ميسي يبهر في ليلة "فيناليسيما"... ويوجّه الرسائل في أكثر من اتجاه

لم يجد "الاسطورة الحية" ليونيل ميسي أفضل من لقب "فيناليسيما"، ليوجه الرسائل في أكثر من اتحاه قبل نهائيات كاس العالم الخريق المقبل في قطر، إذ قاد منتخب الأرجنتين بطل "كوبا أميركا" لحصد اللقب "الشرفي" على حساب نظيره الإيطالي بطل أوروبا 3-0 على ملعب ويمبلي اللندني أمام أكثر من 80 ألف متفرج.

وتأتي هذه المواجهة كجزء من مذكرة تفاهم متجددة بين الاتحاد الاوروبي "يويفا" ونظيره الأميركي الجنوبي "كونميبول" حتى العام 2028، والتي ستشهد اقامة نسختين أخريين.
حول ميسي المراجهة الرمزية الى "كرنفال"، وهي كانت أول اختبار لـ"ألبي سيليستي" خارج القارة الجنوبية، وضد أحد منتخبات الصفوة الاوروبية، رفع فريق المدرب ليونيل سكالوني عدد مبارياته من دون خسارة الى 33 توالياً.

وهذه ليست المرة الأولى تقام فيها هذه المباراة بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية، إذ أقيمت في مناسبتين سابقاً عام 1985 حين فازت فرنسا على الأوروغواي، ثم توجت الأرجنتين بقيادة اسطورتها الراحل دييغو مارادونا في النسخة الثانية على حساب الدنمارك عام 1993.

وهي المباراة الرابعة بين المنتخبين في القرن الحادي والعشرين حيث كانت الغلبة للأرجنتين فيها جميعها والتي طغى عليها الطابع الودي، علماً أن المواجهة الاخيرة في مسابقة رسمية بين المنتخبين تعود إلى نصف نهائي مونديال 1990 عندما فاز "ألبيسيليستي" بركلات الترجيح 4-3 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والإضافي.

وبناء على قدمه المنتخب الأرجنتيني، يمكن وضعه في خانة المرشحين الاقوياء لنيل لقب كاس العالم المقبلة في قطر، في ظل الظهور القوي لميسي ولزميله في باريس سان جيرمان أنخل دي ماريا فضلاً عن التناغم مع المهاجم لاوتارو مارتينيز هجومياً، وفي الوسط ظهر الثنائي رودريغو دي بول وجيوفاني لو سيلسو في الوسط، هذه التوليفة بين المخضرمين والمتمرسين قادت الفريق الى الفوز العريض حيث كان للنتيجة ان تكون أقسى لولا براعة الحارس جيانلويجي دوناروما في التصدي للعديد من التصويبات المباشرة وبلغ عددها 6. ضعف المنتخب الإيطالي ولا سيما هجومياً، لك يختبر دفاع "التانغو" كما ينبغي.

وأبدى ميسي سعادته بحصد اللقب، وسط أجواء إحتفالية مع باقي عناصر المنتخب الذين رفعوه احتفالاً، وقال "كانت مباراة نهائية جميلة"، وتابع "ما عشناه هنا في ويمبلي واكتسبناه، يعد أمرا رائعا".وأتم ليو "نحن هنا لكي نقاتل أي شخص، اليوم كان اختبارا جيدا لأن إيطاليا منتخب رائع".

وكان المدرب سكالوني حاسما في رده على ترشيح منتخب بلاده للفوز بلقب مونديال "قطر 2022"، نافيا هذا الأمر تماما. وأردف "بالطبع لا. لسنا مرشحين أكثر أو أقل عن أي منتخب آخر للفوز بالمونديال فقط لفوزنا بهذه المباراة. المونديال يختلف تماما". وقال "نستمر في النضوج على مستوى الفريق، وهذا هو الأهم، لاسيما أمام منافس عظيم، يعد ضمن الأفضل في العالم". وحول فترته مع المنتخب، أشار المدرب الشاب إلى أن كل ما أراده منذ بداية مهمته هو "إعادة بناء" منتخب بلاده. وأوضح "كنا نريد العودة لأصولنا، اللعب بهذا القميص هو الشيء الوحيد المهم بعيدا عن عائلاتنا. الأمر كان سهلا لأن اللاعبين تفهّموا الأمر. هم لهم الفضل الأكبر في هذا. من ينضم منهم يعلم تماما مسؤولياته".

في المقابل، قدّم "آزوري" مستوى سيئاً دفاعياً وهجومياً ولم تصنع الفرص الخطيرة على مرمى الحارس إيمليانو مارتينيز، ولا سيما في ظل الفوارق الفنية الكبيرة بين المنتخبين على أرض الملعب، وهو ما سهل مهمة الأرجنتين كثيراً، التي حصلت على مساحات أكبر في الثلث الأخير بقيادة ميسي ودي ماريا ولاوتارو.

وتعهد المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني بالتغيير بعد أشهر من المعاناة في صفوف الفريق وصولا للهزيمة أمام الأرجنتين. وقال "هو أمر مؤسف بعد الفشل في التأهل لكأس العالم، والمباراة كانت متوازنة في بدايتها لكنهم تفوقوا علينا". وأضاف "بعد هذه المباراة كنا نضع في اعتبارنا ضرورة تغيير الكثير من الأمور وسنقوم بذلك، علينا إيجاد اللاعبين، نشكل سويا فريقا سيعاني في البداية لكن في المستقبل سيكون قادرا على منحنا السعادة". وأشار "نعاني بشدة في تسجيل الأهداف حاليا وعلينا أن نعمل كثيرا وأن نضع في اعتبارنا أن الأمر لن يكون سهلا وأنه سيستغرق وقتا (لتجاوز المشاكل)".

وختم بالقول "لدي تفاؤل، أحب العمل والتدريب، حقيقي أننا خسرنا أمام منتخب الأرجنتين الرائع، لكن علينا أن ندرك أننا سنمر بمثل هذه اللحظات وعلينا التأكد من أن اللاعبين الشباب يتعلمون سريعا".