أحلام مواطن

أنا السنبلة والأرض معاً
وللأرض شوكة لا تكفّ عن أذيتنا
شوكة تتنفس بالرمل لكنّها لا تثمر
والسنبلة خضراء يافعة ببراءة الضوء
ننتظر ثمارها مع كل فجر ومغيب
وأحلامنا بين أيادي الليل والضوء
أزرع حلمي بالأرض
وما الأرض إلا مرج أخضر
أسقيه دمعة الأيام ليفنى العطش
أطعمه جوعي من ذلك التعب المميت
أطعمه جوعي من ذلك الخوف الهائم
أطعمه ضعفي حتى يقوى
حتى يقوى الحلم بفلكي فأقوى أنا
حتى يدور الكوكب في مجرتي فأجد وطني أنا
أزرع على تراب الحاضر
قصراً من الرمل لا يطاله زبدٌ
ولا تعريه رياح
قصراً من الأمل ومن الرمل
فبلادي باعت وصادرت الحجارة
و لم يعد لي بيت سوى الرمل
أبنيه من الرمل بلا جسور
عله يشرب المآسي ويتبلل
فتعبت من هدم الحجارة
أحضن الهواء وأسرق منه حريتي
أحضنه علّه يعلمني الطيران
فتعبت أقدامي من الجري خلف المقيدين
و المصلوبين
عله يعلمني الطيران
لأهرب بنجمتي من سمائي
فلا ضوء يقود طريقي
هارباً كالضرير يتحسس الجدران
ولا يتكئ عليها
فلا عكاز لنا في وطني
على رصيف تلك المدينة
على رصيف بيروت تبعثرت
خيطان الرواية وخلقت من العقدة
آلاف العقد…