الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"كابوس" الكورنيش... الدوحة تسابق الزمن للانتهاء من أعمال الطرقات

المصدر: "أ ف ب"
كورنيش الدوحة
كورنيش الدوحة
A+ A-
أصبح الكورنيش الرئيسي في الدوحة كابوساً للسكان بعدما كان أحد مواقعهم المفضلة، بسبب الأشغال التي قلبت الأرصفة رأساً على عقب لتركيب شبكة تصريف مياه قبل عام من مونديال 2022 الذي سيقام في فصل الشتاء.
 
وفي نهاية كل يوم، يشقّ العمال طريقهم بين ممرّ ضيّق ورصيف يصعب اجتيازه في هذا الشريان الحيوي، فيما تصطف عشرات السيارات في ازدحام مروري خانق، ما يثير غضب السائقين الذين باتوا يحتاجون إلى وقت أطول بكثير لاجتياز مسافة قصيرة.
 
ويشعر أحد هؤلاء، وهو قطري، بالقلق حيال الأعمال التطويرية التي تنكب عليها السلطات لتكون جاهزة في شتاء 2022 لاستضافة أحد أكبر الأحداث الرياضية، قائلاً: "الدوحة أصبحت موقع بناء وسيتسمر ذلك حتى نهائيات كأس العالم".
 
وبحسب مصدر مطّلع على أعمال البناء الجارية، فإنّه "تم بناء العديد من الطرق في الدوحة بدون نظام صرف مناسب، لذلك في كل مرة تمطر تغمر المياه" بعض شوارعها. وتسرّع السلطات حالياً عملية تركيب شبكات الصرف حتى على الطرقات التي تم الانتهاء من تحديثها.
 
وكما هو الحال في دول الخليج الأخرى، حيث تمطر بضعة أيام فقط في السنة، تشهد الإمارة الصحراوية هطول أمطار متفرقة في تشرين الثاني وكانون الأول، وهي الفترة التي ستقام فيها كأس العالم.
 
وفي الماضي، غمرت المياه أنفاق الإمارة الغنية بالغاز، وظهر سكان يمارسون رياضيات مائية بشكل ارتجالي في الشوارع الغارقة.
 
تقول السلطات إنّ قطر خصّصت 3,9 مليارات ريال (نحو 947 مليون يورو) في موازنة 2021 لـ"تطوير محطات الصرف ومحطات معالجة المياه والضخ وشبكات تصريف مياه الأمطار في عدة مناطق لمنع الفيضانات".
 
ويتباهى منظمو بطولة كأس العالم بأنّه بسبب مساحة البلاد الصغيرة، فإنّ أطول مسافة بين اثنين من ملاعب البطولة الثمانية ستتطلّب أقل من 45 دقيقة.
 
لكن الاختناقات المرورية وتدفق الزوار الأجانب يمكن أن يؤثر على ذلك.
 
مليارات الدولارات
 
وأوضح سائق الأجرة محمد: "في المدينة القديمة، من الطبيعي أن تضطر إلى بناء كل شيء من جديد"، مضيفاً وهو يقود سيارته عبر مواقع البناء في الحي التجاري بالدوحة محاطا بناطحات السحاب المتلألئة: "لكن رغم أنّ هذه المنطقة الجديدة، لم يفكروا بذلك قبل 20 عاماً. الزبائن لا يحبذون الانتظار".
 
أنفقت قطر مليارات الدولارات على نظام مترو الأنفاق الصغير الخاص بها، لكن مستخدميه يقتصرون إلى حد كبير على العمال الأجانب الفقراء من شبه القارة الهندية أو الفيليبين.
 
وقال مسؤول اضطر لاستخدام تطبيق هاتفي للدلالة على الطريق، بسبب الأعمال على الطرقات "الأمر يستحق العناء في النهاية".
 
وتؤكّد "أشغال"، الهيئة المكلفة بالأشغال العامة، أن الطرق الرئيسية في قطر جاهزة الآن بنسبة 99 في المئة لربط "الملاعب الثمانية بشبكة حيوية سريعة تتجنب أي ازدحامات لمرتاديها".
 
وترتبط هذه الطرق أيضاً بمحطات المترو والحافلات وكذلك مراكز التسوق من أجل تسهيل الحركة على الزوار، حسبما قال المدير المساعد المسؤول عن أعمال الطرقات في الهيئة سالم الشاوي.
 
في الدوحة وحدها، اكتملت الأشغال بنحو 70 في المئة. وقال الشاوي إنّ هذه الأعمال "بدأت منذ فترة طويلة نظراً للتطور العمراني، وحجم الكثافة السكانية التي تنمو بشكل متسرع".
 
تابع: "هناك وقت كافٍ وسيتم الانتهاء منها قبل البطولة بوقت مناسب".
 
في غضون ذلك، لا يملك سكان الدوحة سوى أن يتحلوا بالصبر.
 
وقال محمد وهو سائق من بنغلاديش يعيش في قطر منذ 15 عاماً، إن التعامل مع الزبائن في وقت الازدحام أمر صعب أيضاً.
 
وأوضح: "الآن أقوم بتحذيرهم مسبقاً وأسألهم بشكل مفصّل عما إذا كانوا يعرفون طريقاً مختصراً لتجنب أي استياء من قبلهم"، مضيفاً "إنها أيضاً مضيعة للمال، لأنني عندما أعلق في الازدحام أقوم برحلات أقل" خلال اليوم.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم