اشترِك في نشرتنا الإخبارية
هو التأثير الضار غير المتوقع للتغيير في الانسيابية الهوائية لسيارات فورمولا 1" في عام 2022: تعمل الفرق على القضاء على مشكلة "الارتدادات" التي تؤدي إلى فقدان السيارات للارتكازية والارتفاع في المقاطع المستقيمة، ما يجعلها عرضة لخطر تحطم بعض الأجزاء وإزعاج السائقين.
أطلق المراقبون على هذه المعضلة اسما مثيراً للدهشة "خنزير البحر"، وهو حوت بحري قريب من الدلفين، حيث تذكر حركات سيارات الفورمولا واحد صعوداً وهبوطاً بالغوص على سطح الماء.
عمد المصمّمون في المواسم الأخيرة، إلى تثبيت سيارات الفورمولا واحد على الأرض بواسطة زعانف موضوعة في الجزء العلوي من الهيكل. ولكن مع القوانين الجديدة المعتمدة هذا العام، عادت الفرق إلى عامل تأثير الأرض، مما يخلق شفطاً للهيكل من الأسفل.
تم اكتشاف المشكلة أثناء التجارب التي اقيمت على حلبتي برشلونة والبحرين قبل انطلاق المنافسات من حلبة الصخير البحرينية بالذات في 20 الشهر الحالي، حيث عندما تتدلى السيارات كثيراً ينفصل تدفق الهواء من حولها وينخفض الضغط وترتفع السيارة، ويستأنف تأثير الشفط وما إلى ذلك حتى يعمد السائق إلى الدوس على المكابح.
وفي شرح مفصّل، تحدث الارتدادات عندما تلمس السيارة سطح المسار في المقاطع المستقيمة، وهو ما يتسبب في اضطراب عملية توليد الارتكازية من خلال الأرضية. ويتسبب ذلك في سلسلة من الارتدادات مع دخول السيارة في دورة من الانغماس نحو الأرضية، قبل أن تفقد عنصر الارتكازية مجدداً فور لمسها سطح المسار لترتفع مجدداً.
إضافة إلى السرعة، فإن الظروف، مثل الرياح المعاكسة، تؤدي أيضاً إلى حدوث هذه الظاهرة. لذلك يمكن أن نشهد هذه الارتدادات في أي وقت خلال السباق.
من السهل أن نتخيل أن هذه الارتدادات تضع ضغوطاً غير متوقعة على السيارات وبالتالي تشكّل "خطراً على موثوقيتها"، كما يشير سائق هاس الألماني ميك شوماخر، نجل أسطورة الفئة الأولى مايكل الفائز بلقب البطولة سبع مرات.
وضمن السياق ذاته، يقرّ الفرنسي استيبان أوكون بصعوبة ما يحصل للسائقين، ويقول: "لا يزال الوضع عنيفاً. يشبه الامر كضرب رأسك على الأرض، يتردّد صداه في جميع أنحاء السيارة".
ويتابع سائق ألبين واصفاً ما يعاني منه السائق: "إنه ليس مفجعًا، لا. لكن صداع، نعم، مراراً وتكراراً"، وذلك بعد مجرد الانتهاء من نصف يوم من التجارب.
كما تزعج هذه الارتدادات الرؤية أيضاً، في حين أن "الرؤية ليست جيدة بالفعل مع الاطارات الكبيرة"، في تغيير جذري آخر في عام 2022 حيث تم اعتماد اطارات ذات قياس 18 انشاً بدلاً من 13.
ويضيف أوكون: "إذا قفزت السيارة ونحن نستعد للدوس على المكابح، فيمكن أن ينتهي بنا الحال مع عامل تجمد الإطارات".
ختم شوماخر الابن، قائلاً: "ستكون (الارتدادات) جزءاً من هذا العام. وبالنسبة لأولئك الذين لم ينجحوا في تقليصها أو القضاء عليها تماماً، فإن الأمر يتعلق بالتأقلم معها أثناء القيادة والتعرض لها بأقل قدر ممكن، أعتقد في بداية الموسم، قد نشهد المزيد من المنسحبين بسبب ذلك".
