الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

دوناروما... نار مشتعلة على سفح فيزوف

المصدر: "أ ف ب"
دوناروما
دوناروما
A+ A-
يبدو جبل فيزوف مهيباً من هذا الملعب. لكن وحدهما الكرة والمرمى شغلا بال "الصغير" جيانلويجي دوناروما، كما يروي من رافق الارتماءات الأولى للإيطالي الدولي حارس باريس سان جيرمان الفرنسي.
 
"بدأ هنا، على هذا الملعب. كان يأتي لمشاهدة تمارين شقيقه الأكبر (أنطونيو الذي أصبح لاحقاً حارس مرمى أيضاً) وكان يقف بين الخشبات لصد الكرات"، بحسب ما يروي تشيرو أموري لوكالة "فرانس برس".
 
شاهد رئيس مدرسة "آ أس دي نابولي" الكثير من الصحافيين يزورون الملعب المجهز بعشب صناعي في كاستيلاماري دي ستابيا، وهي بلدة في خليج نابولي تقع على مرمى حجر من البركان النائم ومن موقع بومبيي، حيث أوقف نجم كأس أوروبا الأخيرة أولى ركلات الجزاء في مسيرته.
 
لا يتعب الرجل الستيني من سرد بدايات "جيجوني"، ويعرض بفخر أولى تراخيصه الموقعة بخط يد صبياني، بالإضافة إلى صور وقمصان النجم البالغ راهناً 23 عاماً.
 
يتابع الرئيس عن دوناروما، الذي يحلّ فريقه على ريال مدريد الإسباني، الأربعاء، في إياب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا بعد فوزه ذهاباً 1-0، "كان يبلغ أربع سنوات ونصف السنة فقط وليس بمقدوره الانضمام إلى أي فريق، لكننا بدأنا نشركه في التمارين. لم يكن يخشى شيئاً. كانت بنيته مختلفة، ضخماً. كنا ندرك انه يمتلك كل خصائص الحراس العظماء".
 
"والد" و"صديق"
يضيف أنجيلو بانارييلو، المدرب في هذا النادي الذي استعار دوناروما قفازاته حتى الرابعة عشرة قبل أن ينتقل لحمل ألوان ميلان، "المستوى الفني، طبعاً، لكن لديه مزايا أخرى، خصوصاً طباعه. لم يكن يتعب أبداً من اللعب والتمارين".
 
أصبح دوناروما حارساً أساسياً مع ميلان فقط بعمر السادسة عشرة ونصف السنة، وحتى رحيله إلى باريس الصيف الماضي، يدين كثيراً إلى المعدّ المحلي للحراس إرنستو فيرارو.
 
إضافة إلى الأخوين دوناروما، ساهم فيرارو بتكوين حراس آخرين في "سيري أ": جينارو إييتسو الذي مرّ بنابولي وأنتونيو ميرانتي الحارس الثالث في ميلان.
 
أشاد به دوناروما بعد وفاته في كانون الأول 2018، بالقول: "إذا كنت قد حققت حلمي بأن أطأ أرض لعب سان سيرو، فأنا مدين لك قبل كل شيء".
 
كتب عبر حسابه في "إنستغرام": "شكراً على كونك مرشداً ثميناً، والداً وصديقاً. كنت تأتي لتأخذني من المنزل، حتى تحت المطر، لإيصالي إلى التمارين، المباريات، الاختبارات".
 
يروي أنجيلو بانارييلو: "كان إرنستو يقول لي دوماً: لن يصل جيجوني فقط إلى دوري الدرجة الأولى، بل إلى المنتخب الوطني، لأنه يحفظ كل التعليمات فوراً".
 
دربي ميلانو
ويمازح المدرب السابق "مشكلته الوحيدة، وقد تكون ميزة، أنه يكره الخسارة. كان يغضب كثيراً عندما يخسر ويهاجمنا معتبراً أننا أخطأنا باختيار التشكيلة".
 
برغم صغر سنه، بلغ طوله آنذاك 1.90 م (حالياً 1.96 م). انهالت الطلبات لضم "الظاهرة": "كانت تصلني اتصالات كلّ أسبوع: أين يلعب؟ في أي ساعة؟".
 
الأصعب لابن النجار كان الاختيار بين قطبي ميلانو، ميلان وإنتر، بحسب ما يعتقد تشيرو أموري، كاشفاً "أول المهتمين كان إنتر. جاء مسؤول الناشئين إلى هنا، في هذا المكتب، للتفاوض مع والده. حتى أننا ذهبنا إلى ميلان للتوقيع على عقد مسبق مع إنتر".
 
لكن الخيار العائلي صبّ في مصلحة الغريم ميلان، حيث كان يلعب شقيقه أنطونيو، الذي يكبره بتسع سنوات.
 
بحسب وسائل إعلام مختلفة، أنفق ميلان نحو 250 ألف يورو لجلب الواعد جيانلويجي. يؤكّد تشيرو أموري "لا أعلم أين ذهبت الـ200 ألف أو الـ300 ألف يورو التي يتحدثون عنها! نحن كناد، لم نحصل سوى على 25 ألف يورو".
 
لم تسنح الفرصة لدوناروما بأن يطأ هذا الملعب منذ سنوات، لكنه عاد الصيف الماضي لزيارة عائلته التي لا تزال تعيش في بيت بين كاستيلاماري وبومبيي. طوّق عنقه بذهبية كأس أوروبا ورافقته أكثر من أي وقت مضى نار التنافس المشتعلة بداخله.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم