السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

طوابير الجوع الوهمية!

المصدر: النهار - لبنى سلامه
ريدون إسقاط بعضهم البعض، ولكن "العترة عالمواطن
ريدون إسقاط بعضهم البعض، ولكن "العترة عالمواطن
A+ A-
درست في الجامعة، أن مع ازدياد الطلب على السلعة، تلقائياً يرتفع ثمنها! للأسف، يومياً تزداد طوابير البنزين، نظراً لتهافت المواطنين بشهية نحو هذه المادة!
السؤال الذي يُطرح، هو لماذا؟ طالما انكشفت لعبة المافيا السياسية القذرة بين الحكام أنفسهم!! لماذا لا زلتم تهرعون على التعبئة، أنتم سبب الازدحام والمشاكل على المحطات! أنتم سبب العلَّة! أين الوعي والإدراك؟ لن تتحسن المشكلة مع إقرار رفع الدعم تدريجياً، لأنه من سابع المستحيلات إقرار سعر صفيحة البنزين بمبلغ أكثر من المبلغ الحالي بكثير، والذي يضاهي راتب مواطن لبناني!
لن ينقطع البنزين ولا المازوت، الأسطوانة نفسها يعيدونها كل فترة، ولم تتعلموا بعد! يضحكون عليكم بقصة البواخر المنتظرة الإشارة من مصرف لبنان لتفريغ حمولتها! "ويا لمحاسن الصدف" أن بعد إلقاء كلمة لأحد الزعماء عن تزويد لبنان من دولة غير عربية بالبنزين والمازوت، عندها، فجأة يعلن المصرف عن تفريغ الحمولة!
على الشعب اللبناني أن يتحلّى بالحنكة لأن "اللبيب من الإشارة يفهم"! يريدون إسقاط بعضهم البعض، ولكن "العترة عالمواطن"!.
أوهم بعض من أتباع السياسيين الرأي العام أن الأطراف الآخرى من الأحزاب السياسية تخزّن المحروقات، ولكن، توضحت الصورة وبان المدعومون من الطبقة الفاسدة يخزّنون أو يهرّبون إلى الخارج!
في هذا السياق، أود الثناء على جهود الجيش اللبناني في المداهمات لمحطات الوقود الفاسدة المخزنة للمحروقات، إلى جانب الفاسدين المدعومين والتابعين لبعض الأحزاب وتخزينهم كميات هائلة من البنزين والدواء والمازوت المدعوم! ولكن، بعدم وجود قضاء عادل، لِمَنْ تُنادي!
ناهيكم عن الفواتير التعجيزية الشهرية للمولدات، وسببها بعض الأحزاب والسياسيون الذين يتعاملون مع الكارتيلات لمنع إقرار سلفة الكهرباء، وعدم تمكين بعض الجهات السياسية الاخرى من شراء الفيول حتى يبقى المواطن رهينة جشعهم!
هل تذكرون سابقاً، عندما كان أصحاب محطات الوقود، يتنافسون على توزيع الهدايا على الزبائن لكثرة العرض وقلّة الطلب! بات المشهد مغايراً كلياً، حيث أغلقت بعض المحطات، وازداد الطلب على المحروقات وقل العرض، ما تسبب بزيادة الأسعار، والاحتكار، والتخزين، والسوق السوداء! أود الإشارة إلى أنه لو كان التهافت يومياً بهذه الكثافة على المحروقات كما ما قبل أزمة ت١ سنة ٢٠١٩، هل كانت المحطات ستعاملكم بنفس الإذلال أو لا؟! إقرار الدعم من كافة النواحي، لعب دوره بفعالية ليستفيد منه الفاسدون وليس المواطنون الأحرار والشرفاء. أرى أن شعار الفساد كالتالي: "قلوب سوداء، روح سوداء، سوق سوداء."!
لا تذهبوا يومياً نحو المحطات، إرجعوا كالسابق، حين كنّا نفكر في الذهاب إلى محطات الوقود للتعبئة عندما كان مخزون البنزين المتبقي ٢٥%؜ في السيارة. لا تهابوا شيئاً، والأمور ستعود إلى طبيعتها من ناحية البنزين والمازوت!
أيضاً، لا تشتروا غالونات المازوت والبنزين من السوق السوداء، إذهبوا مؤقتاً بالنقل العام ولا تشجعوا القذارة على تكرار فعلهم المشين! أصبح بعض المواطنين بأفعالهم تلك نسخة طبق الأصل عن حكامهم!
للأسف، شاهدنا أيضاً طوابير الخبز! لماذا؟ ما الذي يحصل لعقل اللبناني! قال الرب يسوع: "أعطنا خبزنا كفاف يومنا". لسنا في مجاعة! لماذا تذلّون أنفسكم! لن ينقطع شيء، لقد انقطعت الكرامة والقناعة فقط! عندما لا تتهافتون على السلعة، تلقائياً تصبح موجودة في الأسواق وبسعر زهيد!
إطمئنوا، يوجد في لبنان بنزين، ومازوت، ودواء، وأموال، وماء، وإلخ.. ولكن لا يوجد دماغ! هدف الفاسد والمجرم إيجاد مشكلة، والتركيز عليها، وزيادتها، والعمل على "غسل دماغ" الأفراد الغبية، ليضخم المشكلة الصغيرة، ويساعد المافيات المدعومة من السياسيين على تشريع بيعهم وتلاعبهم بالمحروقات، والطحين، والدواء وإلخ..
تهانئي لهم، جعلوكم تعتقدون أن لبنان يمّر بأزمات في هذه السلع! ولكن الحقيقة، هي أن العقل البشري يمّر بأزمات الطمع، والأنانية، والجوع، والغباء المستشري!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم