الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

برشلونة يواصل الإنهيار وكلفة البناء مرتفعة... "الإعصار" ضرب "كامب نو"

المصدر: "النهار"
A+ A-
 
سطع نجم كليان مبابي في "كامب نو" وأثبت أنه "ظاهرة"، أم ان برشلونة كان سيئاً؟
سؤال تبادر الى الاذهاب عقب الخسارة القاسية التي مني بها النادي الكاتالوني أمام ضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي 1-4 في ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم. مبابي سجل ثلاثية "هاتريك" واضاف زميله الإبطالي مويس كين الرابع، بعدما كان ليونيل ميسي قد افتتح التسجيل لأصحاب الأرض من ضربة جزاء.
سيناريو المباراة، أظهر ان برشلونة يحتاج الى بناء من الصفر، فريق بدا مترهلاً وعاجزاً بدنياً وفنياً أمام النادي الباريسي الساعي الى أول لقب قاري كبير في مسيرته، والذي قد يكون وجد الاسلوب السلس للعب مع مدربه الجديد الارجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو.
واعترف مدرب برشلونة الهولندي رونالد كومان بعد المباراة إن الخسارة بهذه النتيجة العريضة تكشف الجهد الكبير الذي يحتاجه النادي لاستعادة أمجاد الماضي. وقال كومان: "هذا حمام بارد من الواقع. أظهرت المباراة أننا نفتقد الكثير من الأشياء لنكون فريقا من المستوى الأول خاصة المستوى المطلوب في دوري أبطال أوروبا، وتعكس النتيجة مدى أفضلية المنافس. لقد كان أفضل كثيرا منا". وورث كومان تشكيلة متقدمة في العمر وتفتقد الثقة عندما تولى المسؤولية خلفا للمدرب كيكي سيتين في آب الماضي عقب الخسارة التاريخية 2-8 ضد بايرن ميونيخ. وشكك المدرب الهولندي في امتلاك برشلونة فرصة لتحقيق انتفاضة في مباراة الإياب في باريس في العاشر من آذار كما فعل لويس إنريكي سابقا عندما فاز على بطل فرنسا 6-1 في مباراة إياب عام 2017. وقال المدرب الهولندي "يمكن أن أكذب لكن عندما يخسر الفريق 4-1 على أرضه فإنه يملك فرصة ضئيلة جدا في التأهل".
شهدت المشاركات الثلاث الاخيرة لبرشلونة على الصعيد الاوروبي خيبة تلو الاخرى بدأت على يد روما الايطالي ثم ليفربول الانكليزي فبايرن ميونيخ الالماني، قبل ان يتابع الفريق الاسباني النسج على المنوال ذاته بسقوطه الرهيب على أرضه أمام باريس سان جرمان 1-4 في دوري الابطال. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستؤثر فضيحة كامب نو الاخيرة على مستقبل نجمه الارجنتيني ليونيل ميسي الذي كان قاب قوسين او ادنى من الرحيل في نهاية الموسم الماضي، قبل ان يعدل عن قراره لانه لا يريد اللجوء الى المحاكم ضد النادي الذي يدين له بمسيرته المظفرة. ويبدو ان برشلونة بدأ يدفع ثمن تقدم ابرز كوادره في السن، وضعف اسلوب لعبه وديونه الضخمة.
بطبيعة الحال، لم يخرج برشلونة من المسابقة القارية الاهم بعد، لكن "لا بولغا" لا يملك بعمر الثالثة والثلاثين ترف الوقت للانتظار، وهو لم يستطع بمفرده بالامس انتشال فريقه من الورطة التي سقط فيها وبدا عاجزا لا سيما في الشوط الثاني. ودافع عنه الصحافي في "موندو ديبورتيفو" خافيير بوش بقوله "حاول ميسي مرارا وتكرارا في الشوط الاول لكن مع تسجيل سان جرمان الهدف تلو الاخر وامام استعراض مبابي خبا بريقه تماما وبدت على وجهه الخيبة واضحة كما حصل ضد روما وليفربول وبايرن ميونيخ "لقد قام بكل شيء لكنه لم ينجح في شيء". لم يتخذ ميسي بعد اي قرار بشأن مستقبله وربما ينتظر الانتخابات الرئاسية في اذار المقبل لمعرفة ما اذا كان سيبقى في النادي الوحيد الذي دافع عن الوانه طوال او مسيرته او الانتقال الى ناد اخر. وفي حال قرر ميسي الرحيل، تبرز وجهتان امامه: مانشستر سيتي ليلعب مجددا باشراف المدرب الاسباني بيب غوارديولا، او باريس سان جرمان ليلعب مرة جديدة الى جانب صديقه البرازيلي نيمار. وكانت المسؤولية كبيرة على مبابي لا سيما في غياب النجمين البرازيلي نيمار والارجنتيني انخل دي ماريا، كما انه كان عرضة لانتقادات حادة الموسم الماضي عندما فشل في تسجيل اي هدف في الادوار الاقصائية على الرغم من بلوغ فريقه المباراة النهائية وخسارته امام بايرن ميونيخ 0-1.  لم يمرّ تألق مبابي مرور الكرام، فاشادت به الصحف الاوروبية وكالت له المديح بعبارات "غالاكتيك"، "اعصار" و"نووي". واعتبرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية بان "سان جرمان نجح في الثأر للريمونتادا الرهيبة التي كان ضحيتها قبل اربع سنوات"، واضافت "ان تصفع النادي الكاتالوني بهذا العنف في ذهاب ثمن النهائي، ان  تحبط سحر ميسي بهذه الطريقة كما لو انك تضع ولدا صغيرا في الزاوية، كان ضربا من الخيال وليس واقعا". وتابعت "بالامس، تخطى سان جرمان الحقيقة بفضل قوة جماعية قوية وثلاثية لكيليان مبابي النووي". في المقابل، لم ترأف الصحف الاسبانية ببرشلونة ووصفت امكانية قلب الطاولة ايابا بالمعدومة. وقالت "ماركا" "برشلونة على مسافة سنوات ضوئية من عهد سيطرته على الصعيد القاري، لقد اُذل مرة جديدة في دوري الابطال". واضافت مشيدة بنجم المباراة المطلق "مرّ مبابي بمعلب كامب نو وعصف به كالاعصار، لقد كان عرضا تاريخيا سيبقى محفورا في الاذهان الى الابد". اما الصحيفة الكاتالونية الاخرى "سبورت" فاعتبرت ان "باريس سان جرمان دمر برشلونة" مشيرة الى ان الاخير "سقط في امتحان اوروبي جديد في وجه منافس تألق في صفوفه العملاق مبابي".
وفي مباراة ثانية، سجل ليفربول هدفين متتاليين في بداية الشوط الثاني عبر محمد صلاح وساديو ماني ليصعق لايبزيغ الالماني 2-0. وعلّق مدرب "الريدز" يورغن كلوب على فوز فريقه، بعد ثلاث هزائم متتالية، إن الفوز كان هو ما احتاجه النادي تماما. وأضاف "لايبزيغ يمكن أن يكون وحشا، ويفرض تفوقه على المنافسين بالمجهود الكبير وهو فريق بدني قوي. لقد سيطرنا على المنافس بشكل استثنائي وأجبرناه على ارتكاب الأخطاء. أنا سعيد بالأداء". وعانى ليفربول، الذي توج بدوري الأبطال في 2019 وبالدوري الإنجليزي الموسم الماضي، في الأسابيع القليلة الماضية حيث فقد نسبياً آماله في الاحتفاظ بلقب "بريميير ليغ".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم