كتب لها:
"نحن في فصل الشتاء والأمطار غزيرة ولكن في أعماقي جفاف، حر وقيظ.
شراييني وعروقي جدباء وقلبي نضبت نبضاته. غطى هشيم الغربة مروج أفكاري وعرّشت أشواك علّيق اليأس على أكتاف آمالي. بركان الحنين ثائر مشتعل يقذف حمماً من الألم والأنين. حروفي تحترق وقلمي يتسكع على أرصفة الوحي عله يحصل على بقايا عطرك ولمحة من نظرات عينيك فيقتات بعضاً من نور الحياة ونسيم الوجود. الخوف عواصف وأعاصير تملأ أعماقي ببرق الرعب وبرعد مجنون يصرخ في أفكاري فيصيبني بشلل دائم".
فجأة توقف عن حفر خطوطه على الورق بعدما هدأت الرياح وساد سكون مهيب للحظات سمع بعده صوت ترانيم ساحرة شنّفت آذانه ورأى طائر روحها آتيا نحوه وخلفه أمطار من دموع حبها غسلت كل غبار البؤس وروت قلبه بترياق حياتها ثم رددت في فضائه: "أنت أنا". روحنا واحدة وحبنا سرمدي أزلي، لقاؤنا الأبدي آت ونحيا بوعدنا المقدس دوما. انثر بذور الفرح والأمل ولوّن حياتنا بألوان القوة، الصبر والجمال وارسم على جبين الشمس ملامح حب لا يزول.
اغرورقت عيناه بدموع الفرح، تنفس الصعداء ثم إنتصب معايناً ذاك الطائر يدور ويعلو نحو السماء مبتعداً فصاح بصوت عالٍ: أنت ملاكي وسبب بقائي، أنت كل طاقة الحياة في كياني نعم نحن معاً كنا وسنبقى للأبد وسيزهر رابط حبنا وروداً تفوح عبيرها للأجيال القادمة وتملأ أفئدتهم بالمشاعر الصادقة النقية المخلصة.