، بل بتخلي قطبي "لا ليغا" عن نجميهما ليقتنصهما الممثل الثاني للعاصمة، حيث وظفهما المدرب الأرجنتيني على نحو ممتاز ليساهما في التتويج، وهما مهاجم برشلونة السابق الاوروغواياني لويس سواريوز ولاعب الوسط ماركوس يورنتي. وأنهى سواريز، الذي التحق بكتيبة سيميوني مقابل ستة ملايين يورو، الموسم في صدارة هدافي الفريق بالدوري برصيد 21 هدفا وكان حاسما حتى النهاية، حيث سجل هدف الفوز 2-1 على أرض ريال بلد الوليد اليوم ليقود الفريق للقب، كما سجل هدف الفوز أمام أوساسونا في الدقيقة 88 الأسبوع الماضي. 

 

ود "بيستوليرو" إعتباره بعد مغادرته المهينة للنادي الكاتالوني، ولم يتمالك نفسه وانهمر بالبكاء بعد أن حسم اللقب لصالح أتلتيكو، وشتان الفارق بين دموع التتويج ودموع الرحيل عن برشلونة، التي ذرفها وهو يرحل مجبرا بشكل مهين لا يليق بتاريخه الكبير مع البلوغرانا كثاني هداف تاريخي للفريق بعد أسطورة النادي ليونيل ميسي. حيث تم إبلاغه بقرار الاستغناء عن خدماته بشكل صادم بداية الموسم الحالي خلال محادثة هاتفية جافة مع مدرب برشلونة رونالد كومان، وكأنه كان عبئاً على الفريق مع أنه كان يمثل مع ميسي قوة ضاربة جلبت الكثير من الألقاب للنادي الكتالوني خلال السنوات الأخيرة.

 

وفي المقابل، انضم يورنتي لأتليتيكو العام الماضي بعدما تخلص منه نادي طفولته ريال مدريد. إذ بدأ بشكل بطئ مع فريقه الجديد قبل أن يتحول من لاعب وسط مدافع إلى جناح متألق. وصنع اللاعب الإسباني اسما لنفسه في مركزه الجديد العام الماضي عندما سجل هدفين ليقصي ليفربول من دوري أبطال أوروبا وواصل تألقه، حيث سجل 12 هدفا وصنع 11 اخرين مع أتليتيكو ليساهم في تتويجه باللقب. وسجل الثنائي نصف أهداف أتليتيكو في الدوري البالغ عددها 67 هدفا ليحصد الفريق اللقب لأول مرة منذ 2014. وربما يعض ريال مدريد، الذي أنهى الموسم متأخرا بفارق نقطتين عن أتليتيكو، الآن أصابع الندم على السماح لمثل هذا اللاعب الموهوب بالانضمام إلى جاره ومن ثم قيادته للفوز باللقب على حسابه. لكن على الأقل نجح ريال مدريد في الحصول على 40 مليون يورو مقابل انتقاله، بينما يملك البديل في مركز لاعب الوسط المدافع بفضل وجود البرازيلي كاسيميرو الذي يتمتع بالكفاءة في هذا المركز.

 

وفي المقابل ربما يشعر برشلونة بالضيق بشكل خاص بشأن طريقة رحيل سواريز الذي أُجبر على مغادرة كامب نو الصيف الماضي ضمن عملية للتخلص من أصحاب الأجور المرتفعة الذين تجاوز عمرهم 30 عاما والتي تسببت أيضا في رحيل أرتورو فيدال وإيفان راكيتيتش.

 

وجاء رحيل المهاجم القادم من أوروجواي رغم اعتراضات صديقه القائد ليوينل ميسي الذي يرتبط بعلاقة قوية مع سواريز وانتقد بشدة هذه الخطوة. وتذكر سواريز، الذي أصبح ثالث هداف في تاريخ برشلونة برصيد 198 هدفا وحصد لقب الدوري أربع مرات معه، ألم دفعه للرحيل عن فريقه السابق.

 

وأضاف الأرجنتيني سيميوني مدرب أتليتيكو "سواريز لاعب تنافسي للغاية ووُلد هدافاً. "رجل جرئ وشجاع، رحل عن فريق استثنائي مثل برشلونة، لكنه قال " أريد الاستمرار في القمة، وانضم إلى فريق يعيش كرة القدم مثلما يريدها".