"أرض مارادونا" يلهمها ميسي... ومعركة "هولندية – أميركية"

لم يعد اي من المنتخبات الكبار في مأمن عن المفاجآت خلال موديال قطر، الفرق كلها متساوية في أرض الملعب والبقاء للأفضل، مع انطلاق الأدوار الإقصائية.

يضع الأرجنتينيون آمالهم في نجم منتخبهم المطلق ليونيل ميسي، بغية إهداء اللقب الى روح "الأسطورة الخالدة" دييغو مارادونا، لكن الطريق شائك برغم سهولته على الورق، حيث ستكون أولى العقبات كتيبة منتخب استراليا.

يقول الفيلسوف الأرجنتيني غوستافو بيرنستاين في مدح مارادونا: ""هو مرجعنا الأقصى، لا أحد يجسد جوهرنا كأمّة أكثر منه، ولا أحد يحمل أصل نُبلنا أكثر منه. لم نحمل في داخلنا طوال عشرين عاماً شغفاً لأحد أكثر منه، ولا أحد جلب الفرح لأمّتنا الحزينة مثله هو. الأرجنتين هي مارادونا، ومارادونا هو الأرجنتين".

"يرى شعب "أرض الفضة" في "الأسطورة الحية" ليونيل ميسي الأمل، ويريدونه أن يجاور الراحل على عرش كرة القدم ويعيد إليهم الأفراح المونديالية بعد 36 عاماً من نيل النجمة العالمية الثانية بقيادة مارادونا.

طريق سهل على الورق بالنسبة الى "ألبي سيليستي" نحو الدور نصف النهائي، لكن مفاجآت مونديال قطر/ باتت تثير الريبة لدى الجميع. وسيفتتح "تانغو" مشواره في الدور الإقصائي مواجهة نظيره الاسترالي أحد مفاجآت البطولة اليوم على ستاد أحمد بن علي (الساهة 21:00 بتوقيت بيروت).

الأنظار كلها موجهة الى "البرغوث" الذي أعاد الحياة الى الفريق بعد خسارة مدوية أمام السعودية في المباراة الأولى بالبطولة، إذ حمل الأمور على كاهله ضد المكسيك ثم ضد بولندا. ويدرك أفضل لاعب في العالم 7 مرات أن طريقه للجلوس الى يمين مارادونا يمر بمنصة التتويج على ستاد لوسيل في 18 كانون الأول الجاري.

واشتكى المدرب ليونيل سكالوني من ضيق وقت التعافي قبل مواجهة أستراليا، لكنه وعد أن يبذل فريقه كل ما لديه لضمان عدم التعرض لمزيد من المفاجآت في البطولة. وقال سكالوني ولاعب الوسط رودريغو دي بول إن الفريق لم يتدرب حتى الآن حيث ركز بدلا من ذلك على الحصول على راحة والتعافي خلال اليومين الماضيين. واضاف المدرب "سنكسر عظام ظهورنا لمواصلة المنافسة ونعلم مدى صعوبة كأس العالم. هذه هي كرة القدم. رأينا ما حدث بالأمس (عندما خرجت ألمانيا وبلجيكا من دور المجموعات) لكن هذا ليس مفاجئاً. عندما تقول إن المنتخبات الوطنية الكبرى تستحق أن تكون في المرحلة المقبلة، فهذا لا يحدث دائما".

"الطواحين" تدور؟

ويخوض المنتخب الهولندي قمة حامية الوطيس ضد نظيره الأميركي على استاد خليفة (الساعة 17:00). علَّق الحساب الرسمي للمنتخب الهولندي في تويتر على المواجهة بـ"معركة مع الولايات" في إشارة إلى الاختبار الصعب الذي ينتظر "الطواحين" في سعيهم إلى الذهاب بعيدا في البطولة وفك النحس الذي يلازمهم فيها بخسارتهم ثلاث مباريات نهائية بفوارق ضيقة أعوام 1974 و1978 و2010.

لسان حال أغلب لاعبي المنتخب الهولندي يتحدث عن التتويج باللقب، في مقدمتهم هدافه في النسخة الحالية كودي خاكبو "نريد الفوز في كل مباراة، واحدة تلو الأخرى، لأن هدفنا هو أن نكون أبطالا للعالم".

وشدّد المدرب لويس فان خال (71 عاماً) على أن "المرحلة التالية هي الأهم في البطولة ويمكن ان نبدأ بشعور إيجابي".

وبدا مدرب "العم سام" غريغ بيرهالتر مصمّماً على عدم الاكتفاء بـ"شرف" التأهل الى ثمن النهائي، مشدداً "إنها فرصة رائعة، لا نريد العودة الى المنزل".