الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيميش مفتاح ألمانيا القادر على كل شيء إلا الخسارة

المصدر: "أ ف ب"
كيميش (أ ف ب).
كيميش (أ ف ب).
A+ A-
منذ أن كان طفلاً في المدرسة يخوض غمار بطولة داخل الصالات منذ أكثر من عقد من الزمن، أظهر جوشوا كيميش الروح القتالية التي يحتاجها المنتخب الألماني السبت للعودة إلى السكة الصحيحة في كأس أوروبا 2020 لكرة القدم في المباراة المهمة ضد البرتغال في ميونيخ.

رغم أن ملامح وجهه صبيانية، فإن كيميش (26 عامًا) هو قوة لا يستهان بها، سواء كلاعب وسط أو في مركز الظهير المتقدم، الذي لا يستسلم أبدًا في القتال من أجل الكرة.

جسّدت مواجهته المباشرة مع الظهير الفرنسي لوكا هرنانديز زميله في بايرن ميونيخ في المباراة الاولى التي خسرتها المانشافت الثلثاء، طبيعة كيميش القتالية.

عندما تلتقي ألمانيا مع البرتغال حاملة اللقب السبت، سيشرب فرايدر شروف، أحد أول المدربين الذين أشرفوا على كيميش، نخب تلميذه السابق.

في إحدى البطولات داخل الصالات في جنوب غرب المانيا، في شهر كانون الأول من أواخر العقد الأول من القرن 21، اكتشف شروف الذي كان يشرف حينها على فرق الشباب في شتوتغارت، موهبة كيميش.

قال شروف (64 عامًا) لوكالة "فرانس برس": "كان يلعب جيدًا ويملك ذهنية القائد، لذا اعتقدت أنه سيحظى بمسيرة طويلة".

في تلك الامسية، قدّم شروف لوالد كيميش فرصة انضمام ابنه الى أكاديمية شتوتغارت.

ترك يوزوا بلدة ناديه بوزينغن القريبة من شتوتغارت لينضم الى فريق الناشئين للنادي المشارك في الدرجة الاولى الالمانية.

ويتابع شروف "بإمكانه القيام بأي شيء إلا الخسارة. إنه طَموح ويملك عقلية لا تقهر. يوزوا كيميش ليس الاطول او الاسرع او اللاعب الاكثر قوة في العالم"، مستطردًا: "بالنسبة لمدرب معاصر، الامر الاهم هو الشخصية. يعمل مثل الوحش لتطويرها باستمرار".

ويضيف: "سيصبح يومًا ما قائد بايرن والمنتخب الوطني".

في العام 2012، غادر شروف شتوتغارت نحو لايبزيغ الذي كان ينافس حينها في الدرجة الرابعة والمدعوم من شركة مشروب الطاقة الشهيرة النمسوية "ريد بول".

قبل ان يغادر، قال لكيميش: "من يدري، ربما سنلتقي مرة أخرى قريبًا".

لم يكن هناك جواب حينها، لكن المدرب رأى الخيبة في عيون اللاعب الصغير. ويستذكر شروف "بعد عام، قال لي إنه اعتقد انني عنيتُ انه جيد فقط للعب في الدرجة الرابعة".

إلا أن القدر شاء أن يلحق كيميش بمدربه الى مقاطعة ساكسوني حيث لايبزيغ.

إذ بدأ يشعر بالإحباط في شتوتغارت حيث اعتبر النادي انه ليس قويا بدنيًا كفاية للعب مع فريق الاحتياط، ما أجبره على الاكتفاء باللعب مع فريق ما دون 19 عامًا.

ويقول شروف الذي تحدث مع إدارة لايبزيغ من اجل التعاقد مع كيميش: "لقد كان خائبًا جدًا لدرجة أنه فكر في إمكانية ترك كرة القدم".

بعد أسبوع، وصل كيميش الى لايبزيغ مع والديه.

في سن السابعة عشرة حينها، أصبح سريعًا لاعبًا أساسيًا مع الفريق الذي ينافس في الدرجة الثالثة.

يستذكر شروف: "كان مثالا يُحتذى به وقائدًا، حتى ولو أنه كان أصغر بثلاث او اربع سنوات من معظم زملائه في الفريق".

ارتقى لايبزيغ الى الدرجة الثانية لموسم 2014-2015، وفي مباراة خارج الديار ضد بايرن ميونيخ، لفت كيميش أنظار المدرب الاسباني العملاق البافاري آنذاك بيب غوارديولا.

إذ وجد في كيميش اللاعب القادر على شغل مكان مركز الظهير الايمن بدلا من القائد فيليب لام الذي كان قريبًا من الاعتزال.

"أحب هذا الشاب"

انضم كيميش الى بايرن في مطلع موسم 2015-2016 حيث تقاضى شتوتغارت القسم الاكبر من قيمة الصفقة التي بلغت 8,5 مليون أورو (10 ملايين دولار)، كونه كان يملك بند إعادة شراء اللاعب.

ويقول شروف: "كان قد تعلّم الاساسيات في لايبزيغ. لكن المستوى كان اعلى في بايرن: التدريبات افضل، وهو فريق الحلم الذي حفّزه كثيرًا".

غوارديولا الذي سبق أن أشرف على نجوم صاعدين أمثال الارجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إنييستا في برشلونة، كال الثناء على لاعبه الشاب الجديد.

وقال بيب: "أحب هذا الشاب. يملك كل شيء، يمكنه القيام بأي شيء، ويعطي كل شيء".

إلا ان كيميش لم يلتحق مباشرة في الفريق الاول لبايرن.

ويقول شروف "الكثير من الاشخاص لم يؤمنوا به وبقي على مقاعد البدلاء في البداية. مع ذلك، سرعان ما أظهر عقليته القوية، وقوته في المواجهات المباشرة، وتألقه في التمرير، وتمريراته العرضية ومهاراته القيادية".

كيميش الذي بات الآن والدًا لطفلين، كان مفتاحًا في تتويج بايرن بالثلاثية في موسم 2019-2020 قبل أن يكمل السداسية التاريخية.

حقق لقب البوندسليغا في مواسمه الستة منذ انضمامه الى بايرن.

يمكنه أن يلعب في مراكز عدة، وشغل مغ بايرن مركز لاعب خط الوسط، ولكن في كأس أوروبا طلب منه المدرب يواكيم لوف ان يعود الى مركز الظهير الايمن.

ويوضح شروف: "يفضّل اللعب في المركز 6 (لاعب وسط) ولكنه قَبِل دائمًا بقرارات مدربه. يقوم بما هو أفضل للفريق".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم