دي بروين القلب النابض لمانشستر سيتي

بعد فترة صعبة مطلع الموسم، عاد البلجيكي كيفن دي بروين ليكون القلب النابض لمانشستر سيتي الإنكليزي المدعو لهدم قلعة دفاع أتلتيكو مدريد الإسباني، الأربعاء، في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، وذلك بعد تخطيه ذهاباً بهدف اللاعب الأشقر.

جسّدت مباراة الذهاب التناقض الرهيب بين أسلوبَي سيتي الهجومي مع مدربه الإسباني بيب غوارديولا والصلابة الدفاعية إلى حدّ الملل لأتلتيكو ومدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني.

وإذا كان فوز "سيتيزنز" بفارق هدف وحيد لن يسمح للاعبي أتلتيكو بالتكتل مجدداً في منطقة الثلاثين متراً أمام مرماهم بحثاً عن هدف، إلا أن هذا لا يعني أن الفريق الإسباني سيتخلى عن أسلوبه التقليدي ويشرّع الهجوم أمام سيتي.

في ملعب الاتحاد، أنقذ دي بروين بطل الدوري الإنكليزي بعد تمريرة جميلة من الدولي فيل فودن، الذي جذب أربعة مدافعين نحوه. ختم لاعب الوسط الدولي الهجمة بتسديدة قوية في شباك الحارس السلوفيني المميز يان أوبلاك قبل ثلث ساعة من نهاية المباراة.

يقدّم "كاي دي بي" مستويات جميلة راهناً، أكان في مركز خط الوسط أو المهاجم الرقم 9 الزائف. افتتح التسجيل أيضاً الأحد في مباراة القمة النارية مع ليفربول على صدارة الدوري الإنكليزي والتي انتهت بالتعادل 2-2، بتسديدة مبكرة ارتدت من الدفاع.

إشادات بالجملة
كان بمقدوره تحقيق تمريرتين حاسمتين، لولا إلغاء حكم الفيديو المساعد "في ايه آر" هدف رحيم سترلينغ وإهدار الجزائري رياض محرز فرصة سانحة في اللحظات الأخيرة (90+3)، لكن هدفه السادس في ست مباريات أعاد وضعه بين نجوم الكرة الأوروبية هذا الموسم.

مع تسجيله 11 هدفاً في الدوري و15 في مختلف المسابقات، يبدو قريباً من رقمه القياسي في موسم واحد (13 و16).

ومع بقاء سبع مباريات على ختام البريميرليغ، واحدة على الأقل في دوري الأبطال وأخرى منتظرة السبت في نصف نهائي الكأس ضد ليفربول، بمقدوره تقديم أفضل مواسمه على الاطلاق مع الفريق المملوك إماراتياً، تحت إشراف المدرب الفذّ غوارديولاً الراغب بأن تكون موهبته أكثر "أنانية".

قال المدرب الكاتالوني بعد المباراة الأخيرة ضد ليفربول حيث بقي متصدراً بفارق نقطة "التمريرات الحاسمة تجعله أكثر سعادة، وتُفرح زملاءه، لكني أقول له: يجب أن تسجّل أكثر لبلوغ المستوى الأعلى. والآن بات يسجل المزيد من الأهداف".

تابع مدرب برشلونة وبايرن ميونيخ السابق "كانت رؤيته حيال التمريرة الأخيرة ثاقبة في هذه المباراة"، فيما كانت مشاركة دي بروين ناجعة أيضاً على الصعيد الدفاعي منتزعاً 6 كرات من ليفربول.

هل وصل إلى قمته؟
لكن بداية هذا الموسم لم تكن موفقة لدي بروين البالغ 30 عاماً.

أصيب بكسر مزدوج في وجهه خلال نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي ضد تشلسي الإنكليزي (خسر 0-1)، ثم عاد بإصابة مضاعفة بكاحله من كأس أوروبا الصيف الماضي حيث خسرت بلجيكا في ربع النهائي أمام إيطاليا (1-2) التي أحرزت اللقب لاحقاً.

لم يشركه غوارديولا سوى مرة يتيمة في أول ست مباريات، لكن ما يقدّمه راهناً كفيل بمنافسة المصري محمد صلاح نجم ليفربول على جائزة لاعب العام المقدمة من رابطة اللاعبين المحترفين، علماً أنه احرزها في عامي 2020 و2021 ويأمل في أن يصبح أول لاعب ينال الهاتريك المرموق.

لكن هذا الأمر يتوقف على مشوار فريقه في الدوري الإنكليزي ومسابقة دوري أبطال أوروبا العاصية دوماً على مانشستر سيتي.

ومع بلوغه الحادية والثلاثين في حزيران المقبل وبقاء ثلاثة أعوام من عقده، لا يزال دي بروين بعيداً عن التفكير في نهاية مسيرته. قال قبل أيام لصحيفة "مترو": "لا أعرف إذا كنت أعيش أفضل أيام مسيرتي. هناك فكرة خاطئة أن أفضل أيامك تصبح وراءك عند بلوغك الحادية والثلاثين. أشعر بحال جيدة، ألعب جيداً، لذا فلنأمل أن أستمر أطول فترة ممكنة".